منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - حول فيروس كورونا تنبيهات وتوجيهات..
عرض مشاركة واحدة
قديم 2020-03-26, 01:05   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
أم فاطمة السلفية
مراقبة المنتدى الاسلامي للنساء
 
الصورة الرمزية أم فاطمة السلفية
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز 
إحصائية العضو










B11 حول فيروس كورونا تنبيهات وتوجيهات..

بسم الله الرّحمن الرّحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


حول فيروس كورونا تنبيهات وتوجيهات..

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.
أما بعد: فاتقوا الله عباد الله وتوبوا إليه واعتصموا به وتوكلوا عليه {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}.
إخوة الإيمان : إن من حكمة الله تعالى في عباده أن يبتليهم بالطواعين والأوبئة العامة في بعض الأزمنة والأمكنة لتكون آية على قوته وقدرته، وعلى نفوذ قضائه وقدره فيمن شاء من عباده، ولتكون تذكرة للناس تذكرهم بضعفهم وعجزهم وفقرهم وحاجتهم إلى ربهم، ولتكون ممحصة مميزة بين أهل التوحيد الخالص الذين لا يفزعون إلا إلى الله في رخائهم وشدتهم وعسرهم ويسرهم وبين أهل الشرك الذين يدعون آلهتهم في الرخاء ويخلصون الدعاء لله في البأساء والضراء، الذين قال فيهم {فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ (65) لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ } ، ولتبين حال من هو أغلظُ منهم كفرا وأقسى منهم قلبا وأعمقُ منهم جهلا وأخبث منهم شركاً وهم أولئك الذين لا يلجؤون إلى الله حتى عند نزول الكربات وإنما يعوذون ويلوذون ويستغيثون بآلهتهم من قبورٍ وأضرحةٍ ومشاهدَ، وأئمةٍ لهم قد ماتوا، لا يملكون لأنفسهم ولا لغيرهم ضراً ولا نفعاً.
ومن حكمة هذه الأوبئة أنها قد تكون رجزاً وعذاباً يسلطه الله على أعدائه، عقوبةً معجلة مع ما يدّخره لهم في الآخرة من العذاب العظيم، ومن حكمة هذه الطواعين أنها قد تكون رحمة للمؤمنين وكفارة لذنوبهم ورفعة لدرجاتهم وشهادة لهم عند ربهم.
فلله في كل ما يقضي ويقدر الحكمة البالغة علمنا شيئاً من تلك الحكم أم جهلناه.
إخوة الإسلام: مع هذا الوباء المعروف اليوم باسم كورونا نذكر أنفسنا وإياكم ببعض المسائل المهمة وهي كما يلي:
أولا: على المسلم أن يكون عظيم الإيمان بالقضاء والقدر موقناً بأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه وما أصابه لم يكن ليخطئه وأن الآجال محدودة والأنفاس معدودة ولن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها فإن أصيب المسلم بشيئ فلا يقل متحسرا معترضا على القضاء والقدر لو أني قعدت في بيتي ولم أسافر لم يصبني شيء، أو لو أني لم أخالط فلاناً لم ينتقل إلي هذا المرض، وهذا في الحقيقة جهل من قائله ووقوع فيما نهى الله عنه في قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } .
ثانياً : على المسلم أن يعلم أن هذه الفيروسات والأوبئة والأمراض لا تتحرك ولا تنتقل ولا تؤذي أحداً إلا بقضاء الله وقدره قال ﷺ (لا عدوى ولا طيرة) أي أن الأمراض لا تعدي بنفسها وإنما تنتقل بقضاء الله وقدره فيصيب بها من يشاء ويصرفها عمن يشاء ولذلك ترى الجماعة في البيت الواحد وهذا مصاب وهذا معافى.
ثالثاً: على المسلم أن يأخذ بأسباب السلامة والوقاية الشرعية والطبية فمن ذلك اجتناب السفر إلى بلد الوباء وكذلك اجتناب المغادرة منه لقوله ﷺ في الطاعون: «الطَّاعُونُ رِجْسٌ أُرْسِلَ عَلَى طَائِفَةٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، أَوْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَإِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْضٍ، فَلاَ تَقْدَمُوا عَلَيْهِ، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ، وَأَنْتُمْ بِهَا فَلاَ تَخْرُجُوا، فِرَارًا مِنْهُ» متفق عليه.
وقال ﷺ : “لا يُوْرِدُ مُمْرِضٌ على مُصِح” رواه مسلم.
رابعاً: على المواطنين والمقيمين في أي بلد أن يلتزموا بالإجراءات التي تتخذها الدول لمكافحة هذا الوباء وتقليص أضراره لما في التزامهم بها _ما لم تكن معصية_ من الآثار الحميدة والنتائج المرجوة لمصلحة الفرد والمجتمع.
خامساً: على المسلمين جميعا أن يتفهموا الإجراءات التي اتخذتها حكومة خادم الحرمين الشريفين وفقه الله بتعليق الدخول إلى المملكة للعمرة وزيارة المسجد النبوي مؤقتاً حتى يزول العارض، حفاظاً على أرواحهم وحياتهم وصحتهم، وأن يتقبلوها بمشاعر طيبة، وأن يلتزموا بها لما في عدم الالتزام بها من المفاسد الكبيرة والأضرار الوخيمة.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بهدي سيد المرسلين أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

موقع د. علي بن يحيى الحدادي









 


رد مع اقتباس