حكى أبو الحسن الصقلي أن القاضي أبا بكر الطيب قال :
إن الله تعالى إذا ذكر في القرآن ما نسبه إليه المشركون سبح نفسه لنفسه
كقوله { و قالوا اتخذ الله ولدا سبحانه }، و ذكر تعالى ما نسبه المنافقون إلى عائشة
فقال { ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك } ،
سبح نفسه في تبرئتها من السوء كما سبح نفسه في تبرئته من السوء ،
و هذا يشهد لقول مالك في قتل من سب عائشة ، ومعنى هذا و الله أعلم أن الله
لما عظم سبها كما عظم سبه وكان سبها سباً لنبيه ، و قرن سب نبيه وأذاه بأذاه تعالى ،
وكان حكم مؤذيه تعالى القتل ، كان مؤذي نبيه كذلك .
................
الشفاء للقاضي عياض