اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمير جزائري حر
...
تنويه هام !
الكثير من الأساليب التي أشير إليها هنا هي من مكتسباتي الشخصية..
عدا الأساليب القرآنية التي تعلمناها من أهل العلم..
لذلك تلاحظون أنني أسميها بأسماء من عندي..
وصادف أن بعضها لها وجود حقيقي - كما أفادتنا الأخت الفاضلة عزيف ..
ولم أقم بأي بحث في ذلك الإطار .. 
وقد أصيب وقد أخطئ ومعا نتعلم
...
والآن دعوني أضيف أسلوبا آخر من القرآن الكريم
// 08 // الأسلوب "الفرعوني"
وهو المعروف بأسلوب الهروب إلى الأمام - والله أعلم -
..
في هذا الأسلوب تطرح على محاورك قضية نقاشية ما ؟؟
لكنه لا ينخرط معك فيها ..
بل ينقلك لأرض معركة أخرى افترءً عليك وكأنك أنت من أردت ذلك ..
ويريد أن يُورّط المتابعين ويشركهم في اتخاذ قرار وحكم باستغبائهم واستعدائهم عليك.. وكأنك أردت بهم سوءا 
...
وإليكم المشهد القرآني وهو من سورة الأعراف..
موسى: وَقَالَ مُوسَى يَافِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ /104/ حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لَا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرَائِيلَ /105 / فرعون: قَالَ إِنْ كُنْتَ جِئْتَ بِآيَةٍ فَأْتِ بِهَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ /106 / موسى: فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ /107/ وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ /108 / هنا يتدخل الجمهور المتابع من حاشية فرعون.. وهم كما تصفهم الآية: بـ "الملأ" وكلمة ملأ لها مدلول جدّ هام في اللغة العربية.. تقول الحاشية: قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ..:d ويُضيف فرعون على افترائهم: يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ فَمَاذَ اتَأْمُرُونَ.. // 
ورغم أن السياق لا يبدو من أول وهلة أنه يُسند هذا الكلام لفرعون.. لكن في موضع آخر من القرآن هو مباشر وواضح جدا .. لمن أراد الرجوع إليه..
وهنا قال العلماء: لاحظوا خبث فرعون..؟ هل رأيتم موسى يذكر "الأرض" في حديثه السابق ..
هل توعدهم بإخراجهم من أرضهم .. كلا وألف كلا..
بل هو تكتيك فرعوني ..
لم يردّ على ما رأى وسمع من آيات ونقل الحوار إلى مستوى آخر افتراءً وهروبا إلى الأمام .. يحدثه موسى عن رسالته وعن الحق وما آتاه الله من بينات .. فيقفز فرعون "قفزة" ليُنهي الحوار بتهمة.. مختلقة من العدم.. وفي ذلك استعداء لحاشيته وقومه على موسى ..
ثُمّ لاحظوا " المسكنة الكاذبة الخادعة" لفرعون .. 
هو طاغوت وهو من قال لقومه: " لا أريكم إلا ما أرى " وهو من قال: "أنا ربكم الأعلى" ...
وفجأة هنا يقول لقومه: " فماذا تأمرون " ؟ يا سلام .. :d وكأنه صار -فجأة - ديمقراطيا ومُكبرا لقومه ويستمع لآرائهم.... وما ذاك إلا ليتنصل من المسؤولية .. فهو لم يقرر مصير موسى بل "المجلس الموقر" من الملأ ..:d هل رأيتم خبثا أكبر من هذا ..
وهو أسلوب يعمل به البشر إلى يومنا هذا.. من حكام الجور والمحاورون الذين لا يريدون الحق..
وطبعا تعرفون نهاية القصة ومآل ذلك الخبيث والملأ الذين اتخذوه إلها من دون الله..
إلى مزبلة التاريخ..
....
|
ربي يحفظك من كل شر ومكروة وانار بصيرتك وقلبك...
انسجمت كثيرا واستفت اكثر وتحركت افكاري...
تحياتي