منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - خمس خطوات لضبط انفعالاتنا
عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-12-16, 20:31   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
قابوس
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










M001 خمس خطوات لضبط انفعالاتنا

كثيرا ما نمر بحالات من الغضب ، تختلف الدرجة والطريقة التي نعبر بها عن انفعالنا باختلاف المكان والزمان وباختلاف الطرف الآخر .. سواء في المنزل مع احد أفراد الأسرة .. أو في العمل مع الزملاء أو احد المراجعين أو حتى مع رئيس العمل أو في أماكن الدراسة أو المعلمين أو في الأماكن العامة مع أفراد قد لا نعرفهم معرفة شخصية وكثيرا ما نعتقد أن الآخرين هم السبب في انفعالنا وغضبنا لدرجة أننا نحملهم السبب والنتيجة الحاصلة من ثورة الغضب سواء كانت النتيجة سلوكية أو لفظية...

ولكن الحقيقة عكس ما ندركه، وهي أننا السبب في انفعالنا ونحن اخترنا أن نغضب وليس الآخرون من اختار ذلك ونحن المسؤولون عن تصرفاتنا وسلوكياتنا وما ينتج عنها من عواقب .

إذن كيف ولماذا اخترنا أن نغضب؟

العامل الأول : تفسيرنا السلبي للموقف هو العامل الأول ، وتبعا لذلك يبدأ الحوار الداخلي السلبي في تزايد حتى يصل بنا إلى درجة من الغضب والانفعال السلبي.. مثال (طلب خالد من أحمد أن يحضر له كتابه الذي استعاره منه أحمد منذ فترة .. فحدد له أحمد أن يحضره له عند الساعة الثامنة .. تأخر أحمد عن موعده المحدد، فبدا خالد بالتوتر والقلق وبدا يحدث نفسه بحديث سلبي (تأخر أحمد كثيرا ، انه إنسان لا مبال ومهمل ولا يحترم أوقات الآخرين ، لو انه يحترمني أو يقدرني لما تأخر .. الخ) حتى وصل به هذا الحديث إلى درجة من الغضب والانفعال السلبي.

لقد اختار خالد أن يغضب ، طالما انه فسر الموقف بشكل سلبي ،كان باستطاعة خالد أن يكون أكثر هدوءا واقل انفعالاً لو فسر الموقف بشكل ايجابي ، وذلك يتضح عندما يقول (يبدو أن أحمد حصل له موقف طارئ أخره عن موعدنا).

العامل الثاني: الذي يجعلنا نختار الغضب هو اعتقادنا بأننا غير مسئولين عن سلوكياتنا وتصرفاتنا وقت الغضب(من سب وشتم أو ضرب أو تخريب وتكسير)،كثيرا ما نقول إن فلانا هو السبب أو هو الذي جعلني اخرج عن طوري وافعل ما فعلت .. في الحقيقة لا احد مسئول عن تصرفاتنا خاصة وقت الغضب والانفعال ، ولا احد يستطيع أن يسيطر علينا لدرجة أن يجعلنا نسلك سلوكا غير جيد ألا باختيارنا إذن نحن المسئولين.

العامل الثالث: اعتقادنا بان الغضب طبع فنيا وأننا لا نستطيع أن نغيره بينما الغضب صفة تم تعلمها واكتسابها ممن حولنا في مواجهه بعض المواقف بالانفعال والغضب ..من الوالدين أو الأخوة أو ممن لهم تأثير علينا وغالبا يكون هذا التعلم والاكتساب من الصغر.. لذلك أي صفة متعلمة أو مكتسبة إذن هي صفة قابلة للتغيير والتعديل .. وهذا شيء جيد.

العامل الرابع: في اختيارنا للغضب هو اعتقادنا في بعض المواقف وأمام بعض الأشخاص بأننا نكون أكثر قوة وهيبة أمام أنفسنا وأمام الآخرين .. وان هذا يجعل الآخرين أكثر تهيبا لنا ويحسبون لنا ألف حساب.

في الحقيقة هذا غير صحيح ..قد يظهر الآخرون لنا بعض الاحترام والمراعاة في المعاملة من اجل عدم الدخول معنا في معارك انفعالية ..لذلك نجدهم يبتعدون عنا في الأوقات حتى ينجوا من غضبنا الجامح.

العامل الخامس: شعورنا بعدم الأهمية أو عدم الأمان أثناء حدوث موقف مع شخص ما .. وخاصة المقربين منا ( وكثيرا ما تحدث بين أفراد الأسرة) فنستخدم الغضب كطريقة للفت الانتباه ، ولنشعر الطرف الآخر بأننا نحتاج إلى الاهتمام والشعور بالأمان ، ولكن بهذه الطريقة الطفولية . والحقيقة أننا نستطيع أن نوصل شعورنا بعدم الأمان أو الأهمية بطريقة ناضجة أكثر .. وهو الحوار والتعبير عن تلك المشاعر التي تجول بداخلنا .. حتى تصل بشكل واضح إلى الطرف الآخر ، لان الغضب قد يوصل فكرة أخرى بعيدة كل البعد عن المشاعر الحقيقية.

العامل السادس: قد تكون محاولة للهروب من المواجهة عندما نقترف خطأ فالشعور بالذنب وصغر الذات أمام الآخر ، يجعلنا نستخدم الغضب للتعبير عن عدم تقبلنا لضعفنا في مواقف كهذه ، وأيضا محاولة لإظهار عدم الانهزام وعدم تقبل أي لوم أو عقاب من الآخر ، وهذه الطريقة في الواقع تجعلنا نعيش الموقف بقلق اكبر ، وقد يستمر وقتا أطول ، بينما الاعتراف لأنفسنا أولاً وللطرف الآخر ثانيا بارتكابنا الخطأ والاعتذار وتقبل اللوم من الآخر هذا يساعدنا على تجاوز الموقف بهدوء وسلام.

العامل السابع: كثرة الضغوط من عدة جهات : أسرية ،عملية،دراسية، وعدم مواجهتها وحلها أولا بأول ، يجعلها تتراكم لتنفجر في النهاية على ابسط المواقف . وربما على اقرب الناس.

لذا فمن المهم عدم نقل ضغوط ومشكلات العمل إلى المنزل مثلا، أو تركها بدون حل ومواجهة ، والعكس صحيح . فتراكم المشكلات البسيطة يصبح في النهاية جبلا من الهموم والضغوط.

العامل الثامن: عدم التعبير وكبت المشاعر السلبية .. وكثيرا ما يحدث بين الأزواج أو الأصدقاء فيظل الفرد يحمل تلك المشاعر وهي في ازدياد دون أن يظهرها في وقتها بالشكل المناسب لتظهر بعد أن تكومت في نوبة غضب كبيرة ربما على موقف بسيط لا يستحق الثورة من الانفعال والغضب.

لذلك من المهم أن نعبر عما يدور في خلدنا من مشاعر تكونت من الطرف الآخر لنقولها له بطريقة أكثر هدوءا وبأسلوب مناسب وفي وقت مناسب.

وقد تكون الأسباب التي تجعلنا نختار الغضب أكثر من ذلك ، ولكن أبرزها. وفيما يلي استعراض لبعض الخطوات العلمية التي تساعد في تخفيف حدة الغضب.

واهم الطرق المساعدة أن ندرك أننا السبب في حدوث الغضب وهو باختيارنا تماما.. لذلك نحتاج إلى أن نتأمل ما قمنا به سابقا أثناء المواقف التي غضبنا فيها لنستنتج أن السبب الحقيقي يكمن في داخلنا وليس في الآخرين أو في الخارج وكذلك في المواقف القادمة.

الخطوة الأولي:

عندما تشعراننا سندخل في نوبة من الغضب لنحاول أن نتجاهل الموقف الخارجي ونركز على ما يدور في دواخلنا لنرى أن نبضات القلب في ازدياد والتنفس في ازدياد وحرارة الجسد في ازدياد وربما هناك بداية رجفة في الأطراف وربما أيضا احمرار في الوجه.

هنا نحتاج إلى أن نكون أكثر أنانية لنعطي جسدنا حقه في الراحة ونبعده عن أي توترات قد تؤذيه لنجلس أو نبتعد إلى مكان أخر ونأخذ نفسا عميقا على الأقل ثلاث مرات ونردده :هدوء هدوء ...هدوء.

الخطوة الثانية:

لنحاول أن نفسر الموقف بشكل صحيح ولا نأخذه بمحمل شخصي من الطرف الآخر ..ولا نفسره بشكل عاطفي بل بشكل منطقي عقلاني.

الخطوة الثالثة:

لنفكر فورا بحل الموقف أو المشكلة بدلا من تضييع الوقت في التفكير السلبي في أن الآخر يريد أن يوقعنا في مشكلة أو يريد أهانتنا ...الخ.

الخطوة الرابعة:

بعد أن أصبحنا أكثر هدوءا وفكرنا بطريقة سليمة منطقية ، لنتحدث مع الآخر بكل ثقة وهدوء واتزان من حقنا هنا أن نعبر بكل هدوء عن انزعاجنا مثلا من أسلوب الطرف الآخر في التخاطب معنا، وبكل ثقة نطلب منه أن يتحدث بطريقة أكثر هدوءا واحتراما أو قد نطلب منه أن نؤجل الحديث إلى وقت أخر لأننا بحاجة إلى هدوء أكثر ونكون فعلا مصرين على أن نتحدث في وقت لاحق ولا نستخدم هذه الطريقة للهروب.

الخطوة الخامسة:

نحتاج إلى ممارسة الاسترخاء يوميا أو كلما شعرنا بأننا نمر بفترة من القلق والتوتر من ضغوط العمل أو من ضغوط أسرية أو دراسية أو جميعها.

ربما قد نأخذ وقتا حتى نتعلم كيف نتمالك أنفسنا في أوقات الانفعال الشديد ، ولكن مع التدريب سنتمكن بكل تأكيد لطالما أننا تعلمنا كيف نغضب فبكل تأكيد سنتعلم كيف يكون أكثر نضجا واتزانا.


المعلم فاخر لخضر حاسي فدول

ضع ردا بارك الله فيك