منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - منتخبنا بخير وبلدنا في خطر ! (بقلم حفيظ دراجي)
عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-02-03, 23:00   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
terrou
عضو محترف
 
الصورة الرمزية terrou
 

 

 
إحصائية العضو










B9 منتخبنا بخير وبلدنا في خطر ! (بقلم حفيظ دراجي)

منتخبنا بخير وبلدنا في خطر !
(بقلم حفيظ دراجي)


الحديث عن مشاركة المنتخب الجزائري في نهائيات كأس أمم افريقيا بسلبياتها وإيجابياتها، ومسألة بقاء المدرب أو ذهابه ومشاكله في التواصل مع الاعلاميين سرق كل الأضواء عن نقاش آخر مُجدٍ ومفيد كان يجب الخوض فيه من زمان لبناء منظومة رياضية حديثة بكل ما يرافقها من مرافق رياضية ومراكز للتكوين ومربين ومدربين مؤهلين ولاعبين في المستوى.. ولكن إقصاء المنتخب تحول... إلى قضية وطنية يتحدث فيها الكل، ونسينا مخاطر أخرى أخلاقية وفكرية واجتماعية وأمنية تهدد أبناءنا ومدننا الكبرى وحدودنا الغربية والشرقية والجنوبية، وتغذيها الفوارق الاجتماعية المتزايدة بين طبقات المجتمع وسكان المدن والأرياف، والشمال والجنوب ..

صحيح أننا خرجنا في الدور الأول بخسارتين وتعادل وسجلنا هدفين وتلقينا خمسة وهي الأرقام التي يحفظها التاريخ، وصحيح أن المدرب أصاب وأخطأ واللاعبين أيضا، ولكننا لعبنا بأفضل أداءٍ ممكن بشهادة الجميع ودخلنا عهدا جديدا في ممارسة الكرة النظيفة والممتعة، واكتسبنا مشروع منتخب يملك هوية لعب وروحا هجومية كانت مفقودة من زمان لما كنا نلعب في الدفاع ولا نسجل الأهداف ونخسر بالثلاثة والأربعة ونفوز ونتأهل بدعاوي الخير. كما أن الخبرة خانتنا والقرعة لم تسعفنا والحظ لم يحالفنا والحكام لم يرحمونا، ولم نرحم أنفسنا ولا أبناءنا بقسوتنا عليهم وعلى مدربهم الذي غادر جنوب افريقيا إلى بلده وقد لا يعود بسبب التأثر الكبير والضغط الرهيب رغم تجديد الثقة فيه ورغم العمل الكبير الذي قام به بشهادة الجميع.

ورغم الاقصاء والنقائص والانتقادات ومرض كرتنا بمسيريها ومدربيها وبطولتها الضعيفة وبسبب نقص المواهب والكفاءات في اللعب والتدريب وفي الإعلام الرياضي إلا أن منتخبنا بخير ويسير نحو أفق أفضل ولسنا بحاجة الى كل هذه الغوغاء بسبب النتيجة ولا بسبب المدرب البوسني الذي سيرحل اليوم أو غدا ونرحل كلنا ويبقى الوطن .

منتخبنا ليس رديئا ولا سيئا ولا تعيسا ولا يجب أن نحمل همه وكأننا كنا نفوز بكأس أمم افريقيا سابقا وهمومنا ومتاعبنا وأزماتنا أكبر من الكرة - أخلاقية وفكرية وتربوية واجتماعية وسياسية - يجب أن نقف عندها ونهتم بها ونعالجها في ظل استفحال الجهل والحقد والتخوين والتسيب والخوف، ونهتم بأزمتنا الأمنية على كل الحدود وفي جنوبنا الكبير الذي يريد المغامرون أن يستثمروا فيه من الداخل والخارج لإثارة الفتن وتهديد وحدتنا وتعميق الجراح التي لم تضمد كلية واستغلال المتاعب الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي يعاني منها أبناؤنا في جنوبنا العزيز علينا!

ما حدث في حدودنا مع مالي وفي غرداية ويحدث في ورقلة وحاسي مسعود من حراك اجتماعي بسبب أخطاء متتالية ومتراكمة في التنمية ولغياب العدالة الاجتماعية، وما يحدث من حراك سياسي في الخفاء والعلن قبل الرئاسيات المقبلة يخيفنا ويحيرنا أكثر من نتائج المنتخب وأدائه وخيارات المدرب ومشاكله مع بعض الإعلاميين لأن الوطن أهم من المنتخب الوطني ويا ليته يخسر كل يوم وفي كل دورة ولا نخسر وطننا وأرواح أبنائنا وأمننا وسلامتنا ووحدتنا، ولا نخسر بعضنا البعض ونغرس في نفوس أبنائنا ثقافة الحقد والبؤس والحزن والتعاسة والتشاؤم بسبب الكرة وغير الكرة..

"إننا بحاجة الى خلافات.. والاختلاف أحيانا يقودك لمعرفة ما يخفيه الأخرون في قلوبهم.. قد تجد من يصيبك بالذهول .. وقد تجد من تنحني له احتراما وتقديرا لمواقفه".. عبارة قالها وليام شكسبير ذات يوم من أيام القرن الخامس عشر وها نحن نعود الى القرون الوسطى في التفكير والتدبير والتعامل مع الأحداث فمتى نستفيق ونجعل من همومنا المختلفة قضايا وطنية نهتم بها أكثر من الكرة؟ منقول