منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - بوتفليقة سينصفه التاريخ.
عرض مشاركة واحدة
قديم 2021-09-21, 09:35   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
الحاج بوكليبات
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية الحاج بوكليبات
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mohand_zekrini مشاهدة المشاركة
الشعب الجزائري ليس من طينة هؤلاء القوم اللذين ذكرتهم، عندما يتحدق أي خطر ببلاده ستجده صفا واحدا وبالمرصاد لكل من تسول له نفسه المساس بحرمة التراب الوطني، وأمثلة عن ذلك كثيرة.
لو قلت لنا هذا الكلام قبل أكثر من عشرين سنة من الآن، كنت سأصدقك.

لكن الناس تغيرت بفعل الكثير من الأشياء، اليوم الناس عندنا ينظرون إلى الوطن على أنه مجموعة من الأشخاص الانتهازيين الفاسدين، وإلى الوطنية على أنها شعارات من مخلفات الماضي التي لم يعد يعترف بها الوقت الحالي [وهذه أكبر مصيبة تحل على الأوطان وهي إحدى الأهداف التي توصل إليها العقل الغربي الإستعماري إلى تحقيقها لأنها تسهل عليه هدم الأوطان من الخارج بفعل الغزو العسكري، ومن الداخل بفعل الإضطرابات التي ستتحول فيما بعد إلى حروب أهلية تنتهي في أغلب الأحيان إلى التقسيم العرقي أو الاثني أو المذهبي أو الديني أو الثقافي اللغوي] ، وبالتالي هُم ليسوا مُستعدين لأن يضحوا بأنفسهم من أجل هؤلاء، هم يرون أن التضحية اليوم هي ليست في سبيل الوطن، ولكنها في سبيل أشخاص تحكم في هذه البلاد أو تلك فإذا انطلقت الرصاصة الأولى تجدهم كلهم قد انسحبوا لحماية أنفسهم والنجاة بها على الطريقة العراقية والسورية والليبية.



لا تنسى أن شعوب منطقتنا متقاربة ومتشابهة، فالانشقاقات حصلت في نظام العراق ونظام ليبيا [هروب جندي بطائرة إلى مالطا عندما بدأت الحرب على ليبيا] وتواصلت في سوريا بانشقاق ضباط والتحاقهم بالجبهة التركية [الجيش الحر]، وكمثال عندنا انشقاق مُنتسب الدرك محمد عبد الله الذي هرب إلى إسبانيا وانضم إلى حركة ارهابية "رشاد"، والذي سُلم قبل مدة للدولة الجزائرية من طرف الدولة الاسبانية في إطار اتفاقيات تبادل المجرمين والملاحقين قضائياً من كلتا الهيئتين القضائيتين لكلا الدولتين.



في السنوات العشرين الماضية أو أكثر "تبدلت الكثير من الأشياء" وإلا ما هي ثمار العولمة إذن؟، وماهي نتائجها إذا لم تكن هذه وغيرها من الأمور الأخرى الفظيعة [العولمة قد تكون جيدة اقتصادياً وعلمياً وتجارياً لدى البعض ولكنها جحيم سياسياً وثقافياً وحقوقياً]؟، وإنسان التسعينيات والثمانينيات والسبعينيات وهلم جرا [كان يقبل التضحية ويؤمن بشيء اسمه وطن وبشيء اسمه الوطنية] ليس هو إنسان ما بعد الألفين والقرون القادمة الذي يؤمن بــ: [أنا أولاً وأخيراً، وبالمادة، وبالرصيد البنكي والشيك المليء بالرصيد، بالعملات الوطنية أو الأجنبية "الدوفيز" ، وبالحياة أي يحي بِترفٍ ورفاهيةٍ ولا يهمه بعد ذلك أي شيء حتى لو خسر وطنه فالأوطان المتاحة أمامه كثيرة في أوروبا و أمريكا، والوطنية أناشيد وعنتريات بالية أكل عليها الدهر وشرب لأنها لا تعطيه مالاً ولا تحقق له رغد عيش، ولا رفاهية كما في البلدان الغربية المتطورة].









رد مع اقتباس