منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الإنسانية بين عالمين.
عرض مشاركة واحدة
قديم 2021-02-02, 14:24   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الحاج بوكليبات
محظور
 
إحصائية العضو










B1 الإنسانية بين عالمين.

الإنسانية بين عالمين.

إن العالم اليوم من حيث المستوى الاجتماعي الطبقي مُقسم إلى اثنين هما:
القسم الأول، وهو طبقة الفقراء والضعفاء وهم الأغلبية الغالبة في العالم من حيث التعداد والنشاط والعمل، وهي تاريخياً الفئة التي بنيت على أجسادها الحضارة الإنسانية من خلال التضحيات الجسام التي قدمتها في كل مرحلة من مراحل تطور البشرية.
القسم الثاني، وهو طبقة الأغنياء الأثرياء الأقوياء وهم أقلية لا تتعدى نسبتها 10 بالمئة من سكان المعمورة، وهي فئة اغتنت بفضل الأنظمة الاقتصادية التي نظر لها العديد من العلماء وبخاصة في مرحلة الأنظمة الرأسمالية والليبيرالية بخاصة في العصر الحديث وفي زمننا المعاصر.
يجب أن نعترف أن الهوة بين الطبقتين لم تتقلص طوال الفترات الماضية حتى في الأنظمة الاشتراكية والشيوعية وبدل تحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة خلق لنا هذا النوع من الأنظمة مجموعات أوليغارشية داخل هذه المجتمعات الإشتركية والشيوعية تحكم باسم شرعية الدفاع عن حقوق الفقراء، والتي كانت أشد وطأة وقسوة من توحش الرأسمالية وتحرر [بمفهومها السلبي] الليبيرالية، فما من عصر يمر ولا فترة تنقضي لتأتي أخرى إلا وزاد الاغنياء غنى والفقراء فقراً في كلا الاتجاهين ونمط النظامين الإشتراكي الشيوعي والرأسمالي الليبيرالي، ورغم ظهور أفكار ومشاريع وفلسفات لأنظمة محينة وأنظمة جديدة للتقريب بين هاتين الفئتين إلا أن تلك المحاولات كلها باءت بالفشل الذريع .
هناك معطيات جديدة يمكن التأسيس عليها في النظرة المفترضة لما يمكن أن يكون عليه شكل العلاقة بين الفئتين في المستقبل .
الأول، هو التقدم المذهل للتقنية والتي بدأت تنافس الإنسان في كل شيء، آخرها الذكاء الإصطناعي وصناعة الروبوتات [الرجال الآليون] والثورة الرقمية والمعلوماتية والإلكترونية، والتي بدأت منذ مدة تزاحم الإنسان في أعماله ونشاطاته بل وأحياناً تفوقت عليه، وهذا المعطى في صالح الأغنياء والأثرياء سواء باستخدام هذه التقنية لزيادة ثرواتهم أو خدمتهم مستغنين بذلك عن اليد العاملة الذكية وحتى عن الترفيه الذي يسعى إليه هؤلاء والذي كان يتم بالأساليب التقليدية .. الخادم والعامل .
والثاني، هو تقلص الموارد على الأرض ما تعلق بالماء العذب أو الغذاء أو الطاقات التقليدية، وظهور أخطار ايكولوجية تشكلت بفعل جشع وطمع الإنسان الذي لم ولن يعرف حدوداً تضع له نهاية في آخر المطاف والتي من بينها الاحتباس الحراري وذوبان كتل الجليد في القطب الشمالي بكميات تهدد بزوال اليابسة قارات ومدن كبرى على السواحل البحرية وجزر وكذلك ظهور أوبئة وأمراض فتاكة لم يعدها الإنسان في الفترة الماضية من وجود على الأرض، وكذلك تصحر نحو الأراضي الزراعية واختفاء الغلاف العشبي من على سطح الأرض والذي يهدد باختفاء وزوال عديد الكائنات الحية وبخاصة الإنسان نفسه .
أمام هذين المعطيين تسعى طبقة الأغنياء والأثرياء المتحكمة في الأنظمة السياسية بفعل الإقتصاد وقوة المال وما تضمه هذه الأنظمة من مؤسسات والتي بعضها بات يتحكم في التكنولولوجيا إلى جانب القوة للسيطرة على ما تبقى من موارد ناضبة ومتآكلة بفعل الاستغلال والاستهلاك للحفاظ على حياتها وبقائها وامتيازاتها وثروتها لما تحققانه من عيش رغيد ورفاهية، ولذلك باتت اليوم ترى أن طبقة الفقراء عقبة وتهديداً لها ولوجودها، لذلك عملت هذه الطبقة الغنية على التخلص من الطبقة الفقيرة لاحتلال العالم والإستحواذ على ما تبقى من موارد مادية في ظل المقولة المشهورة "البقاء للأقوى"، وفي ظل فشل ذريع على مستوى الأبحاث الفضائية التي عجزت عن ايجاد بدائل في كواكب أخرى تغطي على النقص الفادح المطروح في هذه الأثناء، ولذلك فإن بروز الفيروسات القاتلة الجديدة التي تحص ملايين البشر في عالمنا اليوم ماهي إلا شكل صغير عن خارطة الطريق التي ترسمها هذه الطبقة للتخلص من الطبقات التي تعتقد أنها تزاحمها على أشياء ملكتها هي بالقوة إقتصادية وغير ذلك، وبالتكنولوجيا التي استثمرت أموالها فيها والتي تستخدمها اليوم للسيطرة على هذه الموارد من جهة واستعمالها كسلاح للتخلص من عدوها من جهة ثانية، وكل الذي تفعله هذه الطبقة بهدف تأسيس عالم جديد لهذه الفئة، عنوانه الأبرز "القوة والمال والعلم في خدمة الأغنياء والأثرياء" للعيش على ما تبقى من موارد تدر بها الأرض، عالم صفر فقراء بتحييدهم وعالم 20 بالمئة أغنياء وأثرياء فقط.
لذلك فإن طبقة الفقراء التي تشكل أغلبية غالبة والتي ما زالت تملك قدرات هائلة في التحكم في قوى الطبيعة وتطوعها بما أهلته لها فطرتها وربما وضعيتها الاجتماعية [الحاجة] هي الآن أمام امتحان مصيري يهدد بقاءها ووجودها، لذلك لا بد من القيام بشيء ضد هذه الطبقة الانتهازية التي تريد احتلال العالم وإلغاء طبقة الفقراء ليس بالتنمية وتطوير إمكانياتهم وبالقضاء على أسباب فقرهم وإلحاقهم من حيث العيش الرغيد والرفاهية بصفوفهم [الأغنياء] من خلال القضاء عليهم وابادتهم بالحروب بالأمس والأوبئة الفتاكة اليوم، من أمثال: "بيل غيتس" وهذه الطبقة ورغم ضعفها وأمام تعدادها السكاني ونقص الموارد والكوارث التي تصيب الأرض أن تبدع فهي على مر التاريخ كانت واحة للمبدعين في شتى التخصصات والمهن وبمقدورها تجديد شباب الأرض وذلك بتطوير ماهو موجود الآن واكتشاف ماهو خفي عن عقل الإنسان والذي عجز علماء هذا الزمان عن اكتشافه.
بقلم: الحاج بوكليبات








 


رد مع اقتباس