منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - حُسْنُ الْخُلُقِ
عرض مشاركة واحدة
قديم 2020-08-12, 16:00   رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2



اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

صور الأمَانَة

هناك مجالات وصور تدخل فيها الأمَانَة وهي كثيرة

فـ(الأمانة باب واسعٌ جدًّا، وأصلها أمران:

أمانة في حقوق الله:

وهى أمانة العبد في عبادات الله عزَّ وجلَّ.

وأمانة في حقوق البشر)


[273] ((شرح رياض الصالحين)) لابن عثيمين (2/463).

وفيما يلي تفصيل ما يدخل تحتهما من صور:


1- الأمَانَة فيما افترضه الله على عباده:

فمِن الأمَانَة: (ما ائتمنه الله على عباده مِن العبادات

التي كلَّفهم بها

فإنَّها أمانة ائتمن الله عليها العباد)


[274] ((شرح رياض الصالحين)) لابن عثيمين (2/462).

2- الأمَانَة في الأموال:

(ومِن الأمَانَة: العفَّة عمَّا ليس للإنسان به حقٌّ مِن المال

وتأدية ما عليه مِن حقٍّ لذويه

وتأدية ما تحت يده منه لأصحاب الحقِّ فيه

وتدخل في البيوع والديون والمواريث والودائع

والرهون والعواري والوصايا

وأنواع الولايات الكبرى والصُّغرى وغير ذلك)


[275] ((الأخلاق الإسلامية))

لعبد الرَّحمن الميداني (1/595).


(ومنها الأمَانَة المالية وهي: الودائع

التي تُعْطَى للإنسان ليحفظها لأهلها.

وكذلك الأموال الأخرى التي تكون بيد الإنسان لمصلحته

أو مصلحته ومصلحة مالكها؛

وذلك أنَّ الأمَانَة التي بيد الإنسان

إمَّا أن تكون لمصلحة مالكها أو لمصلحة

مَن هي بيده أو لمصلحتهما جميعًا

فأمَّا الأوَّل فالوديعة تجعلها عند شخص

تقول -مثلًا-: هذه ساعتي عندك

احفظها لي. أو: هذه دراهم

احفظها لي. وما أشبه ذلك

فهذه وديعة المودع فيها بقيت عنده لمصلحة مالكها

وأمَّا التي لمصلحة مَن هي بيده فالعارية:

يعطيك شخصٌ شيئًا يعيرك إيَّاه مِن إناء

أو فراش أو ساعة أو سيَّارة

فهذه بقيت في يدك لمصلحتك

وأمَّا التي لمصلحة مالكها

ومَن هي بيده: فالعين المستأجرة

فهذه مصلحتها للجميع؛ استأجرت منِّي سيَّارة وأخذتها

فأنت تنتفع بها في قضاء حاجتك

وأنا أنتفع بالأجرة

وكذلك البيت والدُّكَّان وما أشبه ذلك

كلُّ هذه مِن الأمانات)


[276] ((شرح رياض الصالحين)) لابن عثيمين (2/462).


3– الأمَانَة في الأعراض:

فمِن الأمَانَة في الأعراض: العفَّة

عمَّا ليس للإنسان فيه حقٌّ منها

وكفُّ النَّفس واللِّسان عن نيل شيء منها بسوء

كالقذف والغيبة.

4- الأمَانَة في الأجسام والأرواح:

فمِن الأمَانَة في الأجسام والأرواح:

كفُّ النَّفس واليد عن التَّعرُّض لها بسوء

من قتل أو جرح أو ضرٍّ أو أذى.

5– الأمَانَة في المعارف والعلوم:

فمِن الأمَانَة في المعارف والعلوم تأديتها

دون تحريف أو تغيير

ونسبة الأقوال إلى أصحابها

وعدم انتحال الإنسان ما لغيره منها.

6- الأمَانَة في الولاية:

فمِن الأمَانَة في الولاية: تأدية الحقوق إلى أهلها

وإسناد الأعمال إلى مستحقِّيها الأكفياء لها

وحفظ أموال النَّاس وأجسامهم وأرواحهم وعقولهم

وصيانتها ممَّا يؤذيها أو يضرُّ بها

وحفظ الدِّين الذي ارتضاه الله لعباده

مِن أن يناله أحدٌ بسوء،

وحفظ أسرار الدَّولة وكلِّ ما ينبغي كتمانه

مِن أن يسرَّب إلى الأعداء

إلى غير ذلك مِن أمور


[277] من رقم 3 إلى 6، منقول من كتاب

الأخلاق الإسلاميَّة)) لعبد الرَّحمن الميداني (1/595).


قال ابن عثيمين:

(ومِن الأمَانَة -أيضًا- أمانة الولاية

وهي أعظمها مسؤوليَّة

الولاية العامَّة والولايات الخاصَّة، فالسُّلطان –مثلًا

الرَّئيس الأعلى في الدَّولة-

أمينٌ على الأمَّة كلِّها، على مصالحها الدِّينية

ومصالحها الدُّنيويَّة

على أموالها التي تكون في بيت المال

لا يبذِّرها ولا ينفقها في غير مصلحة المسلمين وما أشبه ذلك

. وهناك أمانات أخرى دونها

كأمانة الوزير -مثلًا- في وزارته

وأمانة الأمير في منطقته

وأمانة القاضي في عمله

وأمانة الإنسان في أهله)


[278] ((شرح رياض الصالحين)) (2/463).

أمَّا إذا تعيَّن رجلان، أحدهما أعظم أمانة

والآخر أعظم قوَّة، قُدِّم أنفعهما لتلك الولاية.

قال ابن تيمية

: (واجتماع القوَّة والأمَانَة في النَّاس قليل

ولهذا كان عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه يقول: اللَّهمَّ أشكو إليك جلد الفاجر وعجز الثِّقة

فالواجب في كلِّ ولاية الأصلح بحسبها

فإذا تعيَّن رجلان أحدهما أعظم أمانة

والآخر أعظم قوَّة، قُدِّم أنفعهما

لتلك الولاية وأقلهما ضررًا فيها

فيُقَدَّم في إمارة الحروب الرَّجل القوي الشُّجاع

-وان كان فيه فجور- على الرَّجل الضَّعيف العاجز

وإن كان أمينًا

كما سُئل الإمام أحمد عن الرَّجلين يكونان أميرين في الغزو

وأحدهما قويٌّ فاجر

والآخر صالح ضعيف، مع أيِّهما يُغْزى؟

فقال: أمَّا الفاجر القويُّ فقوَّته للمسلمين

وفجوره على نفسه

وأمَّا الصَّالح الضَّعيف فصلاحه لنفسه

وضعفه على المسلمين

فيُغْزَى مع القويِّ الفاجر

وقد قال النَّبيُّ: ((إنَّ الله يؤيِّد هذا الدِّين بالرَّجل الفاجر))


[279] رواه البخاري (3062)، ومسلم (111)

مِن حديث أبي هريرة رضي الله عنه.


ورُوِي: ((بأقوام لا خلاق لهم))

[280] رواه النسائي في ((الكبرى)) (8/147)

والبزار (13/189)

والطبراني في ((الأوسط)) (2/268)

مِن حديث أنس رضي الله عنه.

وصحَّح إسناده العراقي في ((تخريج الإحياء)) (1/73)

وصحَّحه الألباني في ((صحيح الجامع)) (1866).


وإن لم يكن فاجرًا كان أولى بإمارة الحرب

ممَّن هو أصلح منه في الدِّين

إذا لم يسدَّ مسدَّه)


[281] ((مجموع الفتاوى)) لابن تيمية (28/254).


و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ الأمَانَة









رد مع اقتباس