منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - @ ما هو الدين ؟ وما الحكمة منه؟ @
عرض مشاركة واحدة
قديم 2023-12-01, 07:49   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
أمير جزائري حر
الأَديبُ الحُرّ
 
الصورة الرمزية أمير جزائري حر
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي @ ما هو الدين ؟ وما الحكمة منه؟ @

تحية طيبة/

من يبحث في قواميس اللغة فقط سيجد اتساقا في المعنى اللغوي لكل من كلمة "الدين" وكلمة "الإسلام".. بغض النظر عن المعنى الاصطلاحي لكل منهما..

...
ونسترسل ببعض الشرح

الأدلة والحُجج:
سنحتجُّ بالقرآن ثُمّ قواميس اللغة..
نُوردُ آيات من القرآن والشّرح مُتوفّر على النّت وفي الكُتب.. لمن أراد الاستزادة والاستفاضة..
آل عمران/آية 19: إنّ الدّين عند الله الإسلام
آل عمران/آية 85: وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ
المائدة/آية 3: وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا
...

القواميس
كلمة "دين" تتسق وتتفق لغويا مع كلمة "إسلام"
كيف ذلك ؟
فكلمة "إِسْلَامْ" هي مَصْدَرٌ لفعل "أسلَمَ" = أخلص الدِّين لله وانقاد وخضع = التزم بـ "منهج الحياة" الذي أنزله الله لعباده.
وأما كلمة "الدّين" فلها وجهين:

الوجه الأول..


هي معاني عامّة مثل السّيرة، العادةُ، الحالُ، الشّأنُ، فقول القائل: ليس هذا ديني ولا ديدني تعني ليس من عادتي ولا من شأني..
أمثلة: دَرَجَ عندنا القول عن إنسان لا مبادئ عنده ولا أخلاق: ما عندو لا دين لا ملّة، ما يحلّل ما يحرّم، يعني إنسان عشوائي غوغائي.. لا يتقيد بشيء.. ولا ينقادُ إلا لهواهُ. ويُقال عنه أيضاً: فلان كي كعالة الديك؛ الرّيح لي تجي تدّيه؛ ليس عنده مبادئ، بل يتبعُ كُلّ ناعق.. ويكثر هؤلاء في آخر الزمان.. فقد جاء في السنة "أنّ الرجُل يُصبح مؤمنا ويُمسي كافرا.. والعكس "
نستخلص أن الدين منهاجُ حياة يستغرقها كُلّها ويضبطُها بضوابط أخلاقية وتشريعية، ويرسُم تفاصيل العلاقة بين الإنسان وبين نفسه وبينه وبين الآخرين وبينه وبين خالقه وبينه وبين الكون كُلّه من حيون ونبات وجماد..
الحُجّة: قال تعالى: "قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ"/الأنعام-آية 162-163
المعنى: كل حياتي لله وموتي أيضا، تلك عادتي وشأني وسيرتي وحالي، ذلك ديني..
لذلك قال الحديث: "عجبا لأمر المؤمن؛ أمرُهُ كُلُّه خير" أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم..
فالمؤمن يستطيع كسب الأجر من كل عمل ولو كان دنيويا كالأكل والنوم ولا يتطلب ذلك سوى استحضار "النِيّة" بأن ذلك العمل لله.


الوجه الثاني..


نجد فيه معاني خاّصة مثل: الملّة، الشريعة، جميع ما يُعبدُ به الله..
و الملّة أو الشريعة قد تكون ربانية أو وضعية، مثل شريعة فلان وملّة الطائفة الفلانية..
...

ونزولا على طلب البعض بتضمين حكمة في الأجوبة نقول: "ما الحكمة من وجود "الدّين

والجواب: هل كان بإمكان البشر لو فرضنا جدلا أنّ الله تركهم هملا في هذا الكون أن يعرفوهُ ويهتدوا إليه؟ الجواب : نعم يُمكن أن يهتدي الإنسان بعقله وبـ "العلم" إلى أنّ لهذا الكون المُحكم البديع خالقاً.. وأنّ لهذه الدُّنيا بداية ونهاية، لكن هل يمكن أن يهتدوا لما يُحبُّه الله وما يُبغِضُه؟ هل يُمكن أن نستدلّ على ما في نفسه سبحانه؟ وما مُرادُهُ مِنّا؟ وما مصيرنا بعد الموت؟ وهل الموتُ هو نهاية وعدم.. أم بعده حياة أخرى؟ وما شكلها؟ .. طبعا مستحيل..


وهذا "الإلهُ" كيف يرضى بالظلم والإجرام وغيرها من فضائع البشر وهل هناك عدل سيتحقّقُ وعقابٌ سينزل بمن افلتوا في هذه الدنيا؟ أم هي كما قال أهل الجاهلية: إنّما هي أرحامٌ تدفعُ وارضٌ تبلع..
...
ونختمُ بهذا الحديث وما فيه من حكمة: " أخرج الترمذي عن عليّ بن أبي طالب، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: " تكونُ فتنٌ، قلتُ: فما المخرج منها يا رسول الله؟ قال كتابُ الله، فيه نبأُ ما كان قبلكم، وخبرُ ما بعدكم، وحُكْمُ ما بينكم، وهو الفصل، ليس بالهزل، مَن تركه من جبّار قصمهُ الله، ومَن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، وهو حبل الله المتين، وهو الذّكر الحكيم، وهو الصّراط المستقيم، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبسُ به الألسنة، ولا يشبعُ منه العلماء، ولا يخلُقُ على كثرة الردّ، ولا تنقضي عجائبه، مَن قال به صدق، ومَن عمل به أُجِر، ومن حكم به عدَل، ومن دعا إليه هُدي إلى صراط مستقيم."


تحياتي/








 


رد مع اقتباس