منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الدَّالَّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ
عرض مشاركة واحدة
قديم 2021-01-04, 05:08   رقم المشاركة : 160
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

ملخص الشرط الثاني من شروط لا إله إلا الله:

وهو اليقين المنافي للشك بأن يكون قائلها

مستيقنا بمدلول هذه الكلمة يقينا جازما

فإن الإيمان لا يغني فيه إلا علم اليقين لا علم الظن

فكيف إذا دخله الشك

قال الله عز وجل : " إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله

ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم

في سبيل الله أولئك هم الصادقون " ( الحجرات : 15 )

فاشترط في صدق إيمانهم بالله ورسوله كونهم لم يرتابوا

أي لم يشكوا ، فأما المرتاب فهو من المنافقين - والعياذ بالله - .

وفي الصحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ ، و أنِّي رسولُ اللهِ

لا يلْقَى اللهَ بِهِما عبدٌ غيرُ شاكٍّ فِيهِما إلَّا دخَلَ الجنةَ


أخرجه مسلم (27)

الشرط الثالث: الصدق المنافي للكذب المانع من النفاق.

فمن قال الشهادة بلسانه وأنكر مدلولها بقلبه

فإن هذه الشهادة لا تنجيه

بل يدخل في عداد المنافقين

الذين ذكر الله عنهم أنهم قالوا

{نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ} [المنافقون من الآية:1].

فرَدّ الله عليهم تلك الدعوى بقوله:

{وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ

إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ} [المنافقون من الآية:1].

وقال تعالى أيضًا في شأن هؤلاء:

{وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ

الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ} [البقرة:8].

وقال: {وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا

وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ} [البقرة:204].


قال محمد بن نصر المروزي في كتاب (تعظيم قدر الصلاة):

"والشاهد بلا إله إلا الله هو المُصدِّق الُمقِر بقلبه

يشهد بها لله بقلبه ولسانه

يبتدأ بشهادة قلبه والإقرار بها

ثم يُثني بالشهادة بلسانه والإقرار به بنيةٍ صادقة

يرجع بها إلى قلبٍ مُخلص

فذلك المؤمن المسلم ليس كما شهد به المنافقون إذ قالوا:

{نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ}

قال الله: {وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُون} [المنافقون من الآية:1]

فلم يكذّب قولهم ولكن كذبهم من قلوبهم فقال:

{وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ} كما قالوا، ثم قال:

{وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ}

فكذَّبهم لأنهم قالوا بألسنتهم ما ليس في قلوبهم

فالإسلام الحقيقي ما تقدَّم وصفه، وهو الإيمان

والإسلام الذي احتجز به المنافقون

من القتل والسبي هو الاستسلام، وبالله التوفيق" اهـ.

ومِن أصرح الحجج على اشتراط التصديق

بالجنان مع الإقرار باللسان

حديث أنس رضي الله عنه:

ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله

صدقًا من قلبه إلا حرمه على النار


(صحيح البخاري؛ الْعِلْمِ: [128]

صحيح مسلم؛ الإيمان: [32]).


عن أبو موسى الأشعري قَالَ:

قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

أبشِروا وبَشِّروا النَّاسَ؛ مَن قال:

لا إلهَ إلَّا اللهُ، صادقًا بها دَخَلَ الجنَّةَ


أخرجه أحمد (19689) واللفظ له

اذن مفهوم المخالفة:

أن من شهد أن لا إله إلا الله

لكنه كان غير صادقٍ بها لا يدخل الجنة

وهو من أهل النار.

فمن لوازم انتفاء هذا الشرط تحقيق النفاق الأكبر

الذي يجعل صاحبه في الدرك الأسفل من النار

كما قال تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ

وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا} [النساء:145].

وقال تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ

خَالِدِينَ فِيهَا ۚهِيَ حَسْبُهُمْ ۚ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ} [التوبة:68].


ملخص الشرط الثالث من شروط لا إله إلا الله:

القبول بما اقتضته هذه الكلمة بقلبه ولسانه

قال تعالى في شأن من قبلها :

" إلا عباد الله المخلصين ، أولئك لهم رزق معلوم

فواكه وهم مكرمون ، في جنات النعيم "

( الصافات : 40 - 43 ) إلى آخر الآيات ، وقال تعالى :

" من جاء بالحسنة فله خير منها

وهم من فزع يومئذ آمنون " ( النمل : 89 )

وفي الصحيح عن أبي موسى رضي الله عنه

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

إنَّ مَثَلَ ما آتاني اللهُ مِن الهدى والعِلْمِ كمثَلِ

غيثٍ أصاب أرضًا فكانت منها طائفةٌ طيِّبةٌ

قبِلت ذلك فأنبتَتِ الكلأَ والعُشبَ الكثيرَ

وأمسَكتِ الماءَ فنفَع اللهُ بها النَّاسَ فشرِبوا منها

وسَقوا وزرَعوا وأصاب منها طائفةً أخرى إنَّما

هي قيعانٌ لا تُمسِكُ ماءً ولا تُنبِتُ كلأً

فذلك مَثَلُ مَن فقُه في دينِ اللهِ ونفَعه

ما بعَثني اللهُ به فعلِم وعمِل

ومثَلُ مَن لم يرفَعْ بذلك رأسًا

ولم يقبَلْ هدى اللهِ الَّذي أُرسِلْتُ به


صحيح ابن حبان 4

اخوة الاسلام

و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

من اجل استكمال الموضوع