منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - استشارات نفسية و اجتماعية
عرض مشاركة واحدة
قديم 2019-10-14, 14:51   رقم المشاركة : 248
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

زوجها يحبها وصاحب دين ولكن هي لا تنجذب إليه

السؤال

تزوجت منذ فترة قصيرة ، ولكني لست سعيدة بهذا الزواج , ولا يوجد في زوجي عيب أو شيء منفِّر بل هو يحافظ على الصلاة في المسجد ، وصاحب أخلاق

ويحاول أن يتقي الله , المشكلة أنني لا أحبه ، مع أني كنت دائما أرغب بالزوج الملتزم ، قد أكون تسرعت في الموافقه لأنني لم أتعرف عليه جيداً قبل الزواج وكنت أحيانا وقت العقد أشعر بعدم القبول

أخاف من أن انفصل عنه من المستقبل المظلم ، ولكني مترددة ، الشيء الوحيد الذي يطمئني أنني استخرت الله قبل الموافقة عليه ، أنا لا أعلم ما أنا فيه وهل هذا ابتلاء حقا أم أنا التي صنعت هذا الهم لنفسها

وهل يمكن أن أكمل في زواجي هذا بهذا الشعور الداخلي وأنجب أولادا منه ، ويكبرون ، وتكون هذه حياتي مع شخص لست راضية به ، أم عليَّ أن أتناسى وأعيش هكذا بلا شعور مع زوجي ! .


الجواب

الحمد لله

أولاً:

إن نعَم الله تعالى على الإنسان كثيرة وعظيمة ، وهو يعجز عن إحصائها ، فأنَّى يستطيع شكرها ؟!

ولذلك وَصف الله تعالى الإنسان بالظلم والجهل بعد بيان عظيم نعَم الله

قال تعالى : ( وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ) إبراهيم/ من الآية 34

فاعلمي أيتها الأخت أنك تتقلبين في نعم الله تعالى ، حيث رزقك الله بزوج صالح ، وبيت تأوين إليه ، في الوقت الذي ترتفع آهات كثيرة من نساء لا يجدن زوجاً

ومن وجدت فقد يكون ظالماً أو فاجراً ، وفي الوقت الذي تتشرد فيه الآلاف من النساء بسبب الفقر والحروب ، فاحرصي على شكر النعمة بالمحافظة عليها ، وأداء حقها ، واحذري من كفرانها ، وإلا سلبها الله منك

قال تعالى : ( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ) إبراهيم/ 7 .

وحتى تعلمي عظم تلك النعم عليك انظري في حال من فقدها ، أو نقصت منه ، وهي وصية النبي صلى الله عليه وسلم لنا حتى لا يزدري أحدنا نعمة الله عليه .

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( انْظُرُوا إِلَى مَنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَلَا تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكُمْ فَهُوَ أَجْدَرُ أَنْ لَا تَزْدَرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ ) رواه مسلم ( 2963 ) .

ثانياً:

مما نعجب منه في رسالتك قولك " فأنا لم أتعرف على زوجي جيِّداً قبل الزواج " ! وهل تعتقدين أن ما يحدث قبل الزواج بين الرجل والمرأة هو شرعي أولاً ؟

وهل تظنين أنه بتلك العلاقة يتعرف الرجل على المرأة والعكس ؟

إن أكثر ما يحدث في فترة التعارف تلك ليس بشرعي ، بل هو مخالف للشرع ؛ حيث يكون التوسع في النظر والحديث ، والاختلاط المستهتر ، والخلوة المحرمة ، وغير ذلك من المنكرات الشرعية ، وهي مشهورة بين الناس .

وفي هذه الفترة لا يَظهر الرجل على حقيقته ، ولا المرأة كذلك ، بل يحاول كل واحد منهما أن يُظهر صفاتٍ جميلة ، وأخلاقاً عالية راقية ، ولا تظهر الحقائق إلا فيما بعد الزواج

وفي إحصائيات متعددة في دول مختلفة تبين أن الزواج الذي تسبقه علاقة " حب محرَّم " أفشل من ذلك الذي خلا من تلك العلاقة

وقد سبق بيان ذلك في جواب السؤال القادم

وحسبنا تنبيهك أنه ليس ثمة حاجة لتلك الفترة لتتعرفي على زوجك ، وقد ذكرت من صفاته وأخلاقه ما يغنيك عن تلك الفترة للتعرف عليه .

إن الحب قبل الزواج قائم على المخادعة العاطفية ؛ إذ ليس في المرأة ما يجعلها محبوبة لزوجها إلا مظهرها الخارجي ! بخلاف الحب بعد الزواج فإن سببه المخالطة والمعاشرة

ولذا فإن الله تعالى يجعل بين الزوجين مودة ورحمة بعد زواجهما الشرعي ، لا قبله

كما قال تعالى : ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) الروم/ 21 .

ثالثاً:

تقولين في سؤالك : " كنت دائما أرغب بالزوج الملتزم " ، ونقول لك : ها هي أمنيتك قد تحققت ، وها هي رغبتك قد تحصلت ، فقد رزقك الله زوجاً لا تعيبين عليه خلُقاً ولا دِيناً .

وقد استخرت الله تبارك وتعالى قبل إقدامك على هذا الزواج ، وهذا من أعظم أسباب توفيقك ، إن شاء الله

شريطة أن ترضي بما قسم الله تعالى وقدره لك

وتعلمي أن الله تعالى قد اختار لك الخير : ( وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ )(البقرة : 216) .

ونحن معك في الخوف من المستقبل المجهول إذا ما فكرت في الانفصال عن هذا الزوج الصالح

وأنت تعلمين نظرة المجتمع إلى المرأة المطلقة ، ولو كانت امرأة صالحة ، وظلمت في زواجها الأول وهي نظرة خاطئة فكيف إذا عرف أنك انفصلت عن هذا الزوج الصالح ، من غير ما بأس ، ولا عيب فيه !!

بل إننا نخاف عليك ما هو أشد من ذلك.

ألم تسمعي إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم :

( أَيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا طَلَاقًا فِي غَيْرِ مَا بَأْسٍ فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّةِ ) رواه أبو داود (2226) وصححه الألباني .

وانظري جوابي السؤالين :الثاني و الثالث القادمين

والله أعلم









رد مع اقتباس