منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - حلقات "حسين" في محراب القرآن والضاد.
عرض مشاركة واحدة
قديم 2019-11-29, 09:20   رقم المشاركة : 47
معلومات العضو
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف الخيمة والمنتديات الأدبيّة
 
الصورة الرمزية علي قسورة الإبراهيمي
 

 

 
إحصائية العضو









افتراضي


أحبّتي وخلاني
قال من سبقنا: فإذا طُلب منك تعريف شيءٍ فاشرح، وإذا سُئلتِ عن علمٍ فاوضح.
وإنما الكلام أربعة: سؤالك الشيء، وسؤالك عن الشيء، وأمرك بالشيء، وخبرك عن الشيء.
وأن أهل العلم قالوا: أنّ لكل مقامٍ مقال، والبلاغة هي مطابقة الكلام لمقتضى الحال.
وهل هناك أبلغ وأفصح من كتاب الله؟!
"ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين"
فعلينا أن نسمو به، ونسبر غوره، ونغوص في أعماقه.
ففي اعماق توجد لآلئ وجواهر.
فالبدار! البدار.
ذهب أهل العلم بالقول.. أن القرآنَ الكريمَ جاءت فيه ألفاظٌ وكلماتٌ تحمل مدلولاً مترادفًا.
ولكن في سياق الكلام تعطي مدلولا مضادًا.
وعلينا أن نرنو لفظ " الغيث" في هذه الآيات:
1ــ" إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير"
2ــ" وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد"
3ــ " علموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور"

فـ " الغيث " هنا إنما هو ذلك الماء المنسكب من السماء رحمة للعباد، وهو سبب الخير والنماء والزرع وهو متاعٌ للناس والانعام والخلائق الأخرى.
أما إذا نظرنا الى لفظ " المطر " في ما تيسر من هذه الآيات المحكمات:
1ـ " وأمطرنا عليهم مطرا فانظر كيف كان عاقبة المجرمين"
2ــ " وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم"
3ــ " فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود"
4ــ " فجعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل"
5ــ " ولقد أتوا على القرية التي أمطرت مطر السوء أفلم يكونوا يرونها بل كانوا لا يرجون نشورا"
6ــ " فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم"

فـ " المطر " هنا إنما هو نقمة الله على الكافرين المعرضين عن عبادة الله.
ونستدل على ذلك، ونستنتج من السياق القرآني أنه فرّق بين " المطر " و"الغيث" فكان المطر عذابًا وشرًّا ونذرًا بالويل والثبور، بينما الغيث إنما هورحمةٌ وخيرٌ ونعيم.
ومن له ريبٌ أو شكٌّ في ذلك فعليه بالعودة إلى آيات القرآن فليقرأ ذلك بتمعن وتدبر.
وإنني بالانتظار .
يا آل المنتدى.
والحديث ما زال، وبإذن الله سوف يطول.










رد مع اقتباس