منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الشرك وأنواعه
الموضوع: الشرك وأنواعه
عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-08-01, 05:22   رقم المشاركة : 33
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

من أنواع الكفر : كفر الشك .

السؤال:


هل يعذب من كان شاكا في الدنيا بسبب هذا الحديث أم أنه يموت على الكفر ؟

فحين يدخل هؤلاء قبورهم يعاينون بعض ما كانوا فيه يشكون حين يأتيهم الملكان فيسألان كلاً من هؤلاء: ( فيم كنت؟

فيقول: لا أدري ، فيقال له: ما هذا الرجل؟ فيقول: سمعت الناس يقولون قولاً فقلته ، فَيُفْرَج له قِبَلَ الجنة ، فينظر إلى زهرتها وما فيها ، فيقال له: انظر إلى ما صرف الله عنك

ثم يُفْرَج له فرجة قِبَل النار، فينظر إليها يحطم بعضها بعضًا ، فيقال له: هذا مقعدك. على الشك كنت ، وعليه مت ، وعليه تبعث إن شاء الله" . [رواه ابن ماجه] .


الجواب :


الحمد لله

من شك في الله ، أو في الملائكة ، أو في الرسل ، أو في البعث ، أو في الجنة ، أو في النار ، أو في شيء مما بلغه عن خبر الله وخبر رسوله صلى الله عليه وسلم : فهو كافر .

قال تعالى : ( وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا * وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا * قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا) الكهف/ 35 – 37 .

وروى مسلم (27) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: (أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ ، لَا يَلْقَى اللهَ بِهِمَا عَبْدٌ غَيْرَ شَاكٍّ فِيهِمَا، إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ) .

وروى البخاري (86) ، ومسلم (905)

عنه صلى الله عليه وسلم قال : ( أُوحِيَ إِلَيَّ: أَنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِي قُبُورِكُمْ ، يُقَالُ : مَا عِلْمُكَ بِهَذَا الرَّجُلِ ؟

فَأَمَّا المُؤْمِنُ أَوِ المُوقِنُ فَيَقُولُ: هُوَ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّه ِ، جَاءَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَالهُدَى ، فَأَجَبْنَا وَاتَّبَعْنَا، هُوَ مُحَمَّدٌ ثَلاَثًا، فَيُقَالُ: نَمْ صَالِحًا قَدْ عَلِمْنَا إِنْ كُنْتَ لَمُوقِنًا بِهِ ، وَأَمَّا المُنَافِقُ أَوِ المُرْتَابُ فَيَقُولُ: لاَ أَدْرِي، سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ شَيْئًا فَقُلْتُهُ ) .

وقال الشيخ عبد العزيز الراجحي حفظه الله :

" يكفر الإنسان بالشك ، إذا شك في الله أو في الملائكة أو في الكتب أو في الرسل أو في الجنة أو في النار، يقول : ما أدري هو فيه جنة أو ما فيه جنة ؟ هو فيه نار أو ما فيه نار ؟ يكفر بهذا الشك " انتهى .

وعلى ذلك يحمل ما رواه ابن ماجة (4268)

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ( إِنَّ الْمَيِّتَ يَصِيرُ إِلَى الْقَبْرِ، فَيُجْلَسُ الرَّجُلُ الصَّالِحُ فِي قَبْرِهِ، غَيْرَ فَزِعٍ، وَلَا مَشْعُوفٍ ... ) الحديث وفيه : ( وَيُجْلَسُ الرَّجُلُ السُّوءُ فِي قَبْرِهِ، فَزِعًا مَشْعُوفًا، فَيُقَالُ لَهُ: فِيمَ كُنْتَ؟ فَيَقُولُ: لَا أَدْرِي، فَيُقَالُ لَهُ: مَا هَذَا الرَّجُلُ؟

فَيَقُولُ: سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ قَوْلًا، فَقُلْتُهُ، فَيُفْرَجُ لَهُ قِبَلَ الْجَنَّةِ، فَيَنْظُرُ إِلَى زَهْرَتِهَا وَمَا فِيهَا، فَيُقَالُ لَهُ: انْظُرْ إِلَى مَا صَرَفَ اللَّهُ عَنْكَ ، ثُمَّ يُفْرَجُ لَهُ فُرْجَةٌ قِبَلَ النَّارِ، فَيَنْظُرُ إِلَيْهَا، يَحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضًا، فَيُقَالُ لَهُ : هَذَا مَقْعَدُكَ ، عَلَى الشَّكِّ كُنْتَ، وَعَلَيْهِ مُتَّ، وَعَلَيْهِ تُبْعَثُ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى ) وصححه الألباني في " صحيح ابن ماجة " .

قال السندي رحمه الله :

" الحديث يَدُلُّ عَلَى أَنَّ مَنْ كَانَ عَلَى الْيَقِينِ فِي الدُّنْيَا يَمُوتُ عَلَيْهِ عَادَةً ، وَكَذَا فِي جَانِبِ الشَّكِّ "

انتهى من " حاشية السندي على ابن ماجة " (2/ 568) .

فمن شك في أصل من أصول الإيمان ، ومات شاكا : فهو كافر مخلد في النار ، لا يقبل الله من عبده إلا اليقين .

والله تعالى أعلم .









رد مع اقتباس