منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - العراقيل التي تواجه القانون الدولي في حفظ السلم
عرض مشاركة واحدة
قديم 2008-01-09, 15:01   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
قدور بن عيسى
عضو جديد
 
إحصائية العضو










New1 العراقيل التي تواجه القانون الدولي في حفظ السلم

اساءة تطبيق الشرعية الدولية:
بالرغم من التطور الذي حدث في مفهوم حفظ السلم و في الياته من خلال الادوار الجديدة لمنظمة الامم المتحدة خاصة ما تعلق منها بدور مجلس الامن في اداء وظائفه و تمسكه بمقاصد المنظمة حسب المادة24 من الميثاق الا ان ذلك التطور في الواقع ارتبط بانحراف في تطبيق قواعد الشرعية الدولية في الكثير من الحالات حيث ان تطبيق هذه القواعد اصبح يختلف من دولة الى اخرى و من ظرف الى اخر و السبب في ذلك يعود الى المفهوم الواسع الذي يتضمنه حفظ السلم و الامن الدوليين اضافة الى صلاحيات مجلس الامن الواسعة في تقرير الحالات التي تعد تهديد للامن و السلم الدوليين.

نتيجة لذلك ؤثيرت مدى شرعية بعض القرارات التي اصدرها مجلس الامن من طرف رجال القانون الدولي.من بين تلك القرارات التي اصدرها مجلس الامن استنادا الى احكام الفصل السابع من الميثاق اثناء ازمة الخليج حيث تحولت اهداف تلك القرارات من انهاء الاحتلال و تحرير الكويت لتتجسد في تدمير المنشات و البنية التحتية للعراق.

وبسبب الموقف الرافض للولايات المتحدة الامركية في مجلس الامن ما يزال مجلس الامن عاجزا عن اصدار قرار يوفر حماية دولية للفلسطنيين.في حين نجد مجلس الامن لم يتردد في اصدار القرار رقم 688 لتوفير حماية للاكراد من قمع السلطات العراقية لهم و كان الهدف من وراء ذلك المزيد من احكام الرقابة على العراق.

اذن فتطبيق الشرعية الدولية اصبح مرهونا برضا الولايات المتحدة الامركية لسيطرتها على مجلس الامن و هو منطق اقتضاه التوجه الامريكي لقيادة العالم بعد انتهاء الحرب الباردة .

هكذا يظهر انه في ظل النظام الشمولي فان مفهوم الشرعية الدولية يتجه الى الارتباط بما يخدم هذا النظام اكثر منه الى الارتباط بتطبيق و احترام قواعد القانون الدولي العام.

فاستمرار مثل هذا الوضع مع استمرار سياسة الكيل بمكيلين و غياب الرقابة على القرارات الدولية التي تتضمن بعض الاجحاف و التعسف من شانه ان يزيد في الاوضاع التي تهدد السلم و الامن الدوليين

2.المساس بمبدا حسن النية في العلاقات الدولية:

يعد مبدا حسن النية من اقدم مبادىء القانون الدولي و هو من المبادىء العامة للقانون التي تعترف بها الامم المتمدينة و قد جعل ميثاق الامم المتحدة حسن النية القاعدة الاسمى في العلاقات الدولية حسب الماة 2 فقرة2.

رغم الاقرار الدولي الواسع لمبدا حسن النية لاهميته في العلاقات الدولية و اثره في احلال السلم فانه في ظل نظام دولي شمولي يشهد تجاهلا واضحا تسبب في تفاقم اوضاع و ظروف تشكل في حد ذاتها تهديدا للامن و السلم الدوليين. ومن هذه الاوضاع خرق قواعد القانون الدولي الانساني و اتنتهاك اتفاقيات السلام الموقعة بين الاطراف المتنازعة.

وفي الكثير من الاحيان فان الاخلال بمبدا حسن النية يتضمن بعض التفسير للتناقضات الكبيرة التي افرزتها العولمة.

في هذا السياق نجد د. بطرس بطرس غالي في الوقت الذي كان يشغل فيه منصب الامين العام للامم المتحدة حائرا في عرضه بعض التناقضات بقوله:"ان عالم اليم يشهد متناقضات محيرة فالاسلحة تنتج في الدول الغنية لتباع في الدول الفقيرة محققة ارباحا عالية و هذه الدول الغنية ذاتها تنفق مبالغ طائلة لاغاثة ضحايا الحروب التي ساعدت في اندلاعها و هي تنفق ايضا مبالغ كبيرة اخرى في ازالة الالغام التي انتجتها و باعتها........."