شعر في الصميم و معبر عن واقع الحال ..
--
الواقع أن الأنظمة في كل البلدان العربية و أغلب البلدان الإسلامية هي أنظمة خانعة قانعة و حتى عميلة .. هي أنظمة ميؤوس منها و لا يمكن أن تقدم ذرة دعم للقضية الفلسطينة .. حتى أنها متآمرة في أغلبها على القضية الفلسطينية .. و لهذا علينا كشعوب بالصراحة تماما .. و نعترف أنّ المسؤولية هي علينا كأفراد و أقول ما يلي :
أتوجه لنفسي أولا ثم لغيري من المسلمين خاصّة المتواجدين في الدول العربية:
يا إخواني و يا أخواتي .. فإنه لا يخفى على أحد اليوم مدى إستقواء بني صهيون و بني ماسون علينا ببعض الدول الغربية التي هي عبارة عن عواصم للصهيوماسونية و أقطاب للعداء و العدوانية ضد الإسلام و المسلمين (خاصة العرب منهم) .. و هذه الدول ما استقوت علينا إلاّ بالعمل الجاد و التنظيم لأمورهم و شؤونهم فبرعوا في كل صنعة و كل علم مما جعلهم أولي قوّة و بأس و في منعة .. ملكوا من أسباب القوة الإقتصادية و المادية من تقنية و أسلحة مما مكّنهم من الهيمنة و جعلهم يتحكّمون فينا كما هو معلوم (و ما وصلوا إلى ذلك إلا بتعاهدهم بما حسن من أخلاق المعاملات بينهم) .. و بسبب تخلفنا و ضعفنا أصبحنا تماما عاجزين أمام ما هم يفعلون بإخواننا و أخواتنا في فلسطين و في كل مكان ..
يا ناس إن كنا حقا نريد مساعدة إخواننا في فلسطين و نصرتهم فلنكن صالحين .. فإن كنت أنا مغتابا نماما حسودا سرّاقا فاسدا مفسدا مهملا لشؤون الناس غير متقن لعملي غير صادق في آدائي خائنا في تعاملاتي .. إلى غير ذلك من موبقات و مناكر في حق مجتمعي فإنني أفتّ في عضد هذا المجتمع الذي هو ركيزة الأمة .. فما تضعضع و ما تخلخل المجتمع إلاّ ضاعت هيبة و قوة الأمة و بالتالي انحطّ شأنها .. و أين لأمة منحطّة هدّها الضعف بين الأمم أن تدافع عن نفسها و عن حقّها و كيف لها أن تذود عن حياضها و شرفها.
إن كنا نريد فعلا أن نكون مع إخواننا و ننصرهم فلنستقم و نكون صالحين أولا .. و أول ما في ذلك أن نحفظ حقوق بعضنا في الدم و العرض و المال و أن لا نعتدي على بعضنا ، و أن نتراحم في كل موقف و في كل أمر .. كل فرد هو لبنة، فلتتعاهد كل لبنة نفسها بالإصلاح و الصيانة فيشتد قوام السور و يصبح منيعا ..
كي نستطيع مساعدة إخواننا يجب أن نكون أولي قوة .. و أبدا لن نكون كذلك و نحن بعيدون عن مكارم الأخلاق
(قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم : لا يؤمن أحدكم حتّى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) هذه لوحدها يصلح بها كل شيء .. و لوحدها إذا غابت لا يصلح دونها أي شيء.
و على هذا، لا يجب أن ننسى الحقيقة، و هي :
أكبر خاذل للقضية الفلسطينية و القضية الإسلامية هو المسلم الذي هو على فساد .. لأنه بفساده يتسبب في ضعف الأمة التي على عاتقها و من واجبها نصرة القضية.