منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - السعودية تدفع ثمن وضع "محمد بن سلمان" كل بيضها في سلة "دونالد ترامب"؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 2021-09-14, 13:35   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الحاج بوكليبات
محظور
 
إحصائية العضو










B2 السعودية تدفع ثمن وضع "محمد بن سلمان" كل بيضها في سلة "دونالد ترامب"؟

السعودية تدفع ثمن وضع "محمد بن سلمان" كل بيضها في سلة "دونالد ترامب"؟





السعودية ضحية الخيارات السياسية الخاطئة لولي عهدها الأمير "محمد بن سلمان".



من يرى اليوم العلاقة بين السعودية وأمريكا يجد أن العلاقة بين البلدين باردة جداً إن لم تكن متجمدة.


فياترى ماهي الأسباب الحقيقية التي أوصلت الأمور بين الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية إلى هذا الحد غير المسبوق من النفور والبرودة بل والتجمد في العلاقات؟ هذه العلاقات التي كانت في السابق في أوجها ومثلاً يحتذى به في الوفاء والاخلاص بين بلدين حليفين.




من المؤكد أن برودة العلاقة بين السعودية والولايات المتحدة الأمريكية لا يعود إلى خلافات حول سجل حقوق الإنسان في المملكة والتحفظات التي تبديها الولايات المتحدة نحو حليفها التاريخي في هذا الصدد.


كما أنها لا تعود إلى قضية مقتل الصحفي السعودي "جمال خاشقجي" في سفارة السعودية بتركيا من طرف رجالات الأمير "محمد بن سلمان" ولي العهد والملك القادم للسعودية.


ولا إلى أي شيء آخر يمكن أن يخطر على بال أحدكم.


طيب ماهي الأسباب المحتملة لهذا الفتور في العلاقة بين بلدين كان لأكثر من 80 سنة حليفين على الدوام؟


لمعرفة أسباب الوضعية الحالية بين إدارة الولايات المتحدة الأمريكية والنظام الحاكم الحالي في السعودية يجب العودة إلى الوراء.

كانت السعودية في الماضي تقف على مسافة واحدة في تعاطيها مع المُترشحين للرئاسة الأمريكية سواء من الحزب الديمقراطي أو الحزب الجمهوري، وكانت سياستها تعمل بذكاء حاد بحيث لا تُغضب أحد الطرفين، وتدعم الطرفين وتعمل مع الطرفين أي الحزبين الذين يتداولان على السلطة في هذا البلد منذ قرون وإلى الآن، وتعمل مع الرئيس الأمريكي الفائز كل مرة دون أن تنسى حفاظها على خيط الود مع المترشح الخاسر، وذلك لإعتقادها بإمكانية عودته في انتخابات رئاسية جديدة والفوز بها أو أن يفوز كنائب في مجلس الشيوخ أو الكونغرس، أو احتمال تقلده منصباً كبيراً بعد ذلك في أي إدارة قادمة [مثل: "جون كيري" كان مرشحاً للرئاسة وعمل وزيراً للخارجية بعد ذلك وهو اليوم يحتل منصب في إدارة "جوزيف بايدن" يعنى بملف تغير المناخ] وبالتالي الحرص دائما على عدم خسارة أي سياسي أمريكي والذي من الممكن أن تحتاجه المملكة في قادم الأيام للوقوف معها في أي قضية تعترضها محلياً ودولياً.


الحقيقة أنه قبيل انطلاق الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي فاز بها الرئيس "دونالد ترامب" سنة 2016 كان الصراع على أشده بين الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي، ولقد كان المرشح الجمهوري للرئاسة "دونالد ترامب" يمثل تهديداً كارثياً حسب رؤية الحزب الديمقراطي للحياة السياسية الأمريكية ولأمريكا كدولة عظمى تقود العالم وكحضارة تصدر نموذج التحضر للدول الأخرى في حالة فوزه.


لقد بلغت العداوة بين الحزب الديمقراطي ولا نقول الحزب الجمهوري بل الرئيس الفائز أنذاك "دونالد ترامب" بعد ذلك أوجها خاصة بعد فوزه وتتويجه بقيادة البلاد وإلحاقه الهزيمة النكراء بمرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون، فعاش فترة ولايته وهي أربع سنوات ينتقل من مشكلة مفتعلة إلى أخرى مدبرة له من خصومه الديمقراطيين بخاصة والصحافيين والإعلاميين وجزء من النخبة الأمريكية من كل الاتجاهات وحتى من بعض الجمهوريين أمثال: الرئيس السابق "جورج دبليو بوش" الابن بعامة فلُفقت له تُهم: التحرش بسيدات، واتهم بعلاقة ما مع الكرملين، وقضية التهرب الضريبي.. باختصار فإن "دونالد ترامب" حكم في فترة مُضطربة وهذا الإضطراب لم يكن عفوي بل مفتعل من خصومه ومن الدولة العميقة في أمريكا، بل أنني أقول: أنه لم يحكم أو بعبارة أخرى لم يُسمح له أن يحكم ويُحقق ما كان يقوله "الحلم الأمريكي" و"جعل أمريكا عظيمة" وبالتالي تحقيق وعوده للناخبين الأمريكيين الذين أوصلوه إلى سدة الحكم.


الخلاف اليوم ليس بين الدولة السعودية والدولة الأمريكية ولكن الخلاف اليوم هو بين الحزب الديمقراطي [أو جزء كبير من أعضاء هذا الحزب] الذي هو الآن يحكم أمريكا بعد فوز مرشحه "جوزيف بايدن" وبين السلطة الحالية في السعودية التي جاءت بالابن الأكبر للملك "سلمان بن عبد العزيز" والمقصود به ها هاهنا الأمير "محمد بن سلمان" الملك القادم للمملكة.


الأمر لا يتعلق بسجل السعودية لحقوق الإنسان ولا بمقتل الصحفي السعودي "جمال خاشقجي" بدليل وجود علاقات ممتازة بين الولايات المتحدة الأمريكية مع الكثير من "الدول الديكتاتورية" التي تمتلك ملفاً أسوداً لحقوق الإنسان، والتي أجهزتها تقتل خارج القانون بخاصة من الدول التي تسبح في الفلك الأمريكي سواءٌ العربية منها أوغير العربية على امتداد الكرة الأرضية.


وعليه فإن السبب الرئيسي وراء العلاقة المُتشنجة بين البلدين في الوقت الحالي يعود بالأساس إلى خيارات النظام السعودي في عهد الملك "سلمان بن عبد العزيز" و ولي عهده الأمير "محمد بن سلمان" الذي وضع كل بيضه في سلة "دونالد ترامب" الشخص الذي جاء لينقلب على النظام الأمريكي الراسخ، والذي اعتقد [محمد بن سلمان] أنه سيُكمل مشواره الرئاسي في أمريكا لولاية ثانية وهذا الذي لم يحصل للأسف الشديد، وعليه فإن السياسة الخاطئة لولي العهد "محمد ابن سلمان" وتخليه عن سياسة المملكة المعهودة في التعاطي مع حكام والنخب السياسية الأمريكية الحاكمة ومبدأ الوقوف على مسافة واحدة بين الحزبين وبين مترشحي الحزبين يكون السبب وراء الغضب الكبير الحالي الذي يبديه الديمقراطيون أي الحكام الجدد لأمريكا بعد إزاحتهما للجمهوريين نحو السلطة السعودية الحاكمة اليوم.


وفي الأخير يمكن القول أن عودة العلاقات بين السعودية والولايات المتحدة إلى سابق عهدها من حالة الدفء لن يتحقق إلا إذا حدث أحد هذين الأمرين التاليين:


الأول، ذهاب الأمير "محمد بن سلمان" وإمكانية ابعاده كــ ولي عهد للمملكة وبالتالي كملك مستقبلي للسعودية، وهذا أمر صعب في ظل نسج هذه الأمير لعلاقات قوية مع دول عظمى أخرى في العالم قد تضمن له البقاء والتتويج بعرش السعودية في نهاية المطاف.


الثاني، ذهاب "جوزيف بايدن" [بالمرض/ أو الموت نظراً لكبر سنه] ومجيء رئيس/ أو رئيسة [كامالا هاريس] والتي قد تغير من سياستها نحو السلطة الحاكمة في السعودية، وربما انتظار الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة سنة 2024 وإمكانية عودة "دونالد ترامب" أو عودة الحزب الجمهوري للحكم وفوز رئيس أمريكي منحدر من هذا الحزب، وعندها يضمن الأمير "محمد بن سلمان" الذي من الممكن أن يكون ساعتها ملكاً للسعودية من تجاوز خلافه مع حليفه التاريخي الولايات المتحدة وبقائه في الحكم كملك لــ 50 عاماً القادمة.


وفي كلتا الحالتين سيظل التشنج بين السعودية والولايات المتحدة الأمريكية سيد الموقف وسيظل الأمير "محمد بن سلمان" يعاني من العزلة والتهميش والغضب من حليفه الأمريكي وسيظل يتعرض للعقبات وللضغوط باسم سجل المملكة لحقوق الإنسان، ولـــ لا مبالاة الإدراة الأمريكية اتجاهه حتى يتحقق أحد الأمرين فيرتاح أحدهما من الآخر إلى الأبد.


بقلم: الحاج بوكليبات








 


رد مع اقتباس