منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - عِظوني...فما أحوجنا لتغذية الرّوح
عرض مشاركة واحدة
قديم 2020-09-12, 15:58   رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B11

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

المؤمن يجمع بين الخوف والرجاء والمحبة

ومن الرجاء: حسن الظن بالله تعالى

أن يقبل منه عمله ويثيبه عليه ويدخله الجنة.

والنصوص في الأمر بهذه المقامات والترغيب فيها كثيرة.

والصحابة كانوا يجمعون بين ذلك كله

وخوفُهم من عدم القبول

لم يكن الغالب على أحوالهم

فتارة هذا، وتارة هذا.

وهكذا ينبغي أن تكونوا

فإذا نشطتْ انفسنا للعبادة

غلّبتِ الرجاء وحسن الظن.

وإذا حصل تقصير أو معصية: غلّبتِ الخوف

ليدفعك ذلك إلى المسارعة بالتوبة

ولزوم الاستغفار، والاستكثار من الصالحات.

ولا شك أن النفس لا تثبت على حال واحدة

بل تدور بين الإقبال والإدبار، والنشاط والفتور

والطاعة والمعصية

والموفّق من يسوسها

ويعالجها، ويؤدبها، وذلك يكون بالرجاء وبالخوف.

ولو عاملها بالرجاء وحده

فإنها يوشك أن تركن إلى الغرور والأماني

والقعود عن العمل ، اغترارا بحلم الله وعفوه

وتعويلاً على حسن الظن به.

وقد وصف الله أنبياءه وأولياءه بأنهم يجمعون

بين الخوف والرجاء

فقال: فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ الأنبياء/90 .

والرغب : الطمع والرجاء . والرهب : الخوف .

وقال عن خليله إبراهيم عليه السلام :

وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ الشعراء/82

وقال : وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ الشعراء/85 .

وقال خليله محمد صلى الله عليه وسلم :

وَاللَّهِ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وَأَعْلَمَكُمْ بِمَا أَتَّقِي

رواه مسلم (1110) .

قال ابن القيم رحمه الله :

" وقد جمع تعالى هذه المقامات الثلاث بقوله :

( أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه ) الإسراء/ 57 .

فابتغاء الوسيلة: هو محبته الداعية إلى التقرب إليه

ثم ذكر بعدها الرجاء والخوف.

فهذه طريقة عباده وأوليائه

وربما آل الأمر بمن عبده بالحب المجرد

إلى استحلال المحرمات

ويقول: المحب لا يضره ذنب.

وصنف بعضهم في ذلك مصنفا

وذكر فيه أثرا مكذوبا:

إذا أحب الله العبد لم تضره الذنوب.

وهذا كذب قطعا

مناف للإسلام، فالذنوب تضر بالذات لكل أحد

كضرر السم للبدن "

انتهى من "بدائع الفوائد" (3/3) .


و لنا عودة من اجل استكمال هذا الموضوع









رد مع اقتباس