منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - أمي الأنيقة والورود
عرض مشاركة واحدة
قديم 2021-02-11, 19:12   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
Ali Harmal
مشرف منتدى الحياة اليومية
 
الصورة الرمزية Ali Harmal
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي أمي الأنيقة والورود


أمي الأنيقة والورود

هناك أمور كثيرة تغيب عن بالنا...
وهناك أشياء تكون في غاية الشفافية لا نحس بها...
نعيش الحياة وكأنها حلم جميل...أو مخيف...
واليوم نحس ...بل كل يوم...أن الأم هي الورود الحقيقية...
تذكرتك أمي اليوم وأنا في طريق الى الجامع فجرا...
مررت على بائع الزهور ...فجرا يفتح أبوابه لأنه يصلي معنا...
كل ما سوف أقوله أو أفكر به له عندي بصمة منك...
كنت أحمل لك كل يوم وردة...
واليوم تخنقني الغصة...فأرفع رأسي الى السماء...
وأتمتم...صباح الخير أمي...
هذه الوردة الحمراء كانت تنام بين أناملك فأحس بأنك مثلها...
وعندما كنت أقف على باب بائع الورد...كان ينظر نحوي مبتسما...
أي لون من الورود اليوم تريدها يااستاذ علي...
كنت أحب أن يسألني..لم أكن أحب الصمت في حضرة هذه الورود...
فحب أمي بالرغم من رحيلها لا يجف في عروقي أبدا...
فداخلي مليء بالكلام والأحاسيس...
شقائي أن لا أكتب...والصمت يعني مرض في ذاتي...
ويوم ولدت أضاءت عيني الحياة...ومات الضياع على أطراف صراخي...
آه لو تعرفوا...بائع الورود لا يعرف بأن أمي قد ماتت...
لأني ما زلت أشتري كل يوم بعد صلاة الفجر وردة...لسيدة عالمي...
لم أكن أختلف معه أبدا..وكان لا يترك الحيرة في عيوني...
وأمامه لا أتكلم إلا عن الحاضر...فيبتسم...
مرة قال لي الله يخليلك أمك يا استاذ علي...
وفي سري قلت اللهم في الجنة...
صباح الخير أيتها الأنيقة ...الوردة الجميلة...
كنت تروي عيوني بحبك وجمالك وحنانك...
وما زلت أذكر حبك...مع الورود...والأشجار الخضراء...
مع أصوات ودموع أمهات الأولاد الذين قتلو او ماتو جوعا...
أذكر حبك يا أمي مع الرياح الباردة...
مع عنقود العنب عندما أشتريه من البائع...
مع كبرياء من يحارب العدو...والفساد...
مع كل ذلك لأني كبرت أمام نظرك...وكنت تحبين كل ذلك...
رعشة في أناملي...
فتوقفت عن متابعة الكتابة...هنا أعتذر...
رحم الله أمي وأمهاتكم...
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه الأخيار
وسلم تسليما كثيرا
تحياتي










 


رد مع اقتباس