منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - كيف تفعل أوروبا لوقف روسيا والصين وتركيا؟ وما علاقة ذلك بموروثها الروماني؟ وما علاقة دول المتوسط؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 2023-03-01, 09:52   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
سندباد علي بابا
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية سندباد علي بابا
 

 

 
إحصائية العضو










B2 ماذا تفعل أوروبا لوقف روسيا والصين وتركيا؟ وما علاقة ذلك بموروثها الروماني؟ وما علاقة دول المتوسط؟

ماذا تفعل أوروبا لوقف روسيا والصين وتركيا؟ وما علاقة ذلك بموروثها الروماني؟ وما علاقة دول المتوسط؟







شعار مشروع الاتحاد من أجل المتوسط


أوروبا تسعى لبعث مشروع الإمبراطورية الرومانية من جديد لوقف زحف روسيا والصين وتركيا على الجنوب ونحو الأطلسي.


ترى ما هو حلم أوروبا منذ الاحتلال الروماني مروراً بالاستعمار الحديث (الاستعمار الإسباني والاستعمار الفرنسي والاستعمار البريطاني والبرتغالي والبلجيكي والألماني والهولندي.. إلخ)؟ واستدعاء ما يسمى بالمخاذيل (أي الطابور الخامس الأوروبي) أو المجال الحيوي لأوروبا في منطقتنا؟


عندما أطلق الرئيس الفرنسي السابق "نيكولا ساركوزي" (يهودي) مشروع اتحاد دول المتوسط في سنة 2007 كان ذلك خطوة استباقية لما هو حاصل اليوم في أوكرانيا (جاء طرح مشروع ساركوزي مباشرة بعد الثورة البرتقالية سنة 2004 في أوكرانيا) وفي مضيق تايوان.


ولم يكن ذلك الأمر ينطلق من فراغ أو من عبث أو من نية سليمة وإنما استوحى الرجل ذلك المشروع من حلم الإمبراطورية الرومانية وسيطرتها واستعمارها واحتلالها لكل سواحل المتوسط مشكلة هلالاً دينياً مسيحياً وثقافياً وعسكرياً واحداً.


فعلاوة على أن المشروع سيمكن للكيان الصهيوني الانخراط والاندماج في المنطقة بمشاركته في المشروع باعتباره يطل على البحر الأبيض المتوسط في هذا الفضاء السياسي والاقتصادي المقبور فإنه إلى جانب ذلك يوفر شرعية قانونية وأخلاقية وسياسية ومزايا اقتصادية وأخلاقية له ضمن شعوب وبلدان المنطقة، وبخاصة في العالم الإسلامي والعربي وبخاصة بعد انضمام تركيا وإيران له في وقت لاحق.


لكن الأخطر من ذلك كله أن نيكولا ساركوزي (اليهودي) من خلال طرحه لذلك المشروع أراد احياء مشروع استعماري امبراطوري قديم روماني استدعاه من الماضي السحيق والذي استطاعت هذه الامبراطورية الرومانية في وقت سابق أن تجعل من البحر الأبيض المتوسط بحراً داخليا خاصاً بأورويا فقط!!!


ومقتل الرئيس الراحل معمر القذافي واسقاط نظامه ومشاركة حلف الناتو العسكري الذراع العسكرية لأوروبا وانخراط نيكولا ساركوزي بقوة فيه يندرج ضمن هذا المُخطط بعيداً عن مسرحيات شُبهة تمويل الحملة الانتخابية وفساد الرجل.


لعل من الجدير بالتذكير هنا أن موجات الاستعمار المُتلاحقة من أوروبا تباعاً التي طالت منطقتنا المُطلة على المتوسط بمسافات ومساحات واسعة وطويلة جداً من تركيا الأوروبية أين تقع عاصمتها السياسية أنقرة حتى آخر نقطة تفصل بين البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي في المملكة المغربية والتي فشلت كُلها أي تلك الحملات الاستعمارية بفعل حركات التحرر الوطنية فيها، والتي ناصرتها ودعمتها ووقفت إلى جانبها دول بسبب رغبتها في عدم رؤية البحر الأبيض المتوسط بحراً مُغلقاً داخليا وخاصاً لأوروبا لأنه يَحدُ من حرية تنقل الأشخاص والبضائع وسلاسة حركة التجارة الدولية هذا في الماضي أما عن الحاضر فإنه بات يزخر بكميات هائلة من الطاقة والمواد النادرة والثروات، والتي تعتقد أوروبا أنها ملكاً لها بالاعتماد على تاريخ وموروث الإمبراطورية الرومانية المطلة على البحر المتوسط وحكمت كل بلدانه في وقت مضى!!!


لقد رأينا في السنوات القليلة الماضية كيف أن بعض الدول من العالم أرادت احياء إمبراطورياتها على أساس مجالها الحيوي أي السكان من أصول تلك الدول الموجودين في العديد من الدول الأخرى وذلك لتوحيد أو لإعادة توحيد هذه الإمبراطورية أو تلك!!!


رأينا ذلك مثلاً في مشروع تركيا وقصتها مع مشروع طوران العظيم في آسيا الوسطى ومنطقة القوقاز وحتى حدود جنوب ووسط أوروبا الشرقية وصولاً إلى دول البلقان.


ورأينا ذلك في تركيا أيضا (لأنها تملك أكبر مجال حيوي على الإطلاق عرقي ولغوي وجغرافي وديني) في إعادة بعث الخلافة الإسلامية العثمانية من بعدها الروحي في منطقة ما يسمى بالشرق الأوسط (أي المشرق العربي) وفي ماييسمى بشمال إفريقيا (أي المغرب العربي الكبير) وفي داخل إفريقيا.


رأينا ذلك في روسيا وسعيها لتوحيد الجنس السلافي والشعب الروسي المتناثر في الكثير من الدول المجاورة لروسيا الاتحادية في ما يسمى بالأراضي التاريخية للإمبراطورية الروسية وما يحدث في أوكرانيا إلا جزء من الجانب العملي لتحقيق ذلك المشروع.


رأينا ذلك في إحياء الإمبراطورية البريطانية الأنجلوساكسونية (وريثتها الولايات المتحدة الأمريكية حالياً) في تحالف عسكري وسياسي بين ثلاث دول أنجلوساكسونية هي: الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا في ما يسمى بحلف "أوكوس" والذي اتخذ شكلاً فدرالياً قمته الولايات المتحدة الأمريكية وقاعدته بقية الدول التي يحكمها الأنجلوساكسون والكلمة الأولى والأخيرة فيه للولايات المتحدة الأمريكية!!!


أوروبا هي الأخرى اليوم تستدعي مجالها الحيوي وتستدعي شعوبها وقومياتها ومخاذيلها (طابورها الخامس) المتناثرة في دول حول البحر الأبيض المتوسط والذين ينحدرون وتعود أصولهم إلى فترة الاحتلال الروماني للمنطقة في شمال إفريقيا وفي شرق المتوسط باعتبار أوروبا الحالية الوريثة الشرعية والوحيدة للإمبراطورية الرومانية!!!


إن أوروبا الموبوءة بأحلام الإمبراطورية (الإمبراطورية الرومانية) ومن خلال بعث النعرات العرقية في شمال إفريقيا خصوصاً عن قصة السكان الأصليين واللعب بورقة الهوية والإنتماء تُريد إعادة احياء المشروع الروماني وتنفيذ مُخطط نيكولا ساركوزي (اليهودي) بهدف جعل البحر الأبيض المتوسط بحراً داخلياً تابعاً لأوروبا وحدها فقط وبالتالي خضوع مياهه وسمائه لحلف الناتو العسكري الأوروبي.


يكفي أوروبا الحالمة بإعادة أمجاد الإمبراطورية الرومانية سيطرتها على الجزائر والمغرب وتونس وليبيا وبناء قواعد عسكرية فيها ليتحول البحر الأبيض المتوسط بحراً داخلياً أوروبياً بحتاً وحصراً لها وهو حُلم أوروبي بدأ مُنذُ الاحتلال الروماني للمنطقة بأسرها على طول سواحل البحر الأبيض المتوسط من جنوبه إلى شرقه وصولاً إلى شماله حتى العاصمة روما!!!


عندها فقط يصبح لا فائدة من ضم روسيا للبحر الأسود.


وعندها فقط يصبح من الصعوبة بمكان لروسيا الوصول إلى أقصى إفريقيا عبر البحر الأحمر أو من خلال البر.


وعندها فقط لا يمكن للصين وروسيا الوصول إلى المحيط الأطلسي أين يقع البر البريطاني والبر الأوروبي الغربي وشرق أمريكا كل أمريكا: الشمالية والوسطى والجنوبية!!!


وعندها فقط يصبح لا فائدة من قناة السويس أو أن القناة تصبح خاضعة لأوروبا في مرور البضائع وتدفق السلع من الشرق نحو الغرب.


وعندها فقط يتم غلق الطريق على الصين بحراً وبراً وربما جواً في المستقبل المنظور واجهاض مشروع الطريق والحزام.


وعندها فقط يتم غلق الطريق على روسيا وخنقها وحبسها (دولة حبيسة) ضمن إطار جغرافي لا يتعدى حدود سوريا فقط كما يُخطط له هؤلاء.


ولا يبقى لروسيا من موانيء بحرية في الجهة الغربية على حدودها والجهة الغربية الجنوبية على حدودها إلا منفذين محدودي الاتساع والمساحة، على بحر البلطيق بمسافة ومساحة محدودة جداً وكيلنغراد والذين سيفقدان قيمتهما بانضمام فلندا والسويد للحلف الأطلسي العسكري.


ومنفذ البحر الأسود والذي ستكون نهايته أي تنتهي مياهه في البحر الأبيض المتوسط التي تُخطط أوروبا لجعله بحراً داخلياً أوروبياً.


بقلم: عابر سبيل












 


رد مع اقتباس