تروّج محلات بيع الأعشاب وبعض المخابر هذه الأيام لخلطات تزعم أنها تقوي الذاكرة وتساعد على الحفظ، تلعب من خلالها على الوتر الحساس للطلبة المقبلين على اجتياز امتحانات البكالوريا وشهادة التعليم الأساسي، وهو ما أثار سخط جمعية حماية وإرشاد المستهلك التي طالبت الدولة بالتدخل لإيقاف المهزلة.
يعيش الطلبة المقبلون على اجتياز الامتحانات المصيرية على أعصابهم ويبحث الكثيرون منهم على بعض الخلطات، التي تساعدهم على الحفظ وتقوية الذاكرة وكذا التخلص من الاكتئاب والخوف الذي يلازم الكثيرين خلال فترة الامتحانات النهائية، وهو ما استغله أصحاب محلات بيع الأعشاب للترويج لبضاعتهم، ليضيف بعضم بعض الخلطات تحت عنوان "مليح للباك والبيام"، وهو ما جعل العائلات الجزائرية تتهافت لاقتناء هذه "الوصفات السحرية" التي ستكون بمثابة مفتاح النجاح لفلذات أكبادهم حسب اعتقادهم.
وأجمع عدد من الأطباء على تأثير بعض هذه الخلطات سلبيا على الطالب، حيث توصف بعضها كمقويات جنسية، تحتوي على منبهات عالية وهو ما يؤدي إلى الأرق وتعب الدماغ تدريجيا.
ولم يقتصر الأمر على محلات بيع الأعشاب بل تعداه إلى بعض المخابر الدولية، التي راحت هي الأخرى تشهر لمثل هذه الخلطات عبر بعض وسائل الإعلام، وهو الأمر الذي أثار استياء شديدا في أوساط جمعيات المجتمع المدني على رأسهم جمعية حماية وإرشاد المستهلك ممثلة في رئيسها "مصطفى زبدي"، الذي عبر للشروق عن سخطه من مثل هذه الممارسات التي وصفها بغير الأخلاقية، قائلا إنها مرفوضة تماما، مضيفا أن بعض المخابر الدولية استغلت الفرصة وأصبحت تلعب على الوتر الحساس للطلبة المقبلين على اجتياز الامتحانات المصيرية، بإطلاقها حملة تروّج من خلالها جهارا نهارا للخلطات العشبية المخصصة لطلبة "الباك" و"البيام" على وجه التحديد، وهو ما اعتبره محدثنا استهتارا واستهزاءً بمشاعرهم، متسائلا أين وزارتي الصحة والتجارة من كل هذ؟ وناشد "زبدي" الوزارتين المعنيتين بصفة خاصة والسلطات عموما التدخل العاجل لإيقافها.