منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - لكي تكون سلفيا ..!..تقيد بالكتاب والسنة ...!!
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-11-28, 13:30   رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

:قولهم أن السلفيون يبايعون آل سعود لأنهم يتبعون علماء السعودية


قد تولى كبر هذه الفرية الإرهابي أبي قتادة حيث يقول" "لقد استطاعت الحكومة السعودية أن تجند الكثير من المشايخ السلفيين في العالم عملاء لها، يكتبون التقارير الأمنية عن نشاط الحركات الإسلامية، وهذه كذلك نتيجة سننية، فإن السلفي الذي يعتقد بإمامة عبد العزيز بن باز ومحمد صالح العثيمين واللحيدان والفوزان وربيع المدخلي كائناً من كان، هذا السلفي ومن أي بلد كان فإنه سيعتقد في النهاية بإمامة آل سعود؛ لأن مشايخه يدينون بالولاء والطاعة لأل سعود … ومن ثم لا نستغرب من وجود طلبة علم سلفيين من الجزائر ومن ليبيا ومن الأردن ومن مصر وسوريا ومن الهند وباكستان وغيرها من الدول عملاء لآل سعود، عملاً بالقاعدة المتقدمة ».
و مناقشة هذا التلازم الفاسد الذي إن دل إنما يدل على جهل صاحبه من ثلاث أوجه :
الوجه الأول : قولكم أن السلفيون يتبعون علماء السعودية هكذا بإطلاق خطأ فادح لأن السعودية كغيرها من البلدان فيها الصوفي وفيها الإخواني وفيها الحزبي كما فيها السني السلفي والسلفيون يتبعون فقط علماء السلفية هناك لقوله تعالى "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون"
قال الشيخ السعدي رحمه الله »
وعموم هذه الآية فيها مدح أهل العلم وأن أعلى أنواعه العلم بكتاب الله المنزل فإن الله أمر من لا يعلم بالرجوع إليهم في جميع الحوادث وفي ضمتنه تعديل لأهل العلم وتزكية لهم حيث أمر بسؤالهم وأنه بذلك يخرج الجاهل من التبعة)تفسير الكريم الرحمان 3/62)
الوجه الثاني : علماء السلفية لا ينحصرون في زمن ولا مكان حتى تحصروهم أنتم بجهل أو عمد في السعودية إنما هم متواجدون مهما تباعدت بهم الأزمان أو الأقطار تجمعهم العقيدة السلفية الأصيلة ومن هؤلاء العلماء الذين لا يحدهم زمان ولا مكان :
أبو بكر الصديق وعمر وعثمان وعلي وطلحة وعبد الرحمان بن عوف وسعيد ابن زيد وعائشة وحفصة وأنس وأبو هريرةوأبو موسى وابن مسعود وغيرهم ثم اويس القرنيسعيد بن المسيب عروة ابن الزبير, و سالم بن عبد الله بن عمرعبيداالله بن عبد الله بن عتبة بن مسعودمحمد بن الحنفية , و علي بن الحسن زين العابدين القاسم بن محمد بن ابي بكر الصديق الحسن البصري , ومحمد بن سيرينعمر بن عبد العزيز , ومحمد بن شهاب الزهري

ثم أتباع التابعين و على راسهم :مالك بن انس الاوزاعي سفيان الثوري سفيان بن عيينة الهلالي الليث بن سعد .
ثم من تبعهم و على راسهم :
عبد الله بن مبارك ,ووكيع الشافعي عبد الرحمان بن مهدي يحيى القطان
ثم تلاميذهم الذين اتبعوا منهجهم و على راسهم :
احمد بن حنبل يحيى بن معينعلي بن المديني

ثم تلاميذهم و على راسهم
:البخاري , ومسلم ابوا حاتم ابو زرعة الترميذي , وابوا داودالنسائي.
ثم من جرى مجراهم عبر الاجيال المتلاحقة كابن جرير الطبري ابن خزيمة ,وابن قتيبة الدنيوري الخطيب البغدادي ابن عبد البر النمريعبد الغني المقدسي ابن الصلاح ابن تيمية شيخ الاسلام,و المزيابن كثيرالذهبي ابن قيم الجوزية, وابن رجب الحنبليابن عبد الوهاب وغيرهم وفي عصرنا ابن باديس والبشير الإبراهيمي والزواوي ومبارك الميلي وابن باز والألباني ومباركفوري ومحمد صديق الخان وأبو عبد الباري والعثيمين والوادعي والمدخلي وغيرهم ممن سلك دربهم و اقتفى اثرهم في التمسك بالكتاب و السنة و فهمها بفهم الصحابة رضي الله عنهم الى ان ياتي امر الله,و يقاتل اخرهم الدجال . هؤلاء الذين نعني بهم السلف اهل الحديث .



ومنه يتبين الخطا الفادح الذي وقع فيه المخالفون ومن سار على نهجهم من الصحفيون الحاقدون أو الحزبيين المتربصون بغرض التشويه والصد عن دين الله القويم والله الموعد.
الوجه الثالث : طلب العلم عند العلماء السلفيون لا يلزم منه مبايعة حكامهم وهذا لا يقول به عاقل فقد أثر عن السلف الهجرة من بلدانهم إلى العلماء الذين يبايعون غير ما بايعوه هم الشيء الكثير ومن تصفح سيرة العلماء المتقدين يعلم هذا فهل قال عنهم أحد أنهم يبايعون من سافروا إلى قطره لطلب العلم؟؟؟؟؟؟
فقد تركوا البلاد والأولاد، وهجروا اللذات والشهوات وجابوا مشارق الأرض ومغاربها، سعياً وراء حديث واحد أو لقاء شيخ أو معرفة مسألة
يقول أبا حاتم محمد بن إدريس الرازي (ت 277 هــ) –:
"أحصيت ما مشيت على قدمي زيادة على ألف فرسخ، لم أزل أحصي حتى لما زاد على ألف فرسخ تركته، وأما ما سرت أنا من الكوفة إلى بغداد فما لا أحصي كم مرة، ومن مكة إلى المدينة مرات كثيرة، وخرجت من البحر من قرب مدينة سلا – وذلك في المغرب الأقصى – إلى مصر ماشيا، ومن الرملة إلى بيت المقدس، ومن الرملة إلى عسقلان، ومن الرملة إلى طبرية، ومن طبرية إلى دمشق، ومن دمشق إلى حمص، ومن حمص إلى أنطاكية، ومن أنطاكية إلى طرسوس، ثم رجعت من طرسوس إلى حمص، وكان بقي علي شيء من حديث أبي اليمان فسمعته، ثم خرجت من حمص إلى بيسان، ومن بيسان إلى الرقة، ومن الرقة ركبت الفرات إلى بغداد، وخرجت قبل خروجي إلى الشام من واسط إلى النيل، ومن النيل إلى الكوفة، كل ذلك ماشيا. هذا سفري الأول وأنا ابن عشرين سنة، أجول سبع سنين، وخرجت المرة الثانية، وكان سني في هذه الرحلة سبعاً وأربعين سنة".
فهل هؤلاء العلماء عندكم مبايعون لحاكم المغرب بحجة أنهم طلبوا العلم عند علماء المغرب وشد الرحال إليها؟؟؟ فما قولكم في عصر التكنولوجيا والإعلام إذن؟؟؟
قلت :وبهذه الأوجه تبطل هذه الفرية من أساسها ولله الحمد والمنة.



الشبهة الثالثة : قولهم أن السلفيون يبايعون آل سعود لأنهم يدافعون عنهم

الرد على هذه الفرية من وجهين :
الوجه الأول : السلفيون لا يهتمون بأمور السياسة التي تحترف الكذب والغش والنفاق فلا دخل لهم بما يفعله الحكام سواء السعوديين أو غيرهم ويكفينا قول الإمام السلفي الألباني رحمه الله إذ يقول"مالنا ومال آل سعود أناس جرفتهم السياسة"
الوجه الثاني : إن سكوت السلفيون عن أخطاء الحكام سواء آل سعود أو غيرهم وعدم التشهير بمساوئهم لا يلزم منه المبايعة وإلا لرمينا منهج السلف بالمبايعة لغير حكامهم فقد ثبت في النصوص على عدم جواز التشهير بمساوئ الحكام ومن تلكم الأثار الواردة ما أخرجه الترمذي عن زياد بن كسيب العدوى قال : كنت مع أبي بكرة تحت منبر ابن عامر – وهو يخطب وعليه ثياب رقاق – فقال أبو بلال : أنظروا إلي أميرنا يلبس ثياب الفساق.
فقال أبو بكرة : اسكت، سمعت رسول الله ( يقول :
(( من أهان سلطان الله في الأرض أهانه الله )
)

وما أخرجه ابن زنجوية – أيضا – بسنده، عن أبي إدريس الخولاني أنه قال : (( إياكم والطعن على الأئمة فإن الطعن عليهم هي الحالقة، حالقة الدين ليس حالقة الشعر، ألا إن الطعانين هم الخائبون وشرار الأشرار ))
والآثار في هذا كثيرة لا تكاد تحصى
والسؤال الذي يوجه لهؤلاء :
هل إتباع منهج السلف في التعامل مع ولاة الأمور من عدم سبهم والطعن فيهم يلزم منه المبايعة لهم إن لم يكونوا من القطر الذي نعيش فيه؟؟؟؟
الوجه الثالث : لو سلمنا لكم جدلا أنهم يدافعون عنهم نظرا لما سمعوا من خير عنهم فمتى كان دفاع المسلم عمن يرى فيه خير من غير حاكم بلده يعتبر مبايعة له؟؟؟؟
هل يقول بهذا عاقل فضلا عن كاتب في جريدة أو منتدى؟
أوليس منكم من يثني على حاكم إيران الرافضي وخليله نصر الله ؟؟؟ وغيره من دعاة الرفض والتحزب؟؟ أوليس أنتم اولى بهذا الإتهام من غيركم إذن؟؟؟أوليس الإخوان من إنخدعوا بثورة الخميني الرافضية وخدعهم جمال عبد الناصر بدولة الإسلامية المزعومة؟ وإنخدعتهم يوم طلع عليكم صدام في التلفاز وصلى لكم ركعتين فذهبتم وراءه بالنفس والنفيس؟؟؟

الوجه الرابع : هناك من العلماء السلفيين من إنتقد السعودية كالعلامة مقبل الوادعي في كتابه الإلحاد الخميني في أرض الحرمين فهل أنقض هذا من علمه شيئا أو أخرجه من دائرة السنة ؟؟؟؟
وفي المقابل نجد هناك من العلماء من أثنى عليهم وذكرهم بالخير ولم ينقص هذا من سلفيتهم في الشيء منهم الإمام ابن باديس والبشير الإبراهيمي والعلامة المغربي تقي الدين الهلالي
قال الإمام ابن باديس
"" هي صفحة من تاريخ الملك العربي السلفي عبد العزيز آل سعود الذي شرفه الله بخدمة ذلك البيت المعظم في هذا العهد ، ومد – تعالى – بملكه رواق الأمن والعدل والتهذيب والدين الخالص على ربوع الحجاز ؛ أرض الحرمين الشريفين ، وإن في نهضة هذا الملك العظيم وفي حياته وصفاته لدرسا عميقا ومجالا واسعا للعبرة والتفكير "الآثار " ( 3 / 145
وقال رحمه الله" (" أما الحكومة السنية فهي الحكومة السعودية القائمة على تنفيذ الشريعة الإسلامية بعقائدها وآدابها وأحكامها الشخصية والعمومية حتى ضرب الأمن أطنابه ومد العدل سرادقه على جميع تلك المملكة العربية العظيمة بما لم تعرفه دولة على وجه الأرض ) الآثار " ( 3 / 262 ) ."
أما رسائل الإمام البشير الإبراهيمي لحكام السعودية لا تكاد تحصى
قال الشيخ البشير الإبراهيمي
مخاطبا الملك فيصل - رحمه الله ونحن -( على كلّ حال - نشكر جلالتكم باسم الأمة الجزائرية السّلفيّة المجاهدة، ونهنئها بما هيّأ الله لها من اهتمام جلالتكم بها وبقضاياها، ونعدّ هذا الاهتمام مفتاح سعادتها وخيرها، وآية عناية الله بها، وأُولى الخطوات لتحريرها. أيّدكم الله بنصره وتولاّكم برعايته، ونصر بكم الحق، كما نصر بكم التوحيد، وجعلنا من جنوده في الحق ) .الإبراهيمي محمد البشير في قلب المعركة ط1 دار الأمة الجزائر ص329
وكذا ثناء العلامة المغربي تقس الدين الهلالي إذ يقول كما في كتابه التقدم والرجعية"الشعب السعودي والمملكة السعودية بقيادة ملكها الإمام المصلح جلالة الملك فيصل والأئمة السابقين من أسلافه رحمهم الله لم يزالوا يحكمون شريعة الله، ويتخذون القرآن إماما والسنة سراجا، يضيئان لهم ظلمات الحياة الدنيا بانتشار الأمن على الأنفس والأموال والأعراض في بلادهم إلى حد لا يوجد له نظير في الدنيا، حتى إني لما كنت في ألمانيا قبل الحرب وقبل تقسيمها وهي في عنفوان قوتها، وحدثت الناس هناك بالأمن الذي يتمتع به سكان المملكة السعودية تفصيلا سألوني: أين يتخرج رجال شرطة هذه المملكة رؤساؤها؟ فقلت: يتخرجون في مدرسة القرآن في المسجد؛ فأبدوا شكهم في ما أخبرتهم به، وقالوا: لا يوجد في الدنيا أحسن من الشرطة الألمانية ومع ذلك لا يوجد عندنا مثل ما ذكرت من الأمن"!""
إلى أن قال""ونحن نشاهد شريعة القرآن تنفذ على رؤوس الأشهاد، في هذه المملكة الفذة، فيقتل القاتل المتعمد، ويرجم من الزناة من يستحق الرجم، ويجلد من يستحق الجلد مع التغريب، وتقطع يد السارق، ويقام الحد على الشارب، ولا يحكم حاكم في جميع أرجائه إلاّ بشريعة القرآن، فكيف يستطيع مسلم أو منصف أن يسوي بينهما وبين من يحل ما حرم الله، ويحكم بغير ما أنزل الله.
نعم إنّ أشباه القردة من المقلدين لمن يسمونهم بالمستعمرين ويسلقونهم بألسن حداد ليل نهار في إذاعاتهم وصحفهم هؤلاء القردة يسمون شريعة الله ورسوله التي سار عليها المسلمون حين كانوا سادة العالم، يسمونها: رجعية، ويسمون المنفذين لها - أيده الله بروح منه -: رجعيين؛ وقد تقدم جوابهم أعلاه في هذه المحاضرة بما يلقمهم الأحجار، ولا يدع لهم مجالا للفرار؛ وإني لأشكر صاحب الفضيلة الأستاذ الجليل الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز على هذا التنبيه الذي تفضل به، فلا زال مصدرا لكل خير وكمال.
"اه"
فأين أنتم أيها الحاقدون ؟؟؟
هل قرأتم هذا الكلام أم جهلتموه؟؟؟
إن كنتم علمتموه فلم أخفيتموه وكتمتموه؟!

وإن كنتم جهلتموه ! فلماذا رضيتم لانفسكم الجهل، وللسلفيين الظلم، وللناس التضليل؟!
أم أن هذه تجارتكم تخشون كسادها؟! بئست البضاعة، وبئست التجارة!.


الشبهة الرابعة: قولهم أن السلفيين يبايعون آل سعود لأنهم يوالون السعودية على حساب وطنهم الأم .

أقول :
إن الولاء والبراء عبادة قلبية أمرنا الله تعالى ومرجعها الكتاب والسنة وليست العواطف أو العصبيات القومية و الوطنية
ويقسِّم أهل السنة والجماعة الناس بحسبِ الولاء والبراء إلى ثلاثة أصناف:

الأول: من يُحبُّ جملةً:

وهو من آمن بالله ورسوله, وقام بوظائف الإسلام ومبانيه العظام علماً وعملاً واعتقاداًَ.

الثاني: من يُحبُّ من وجه ويُبغضُ من وجه آخر:

وهو المسلم الذي خلط عملاً صالحاً وآخر سيئاً فيحب ويوالي على قدر ما معه من الخير, ويبغض ويعادي على قدر ما معه من الشر.

الثالث: من يبغض جملةً:

وهو من كفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر.

وأهل السنة يَتبرَّءون ممن حاد الله ورسوله ولو كان أقرب قريبٍ قال الله – سبحانه وتعالى -:
(لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ)[16].

والمؤمن الحق يجعل حُبَّه لله وبُغضَهُ لله فإن ذلك أوثقُ عرى الإيمان, فعن ابن عباس رضي الله عنهما أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أوثق عرى الإيمان الموالاة في الله والمعاداة في الله والحب في الله والبغض في الله".

وبعد هذا التعريف الموجز لقضية من أخطر قضايا العقيدة, أقول:لقد تبين أن السلفيين لا يهمهم الأوطان قدر ما يهمهم العقائد

قال الله تعالى : { ياأيُّها النَّاسُ إنَّا خَلَقْناكُمْ منذكرٍوأنثى وجعلناكم شُعُوباً وقبائِلَ لِتَعارَفُوا إنَّأكرمكُمْ عندَ الله أتقاكُمْإنَّ الله عليمٌ خبير } الحجرات / 13 .
وهذه العصبية التي تظهر الآن في أكثر البلدان للجنس أو العرق أواللون أوالوطن هي من نوع العصبية القديمة التي كانت تتفجر بين الأوس والخزرج ، وهي من بقايا الجاهلية ورواسبها •
لقد كان بين الأوس والخزرج حروب كثيرة في الجاهلية ،وعداوة شديدة،وثارات وضغائن وفتن ، وكان بينهم قتال شديد ، حتى جاء الإسلام ، فدخلوا فيه،فأصبحوا بنعمةالله إخواناً •
وبعد أن أصلح الإسلام شأنهم وأصبحوا متحدين متعاونين ،مرَّ رجل من اليهود بملأ من الأوس والخزرج ، فساءه ما هم عليه من الألفة والتعاون والوفاق،فبعث رجلاً معه وأمره أن يجلس بينهم ويذكّرهم ما كان بينهم من حروبهم ، ففعل فلم يزل ذلك دأبه حتى حميت نفوسهم وغضب بعضهم على بعض ، وتثاوروا ، ونادوا بشعارهم،وطلبوا أسلحتهم ،وتواعدوا إلى الحرَّة ( مكان بالمدينة ) ، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ، فأتاهم فجعل يسكّنهم، ويقول :
"أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم؟" " ، وتلا عليهم هذه الآية : {"واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروانعمة الله عليكم إذا كنتم أعداء فألّف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً وكنتم على شفا حفرة من النارفأنقذكم منها كذلك يبيِّن الله لكم آياته لعلكم تهتدون }آلعمران / 103، فعندما تلا عليهم الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الآية ندموا على ماكان منهم ، وتصالحوا وتعانقوا ، وألقوا السلاح•
ولكن :
لا يمنع الإسلام من أن يحب المسلمُ بلدَه ووطنه الذي عاش فيه وتربى، لكن المنكَر هو عقد الولاء والبراء عليه ، وجعل المحبة والبغض بسببه ، فليس من ينتمي إلى بلدك وينتسب إليها بأقرب إليك من المسلم في بلادٍ أخرى ، فلا ينبغي أن يكون سبب الموالاة والمعاداة هو الانتماء للوطن أو عدمالانتماء له ، بل الولاءوالبراء ، والحب والبغض ميزانها جميعاً : الإسلاموالتقوى .
فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يحب مكة لأنها أحب البلاد إلى الله، ولم يكن ليحب كفارها ، بل قاتلهم لما حاربوا الدين وقاتلوا المسلمين ، ولم يكن هو ولا أصحابه ليقدموا حبهم لمكة على شرع الله تعالى ، فلما حرَّم الله تعالى على المهاجرين من مكة الرجوع إليها بعد هجرتهم منها إلا للمناسك وثلاثة أيام بعدها التزموا هذا ولم يمكثوا فيها أكثر من تلك المدة ، فلم يكن حبهم لمكة ليجعلهم يعصونالله تعالى فضلاً عن وقوعهم فيما هو أشد من ذلك .
واليوم ترى العصبية للوطن قد بلغت مبلغاً عظيماً فتعظم المشاهد الشركية لأنها في وطنه ، ويُعظم علَم الدولة لأنه يمثل البلد ، فيقف له الناس وقفة تعظيم وإجلال لا تجدها عندهم في صلاتهم ولا بين يدي ربهم تبارك وتعالى.
وبهذا يتبين الخلط والخبط الذي في هذه الشبهة ولله الحمد والمنة.




الشبهة الخامسة: قولهم أنَّ العلماء يفتون في بعض المسائل بخلاف ما دل عليه الدليل تعمداً ، والسبب في ذلك - عندهم - أنَّ ولي الأمر السعودي يضغط عليهم في إصدار هذه الفتاوى .

هذا الطعن باطل من وجهين
الوجه الأول: هذا يخالف الواقع ؛ إذ أن المعروف والمشاهد أن العلماء يصدرون الفتاوى على حسب ما يدل عليه الدليل من القرآن والسنة دون تقيد بمذهب معين .
ونطالب كل من يدعي أن العلماء مضغوط عليهم من ولاة الأمر أن يذكروا مثالاً واحداً أفتى فيه أهل العلم بسبب الضغط عليهم ،ولكن هيهات ،هيهات . وقدسئل الشيخ الفوزان – حفظه الله تعالى - : قبل فترة وزع شريط ، والشريط يتكلم فيه أحد قواد إحدى الجماعات في الأردن ، يتكلم عن هيئة كبار العلماء - عندنا في البلاد السعودية - والشريط فيه نوع خبيث ، الذم فيما يشبه المدح يتكلم ويمدح أهل العلم عندنا ، ويقول أما ما يوجد عندهم من أخطاء في بعض الفتاوى فإنما صدرت بسبب الطغوطات من ولاة الأمر في تلك البلاد والشريط وزع فلعلكم تلقون الضوء حول هذا ؟
فأجاب – حفظه الله تعالى -
: الحمد لله أنه اعترف بالحق وبين فضل هؤلاء العلماء . أما قوله : أنهم يفتـون بسبب ضغوطـات فهو قول باطل وعلماء هذه البلاد - ولله الحمد - هم أبعد الناس عن المجاملات فهم يفتون بما يظهر لهم أنه هو الحق . وهذه فتاواهم موجودة - ولله الحمد - ومدونة وأشرطتهم موجودة ، فليأتنا هذا المتكلم بفتوى واحدة تعمدوا فيها الخطأ بموجب ضغط وأنهم أجبروا على هذا الشيء . أما الكلام والدعاوى واتهام الناس فهذا لا يعجز عنه أحد كل يقوله لكن الكلام في الحقائق( ) .
الوجه الثاني :أن أهل العلم أنفسهم ردوا على هذا الافتراء حين سئلوا عن ذلك فها هو الشيخ محمد السبيل حفظه الله تعالى إمام المسجد الحرام وعضو هيئة الإفتاء يسئل عن قول بعض الشباب : إن العلماء يداهنون الحكـام، ومضغوط عليهم من قبل الحكام في إصدار بعض الفتاوى نرجو توضيح الحق من معاليكم في هذه القالة؟
فأجاب حفظه الله تعالى :
ما نعلمه من علماء هذه البلاد :أنهم لا يداهنون في دين الله ، وأنهم يناصحون حكامهم سراً ، ويدخلون عليهم ، وهم يرحبون بهم ويتقبلون منهم .
من يقول : إن العلماء مضغوط عليهم أو يداهنون الحكام :كل هذا ادِّعاء لا حقيقة له .
ومجموعة من العلماء الذين يثق الناس بهم ويطمئنون لهم ، إذا جاء أمر من الأمور يتشاورون فيه العلماء ثم الذي يتفقون عليه ، يرفعونه لولاة الأمر . ونحن أدرى بهذا الشيء ونعرف هذا الشيء . العلماء يعرفون هذا . وليس للعلماء إذا نصحوا حكامهم في شيء أن يقولوا على رؤوس الأشهاد :إنِّا ذهبنا وقلنا لولاة الأمر كذا وكذا ! هذا منهي عنه ولا يجوز . هذا أمر . والأمر الثاني : أتريد أن يقول : أنا فعلت كذا وكذا ! هذا رياء ، والرياء من أعمال المنافقين ،(يُرَاؤُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلاً)( ) .
فهؤلاء كلامهم مردود عليهم غير صحيح ـ ولاة الأمر عندنا - يتقبلون - جزاهم الله خيراً - وهناك أمور قد يريد ولاة الأمر فعلها وإذا قال العلماء فيها كلمتهم . تركها ولي الأمر لقول العلماء بنفس طيبة وقبول حسن
( )اهـ
وسئل الشيخ الفوزان - حفظه الله تعالى - : سماحة الشيخ أنتم وإخوانكم العلماء في هذه البلاد سلفيون ـ ولله الحمد ـ وطريقتكم في مناصحة الولاة شرعية كما بَيَّنَها الرسول صلى الله عليه وسلم ـ ولا نزكي على الله أحداً ـ ويوجد من يعيب عليكم عدم الإنكار العلني لما يحصل من مخالفات والبعض الآخر يعتذر لكم فيقول : إن عليكم ضغوطاً من قبل الدولة فهل من كلمة توجيهية توضيحية لهؤلاء القوم ؟
فأجاب حفظه الله :

لا شك أن الولاة كغيرهم من البشر ليسوا معصومين من الخطأ ومناصحتهم واجبة ولكن تناولهم في المجالس وعلى المنابر يعتبر من الغيبة المحرمة وهو منكر أشد من المنكر الذي يحصل من الولاة ؛ لأنه غيبة ولما يلزم عليه من زرع الفتنة وتفريق الكلمـة والتأثير على سير الدعوة .
فالواجب إيصال النصيحة لهم بالطرق المأمونة لا بالتشهير والإشاعة .
وأما الوقيعة في علماء هذه البلاد وأنهم لا يناصحون أو أنهم مغلوبون على أمرهم فهذه طريقة يقصد بها الفصل بين العلماء وبين الشباب والمجتمع حتى يتسنى للمفسد زرع شروره ؛ لأنه إذا أسيء الظن بالعلماء فقدت الثقة بهم وسنحت الفرصة للمغرضين في بث سمومهم . وأعتقد أن هذه الفكرة دسيسة دخيلة على هذه البلاد وأهلها من عناصر أجنبية فيجب على المسلمين الحذر منه
ا( ) اهـ .



الشبهة السادسة:قولهم أن الوهابية السلفية ظهرت في السعودية ونشأت هناك ومنه فالسلفية أو السعودية نفس الشيء
التعليق :

1-لا يوجد فرقة إسمها الوهابية إنما هذه تسمية الخصوم
قال الإمام ابن باديس(" قام الشيخ محمد بن عبد الوهاب بدعوة دينية ، فتبعه عليها قوم فلقبوا بـ : " الوهابيين " . لم يدع إلى مذهب مستقل في الفقه ؛ فإن أتباع النجديين كانوا قلبه ولا زالوا إلى الآن بعده حنبليين ؛ يدرسون الفقه في كتب الحنابلة ، ولم يدع إلى مذهب مستقل في العقائد ؛ فإن أتباعه كانوا قبله ولا زالوا إلى الآن سنيين سلفيين ؛ أهل إثبات وتنزيه ، يؤمنون بالقدر ويثبتون الكسب والاختيار ، ويصدقون بالرؤية ، ويثبتون الشفاعة ، ويرضون عن جميع السلف ، ولا يكفرون بالكبيرة ، ويثبتون الكرامة .
وإنما كانت غاية دعوة ابن عبد الوهاب تطهير الدين من كل ما أحدث فيه المحدثون من البدع ، في الأقوال والأعمال والعقائد ، والرجوع بالمسلمين إلى الصراط السوي من دينهم القويم بعد انحرافهم الكثير ، وزيغهم المبين
).
2-الإمام محمد بن عبد الوهاب ليس إلا مجددا قد خلى المجددون من قبله
فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
""إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها".رواه أبو داوود"
والإمام محمد بن عبد الوهاب نحسبه منهم مثله كمثل الإمام أحمد وابن تييمة وابن باديس في الجزائر وتقي الدين الهلالي في المغرب و صديق حسن خان والشيخ نذير حسين والعظيم أبادي والشيخ ثناء الله الأمرستري وأسرة الدهلوي، وغيرهم من كبار علماء الحديث والتوحيد في شبه القارة الهندية، و الشيخ محمد حامد الفقي وأحمد محمد شاكر وإخوانهما في مصر، و الشيخ الألباني في الشام وغيرهم كثير فلماذا نسيتموهم وركزتم على مجددي السعودية دون غيرهم مع أن هؤلاء رغم تباعد الأزمان والأقطار بينهم نجدهم على عقيدة واحدة ومنهج واحد قوامه الكتاب والسنة وفهم سلف الأمة.
3-علماء السلفية لا ينحصرون في زمان ولا مكان وقد بينا ذلك في الشبهة الثانية فليراجع.

الشبهة السابعة : قولهم أن آل سعود يمولون الدعوة السلفية في أنحاء المعمورة ومنه فالسلفية تابعة لهم
أقول :
السلفية هي الإسلام الذي كان عليه محمد صلى الله عليه وسلم واصحابه ثم ورثه التابعون وتابعي التابعين إلى أن وصل إلى علماء السلفية وقد ثبت في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال"
" وَإِنَّ اللَّهَ لَيُؤَيِّدُ هَذَا الدِّينَ بِالرَّجُلِ الْفَاجِرِ""
فهل يلزم من هذا الحديث أن ذاك الرجل الفاجر الذي نصر الله به الدين أن الدين تابع له بمجرد أنه نصره؟؟؟
مالكم كيف تحكمون
ومنه إن كان حكام السعودية ينشرون السلفية في أقطار الأرض فهذا من محاسنهم ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله عز وجل كما قال نبينا عليه أفضل الصلاة والتسليم
وفي هذا يقول العلامة البشير الإبراهيمي في رسالته التي أرسلها إلى الملك سعود بن عبد العزيز
(يا صاحب الجلالة مازلنا نعتقد أن جلالتكم أعلم الناس بالحركتين الإصلاحية والسلفية والثقافية العلمية العربية الإسلامية بالجزائر وأعلم الناس بآثارها الطيبة في الأمة الجزائرية وأنكم أكبر أنصارهما والمقدرين لثماراتهما والعاملين على تغذيتها والمرجوين لإحتضانهما)الإبراهيمي محمد البشير في قلب المعركة ط1 دار الأمة الجزائر ص50
فما قولكم في الإمام الجزائري البشير الإبراهيمي؟؟
هل هو عميل أم أنه مبايع لآل سعود بمجرد أنه شكر الناس لقول النبي صلى الله عليه وسلم "من لا يشكر الناس لا يشكر الله عزوجل"؟؟؟
نعوذ بالله من الخذلان
ولا أقصد بكلامي ذاك ان آل سعود فجارا لأنه ليس من منهجنا ذكر مساوئ الحكام ولعلكم لا تعرفون منهج السلف في ذلك فاعذرونا بارك الله فيكم.

وبهذا يتم المقصود سائلا المولى-جل في علاه-أن يوفقنا للتمسك بالمنهج السلفي قولا وعملا وأن يهدي شباب المسملين إلى الطريق المستقيم ويجنبهم فتن الشبهات وفتن الشهوات إنه ولي ذلك والقادر عليه .
وكتبه جمال البليدي يوم الأحد 7 رضمان 1429 ه الموافق ل7 سبتمبر
2008











رد مع اقتباس