عجيبة هي الحياة بمنطقها المعاكس، أنت تركض خلف الأشياء لاهثًا، فتهرب الأشياء منك، وما تكاد تجلس وتقنع نفسك بأنها لا تستحق كل هذا الركض حتى تأتيك هي لاهثة، وعندها لا تدري أيجب أن تدير لها ظهرك أم تفتح لها ذراعيك، وتتلقى هذه الهبة التي رمتها السماء إليك، والتي قد تكون فيها سعادتك أو هلاكك...
نحن نأتي الحياة كمن ينقل أثاثه وأشياءه محملين بالمبادئ، مثقلين بالأحلام، محوطين بالأهل والأصدقاء، ثم كلّما تقدم بنا السفر فقدنا شيئًا وتركنا خلفنا أحدًا ليبقى لنا في النهاية ما نعتقده الأهم والذي أصبح كذلك لأنّه تسلق سلّم الأهميات بعدما فقدنا ما كان منه أهم...