اختي سارة وصبرين ، وكذا صاحب الموضوع ، ان مصطلح الامن بالمفهوم التقليدي تجاوزه الزمن ، واصبح العالم اليوم يتحدث عن الامن من وجوه اخرى ، غير هذا المفهوم المستهلك ، العالم اليوم يتحدث عن الامن الانساني ، بكل مادلت عليه لفظة الانسانية ، الامن الانساني الذي اصبح يشمل الامن الغذائي والصحة والتعليم وحرية الفكر وحرية التعبير ، وكل الحريات والحقوق السياسية والمدنية ، يشمل الحق في العيش الكريم ، ولعل اسلافنا ادركو هذا المعنى من الاسلام قبل ان ينادي به الحقوقيون والانسانيون وكل الامم في 1945 ، اذ ان المصالحة الحقيقية والامن الحقيقي حدوده ابعد ، ومجاله اوسع من ان يحصره فرد او جماعة في الغاء السلاح والركون الى السلم ، حتى وان كان هذا مطلوبا ، الا انا نعلم ان اسباب فقدان الامن هي اسباب سياسية بالدرجة الاولى ، واجتماعية وثقافية وحضارية فان اغفل دعاة المصالحة هذه المجالات فلا فائدة من دعوتهم الى المصالحة ، وحل هذه المعضلة ينحصر في العدل ، لان العدل يكتنف في جنباته هذه المجالات ويقوم عليها .