منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - ۝♦۝ لإِدْرَاجُ نُصُـــوصْ مُسَابَقَـــةْ "النَـــصُ الـــذَهَبِـــي" ۝♦۝
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-07-25, 12:41   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
نزار علي
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية نزار علي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

إني نذرت اليوم صوما

لست أفهمك...قلبتك على كل الوجوه ولم أعرف لك وجها...
رأيتك كالربيع، تناثرت في مروجه الخضراء أزهار الياسمين جنبا لجنب مع أرواح أصحاب تلك البساتين . تارة أراك أملا وأحايين كثيرة أراك ألما وحسب، لكن بطبعي وبعودتي لطبيعتي يغلب الأمل فأحبك.
رأيتك ذات عيون خضراء مكحلة، لكن إثمدها الأسود جلبته من بقايا الجثث المتفحمة في مروج الربيع . رأيتك بيضاء جميلة ، في جيدك قلادة من لؤلؤ ... لكن باقترابي منك رأيت كل لؤلؤة كأنها جمجمة ضحية من ضحاياك وما أكثرهم...
بربك من تكونين؟ من أين أتيت وإلى أين ترحلين؟ هل وردة نقطفها أم أشواك تقطفنا؟...صراحة احترت فيك ولست أدري...أأنت ريح؟ نعم أنت ريح لكن هل أنت اللواقح التي تحمل الخصب لحقولنا وغبار الطلع لأزهارنا؟ أم تراك تتراكمين في الوهاد وتجمعين قواك كي تصيري إعصارا يأتي على الأخضر واليابس، ويترك الأرض الخضراء صفراء فاقع لونها تسوء الناظرين؟...كذلك لست أدري.
من أين جئت؟...من ذواتنا من حقول الخضوع فينا نبتت ونشأت وعلوت فوق الأبراج العاجية التي سكنها الإستبداد كي تقلعي أسسها بجذورك الممتدة...ربما أنا مصيب في إجابتي لكن منظرك يجعلني أشك فقد تكونين غريبا أطل علينا من الشباك ، من خلف الباب الذي كان يخفينا عن غيرنا، أظنك أتيت لتخطفي أرواح أهل البيت أو أرواح أكثرهم...أتيت كي تحملي جسد أحد أبناء البيت وتضعينه فوق الجثث عاليا عاليا كي يراه من يسكن خارج البيت.
لست أعلم هل أنت أستاذ أم جلاد ...أنا حائر وحقت لي الحيرة، لأنني أغار على نفسي منك، على أرضي منك، على أهلي منك ..وواجبة عليا الغيرة. ماذا أفعل ؟ ، ماذا أقول؟. سأصمت فاعذروني أيها الظاهرون أيها المختفون أيها الثائرون حتى أنتم يا من تصيدون وعلى ضفاف ماء عكر انتم جالسون...اعذروني جميعا فإني نذرت صوما فلن أحمل يراعا ولن أخاطب قرطاسا. دعوني فصومي لي وحدي ولن يجزى أحد بخير أو شر عن هذا الصوم.
عفوا ... طلع الفجر ووجب علي السكون ...اللهم إني عن الكلام صائم
نزار علي / بومرداس في 05 رمضان 1433هـ -24جويلية 2012م









آخر تعديل نزار علي 2012-07-25 في 12:45.