بمرور حوالي أسبوع على الغزو الروسي لأوكرانيا، لم يتحقق شيئا يذكر على الأرض، بعد أن إنغرست مخالب الدب الروسي في المستنقع الأوكراني المليء بالأوحال.
ويتجلى ذلك في عدم سقوط كييف إلى حد هذه اللحظة في أيدي القوات الروسية المدججة بمختلف أنواع الأسلحة، وصمودها في وجه الروس، إذ كل ما يقترب رتلا عسكريا روسيا من الخطوط الدفاعية الأوكرانية المرابطة بكييف وخاركيف والمدن الأخرى، إلا ويدمر ويحترق، ما يجعل الأرتال الأخرى تنسحب وتتجمع وتعاود الإنتشار وتهاجم من جديد وتتلقى نفس المصير، وقد تكبد الجيش الروسي خسائر هامة في العدة والعتاد، وسقوط ضحايا حتى في الصفوف القوات الخاصة، فخر روسيا.
هذه الحرب التي دفعت إليها روسيا دفعا من الغرب على رأسه أمريكا وذراعه العسكرية حلف الناتو، الذي أقرع طبول الحرب قبل بداياتها بشهور، وإطلاق العنان لبيدقه الرئيس الأوكراني زيلينسكي الذي يحسن أداء الأدوار المسندة إليه بتهديداته وتحرشاته وتصريحاته الإستفزازية.
الغرض من ذلك هو تعرية روسيا ونزع الهيبة من جيشها التي إكتسباها من إنتصاراته خلال معارك الحرب العالمية الثانية وأم المعارك، معركة برلين.
إن الغرب سيعمل إلى إذلال روسيا ورئيسها بوتين من خلال الهجمة الشريسة المتعددة الجوانب التي يشنها ضدها، وإنخراطه حتى في الحرب بطريقة أكثر من مباشرة، لدفع روسيا إلى الإنسحاب من ساحة المعركة دون تحقيق أهداف غزو أوكرانيا.
بقلم الأستاذ/ محند زكريني