منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - هل انتشر الإسلام بالسيف؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 2021-06-21, 15:07   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

أخوة الإسلام

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

لقد جاء النبي صلى الله عليه وسلم

إلى النَّاس بشريعة مهداة تجعل مَنْ أراد الحق

يدخل فيه عن اقتناع فيه دون انتظار لمعجزة

تجعله موقناً بأنَّه دين حق.

وما منع مَنْ لم يدخل في الإسلام إلا العناد والمكابرة

مع اليقين أنَّ ما جاء به هو الحق

{وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ}


أو الحرص على الزعامة وخشية العار من قومهم

وقد قال قائلهم:

وعرضتَ ديناً قد علمتُ بأنَّه
--- مِنْ خيرِ أديانِ البريَّةِ دِينَا

لولا الملامة أو حذارِ مسبَّة
--- لوجدتني سمحاً بذاك مبينا

لقد وسع النبيُّ صلى الله عليه وسلم

النَّاس برحمته فكان أبغضُ النَّاس إليه أحبَّ النَّاس إليه

قال تعالى: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ

وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ).

وقد جاء عمر إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم

يريد قتله والقضاء عليه

فما لبث إلا أن صار مؤمناً نصر الله به الدين.


وكان النبيُّ صلى الله عليه وسلم رحيماً حتى بأعدائه

فكان يعفو عنهم مع كامل القدرة عليهم

ولم يكن ليتعامل معه بالقوَّة والقهر

فقد قال لهم بعد فتح مكة: ما ترون أنِّي فاعل بكم؟

قالوا: خيراً أخٌ كريم وابنُ أخ كريم.

فقال لهم: اذهبوا فأنتم الطلقاء.


وعندما توشح المشرك سيفه وهو غورث بن الحارث

وقام على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسيف

وقال له: مَنْ يمنعك مني ؟

قال: الله. فسقط السيف من يده

فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم

وقال: من يمنعك؟

قال: كن خير آخذ

قال: تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ؟

قال: أعاهدك على أن لا أقاتلك

ولا أكون مع قوم يقاتلونك

قال: فخلى رسول الله صلى الله عليه وسلم

سبيله فجاء إلى قومه

فقال: جئتكم من عند خير النَّاس


انظر المستدرك على الصحيحين

كتاب المغازي والسرايا رقم (4290)

ودلائل النبوة للبيهقي رقم (1272).


ولم يستغلها النبي صلى الله عليه وسلم فرصة

لإجباره على الإسلام.


وعندما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم

سعد بن عبادة في كتيبة من الأنصار أمرهم

أن يكفوا أيديهم فلا يقاتلوا أحداً إلا مَنْ قاتلهم.

ولما قال سعد: اليوم يوم الملحمة اليوم تستحل الحرمة

أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم

إلى سعد بن عبادة فعزله


انظر صحيح البخاري كتاب المغازي رقم (3944)

السنن الكبرى للبيهقي 9: 121.


وعن ابن عمر أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم

رأى في بعض مغازيه امرأة مقتولة فأنكر ذلك

ونهى عن قتل النساء والصب
يان

رواه مالك في كتاب الجهاد رقم (857)

وكان صلى الله عليه وسلم ينهى أصحابه

عن قتال من لم يقاتل

فعن أنس قال: كنا إذا استنفرنا نزلنا بظهر المدينة

حتى يخرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم

فيقول: (انطلقوا بسم الله وفي سبيل الله

تقاتلون أعداء الله، لا تقتلوا شيخاً فانياً

ولا طفلاً صغيراً، ولا امرأة، ولا تغلوا)

واه ابن أبي شيبة في المصنف 7: 654

وأبو داود في كتاب الجهاد برقم (2247) باختلاف يسير.


وهكذا كان الصحابة من بعده

فقد أوصى أبو بكر حينما بعث جيوشاً إلى الشام

وقال ليزيد بن أبي سفيان: وإنِّي موصيك بعشر

لا تقتلن امرأة ولا صبيَّاً ولا كبيراً هرماً

ولا تقطعن شجراً مثمراً، ولا تخربن عامرا

ولا تعقرن شاة ولا بعيراً إلا لمأكلة

ولا تحرقن نخلاً ولا تغرقنه، ولا تغلل ولا تجبن


رواه مالك في كتاب الجهاد رقم (858).

فالإسلام إنَّما انتشر بالحبِّ والعقيدة

التي أكرمت الإنسان وحرَّرته مِنْ سوى الله جلَّ وعلا

واعترفت بحاجات النَّاس فلم تعارضها

بل كانت مقرة بها وشرعت لها ما يناسبها

من تعاليم وأحكام

فكانت صالحة لكل زمان ومكان.

وقد اعترض الإمام ابن القيم رحمه الله

على من يعتمد في الخطبة على السيف

إشارة إلى أنَّ الدِّين فتح به

فقال: وكثير من الجهلة كان يمسك السيف على المنبر

إشارة إلى أنَّ الدِّين إنَّما قام بالسَّيف

وهذا جهل قبيح من وجهين

أحدهما: أنَّ المحفوظ أنَّه صلى الله عليه وسلم

توكأ على العصا وعلى القوس.

الثاني: أنَّ الدين إنَّما قام بالوحي وأمَّا السَّيف

فلمحق أهل الضلال والشرك

ومدينة النبيِّ صلى الله عليه وسلم التي كان يخطب

فيها إنَّما فُتحت بالقرآن ولم تُفتح بالسيف


زاد المعاد 1: 178.

اخوة الاسلام

و لنا عودة من اجل استكمال الموضوع









رد مع اقتباس