منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - روسيا تقاتل نيابة عن العالم.. فماهو المطلوب منّا؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 2022-04-13, 13:29   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الحاج بوكليبات
محظور
 
إحصائية العضو










B2 روسيا تقاتل نيابة عن العالم.. فماهو المطلوب منّا؟

روسيا تقاتل نيابة عن العالم.. فماهو المطلوب منّا؟


العملية العسكرية الروسية الخاصة التي انطلقت في أوكرانيا يمكن أن نقول أنّ أهدافها مايلي:
1/ حماية شعب الدونباس في جمهوريتي "لوغانسك" و"دونيستيك" المعلنتان من طرف واحد وهو (الشّعب) من أصول روسية، منذ 2014 وهو يتعرض للتطهير العرقي من طرف القوميين الأوكرانيين المتطرفين النّازيين.


2/ هو وقف زحف حلف "الناتو" الغربي الذي كان من المفروض أن يُحلّ بعد نهاية الحرب الباردة بعدما تمّ حلّ حلف "وارسو" لكن هذا الحلف بعكس من ذلك تماماً فإنّه اليوم يتمتع بنسبة 2 بالمئة من مداخيل الدول الأوروبية الغربية والولايات المتحدة الأمريكية وهو بذلك يشكل "بزنس" كبير جداً ومغارة علي بابا الأسطورية للفساد وبيع السلاح وتجارة الحروب في المناطق محل الصّراع والنّزاع والتنافس بين الدّول العُظمى.


هذا الحلف الّذي ظلّ عالة على دول أوروبا وأمريكا طوال أكثر من 30 سنة اللهم إلّا ما تعلق بحروب محسومة للغرب في بعض البلدان من العالم الثالث والّتي انتهت له بشكل محسوم في: يوغسلافيا وأفغانستان والعراق وسوريا وليبيا ومالي.


عندما تحدث السيد "دونالد ترامب" عن إمكانية التّخلي عن هذا الحلف وعندما تحدث السيد "إيمانويل ماكرون" عمّا أسماه موت سريري للحلف دبّ الرعب والخوف وارتجفت فرائس القادة والمسؤولين العسكريين والمدنيين الفاسدين في داخل هذا الحلف دون أن يكون لوجوده مُبرر يذكر ومن أمثال هؤلاء الأمين العام الحالي للحلف "ينس ستولتنبرغ".


إنّ توسيع الحلف نحو الشرق على حدود روسيا بضم الجمهوريات السوفياتية من أوروبا الشّرقية المتاخمة لروسيا هو خيار ومُخطط أولئك الفاسدين في داخل الحلف من المُستفيدين من وجوده والّذين كونوا ثروات ضخمة وهائلة من الناتج المحلي (2 بالمئة) التي تُسخرها الدول الغربية كلّ سنة لهذه المنظمة العسكرية الهُجومية (الهجوم على يوغسلافيا/ الهجوم على العراق/ الهجوم على أفغانستان/ الهجوم على ليبيا)، بالإضافة إلى صفقات السّلاح التي يقوم بتوريدها هذا الحلف إلى مناطق النّزاع المسلح في العالم، وقبضه العملات والرشاوى الضّخمة الّتي يتلقاها قادته من الشّركات الغربية المُصنعة للسلاح والمخابر المفجرة للأزمات والصراعات في شتّى أنحاء العالم، والأموال الضخمة التي يتحصل عليها قادة الحلف في كلّ حربٍ يُشاركون فيها وهي بالمليارات الدولارات واليوروهات كما حصل في موضوع ليبيا مثلاً (هجوم حلف الناتو على ليبيا سنة 2011).


عمليات النّهب والفساد والصفقات المشبوهة والبزنس الملطخ بدماء الأبرياء والعمولات وبيع السلاح وإشعال بؤر توتر وحروب في العالم تكون السّبب الرئيسي الخفي وراء بقاء الحلف حتى هذه اللحظة.


إنّ الحرب في أوكرانيا بعث الأمل في نفس الأمين العام للحلف الحالي وأزلامه المُسيطرين على هذه المُنظمة الحربية لاستمراره وبقائه على رأسه لسنوات قادمة ومن ثمة بقاء عملية الفساد والحروب وعدم الاستقرار العالمي بدون شك.


فقد ضمن "ينس ستولتنبرغ" منصبه وإذا خرج على التقاعد في المستقبل فإنّه بذلك ضمن أيضاً راتباً مغرياً يكفيه حتى وفاته ويمكن اسقاط هذا الكلام على جميع الموظفين في إدارة الحلف مدنيين كانوا أو عسكريين.


وسواء أَعمِل الحلف من طرف قادته لجر روسيا إلى حرب أوكرانيا من خلال التشجيع المستمر لتوسع الحلف نحو الشرق ليلامس حدود روسيا من أجل استفزازها واتخاذها قرار الدفاع عن نفسها أو لا، فإنّ المؤكد هو أنّ المُستفيد الأول والأخير هم: "العواطلية/ العاطلين" عن العمل ممن كان في الحلف والّذين كانوا على وشك تسريحهم من الخدمة وغلق هذه البالوعة الكبيرة الّتي تستنزف مليارات الدولارات واليوروهات سنوياً دون أن يكون لها فائدة تذكر والعالم قد جنح إلى السّلم والسّلام والتنمية والبناء الاقتصادي بعد نهاية الحرب الباردة، وهُم بعد الأحداث في أوكرانيا سيضمنون مناصبهم وبقاء الحلف (أي البالوعة الّتي تشفط الأموال الضخمة الّتي شعوب أوروبا والدّول الغربية بحاجة إليها بعد نفاد الموارد لتضمن لها من خلالها صحة جيدة ومناصب عمل مستقرّة ووظائف وسكن وتعليم وقبل ذلك أكل ورواتب جيدة وحياة رفاهية ألفوها ..) للقيام بأعمال كان قد أُسس لها مُنذ اللحظة الأولى لنشأته ولكنها في هذه المرَّة في غياب المُنافس (من أُسس لأجله وبسببه) وفي بلدان العالم الثالث ليصبح أداة احتلال وقمع الشّعوب لضمان تدفق الطاقة والموارد الطبيعية المنهُوبة من تلك البلدان الفقيرة المصادرة القرار إلى مصانع وبنوك الرأسمالية المُتوحشة في العالم الغربي المُهيمن على هذا العالم المعاصر ومقدراته منذ نهاية الحرب الباردة وإلى اليوم.


3/ وهو انهاء القطبية الأحادية وبناء بدلاً عنها تعددية قطبية.


ولكن من الأهمية بمكان سواءٌ كانت الحرب في أوكرانيا هي هدف محلي لروسيا أو أنّها سعي روسيا لحماية نفسها من اقتراب البُنى التحتية لحلف النّاتو على حُدودها أو أنّها حرب لإنهاء الأحادية القطبية، فإنّها تبقى في كلّ الأحوال فُرصة للعالم وشعوب العالم للسعي لتأسيس نظام دولي جديد أكثر عدلاً وإنصافاً بدلاً من النّظام الدّولي الّذي تمخض عن سُقوط الإتحاد السوفياتي والّذي تفرد الغرب وأمريكا به وبالعالم، ورأينا ما رأينا من مآسي يندى لها جبين البشرية سياسية وعسكرية واقتصادية ودينية وثقافية مسّت بالسلب أغلبية الدّول والتي أُهينت في كرامتها ومقدساتها وسيادتها واستقلالها والتّوق إلى الحرية والاستقلال كما هو الحال مع فلسطين وشعب فلسطين ومع الصحراء الغربية وشعب الصحراء الغربية ومع دول إفريقيا (مالي) وآسيا (كوريا الشّمالية) وأمريكا الجنوبية (فنزويلا/كوبا).


إنّ نجاح انتقال العالم من نظام القطبية الأحادية إلى عالم مُتعدد الأقطاب ليس مرهوناً بروسيا فقط، روسيا (أحداث أوكرانيا) كانت ولا زالت فرصة ذهبية نزلت إلينا من السّماء وبالتالي يُمكن استثمارها بشكل إيجابي لتحسين أوضاع العالم والانتقال به من وضع فظيع في ظلّ سيطرة الغرب والولايات المتحدة الأمريكية أو الرجوع به إلى الوراء وإلى الأسوأ مما كان عليه، وما تقترحه إدارة الديمقراطيين بقيادة ّجو بايدن" على شعوب العالم كارثة بكلّ المقاييس إنْ دينياً (ابعاد الدين عن الحياة) أو اقتصادياً (الليبيرالية الجديدة) أو بيئياً (التغير المُناخي) أو صحياً (تقليل سكان الأرض/ كوفيد 19) أو عسكرياً (عسكرة الفضاء) أو ثقافياً (أمركة وتغريب العالم)..إلخ.


لذلك كلّه تبقى رغبة الدّول والشّعوب المُتضررة من قريب أو بعيد من الولايات المتحدة الأمريكية والغرب بعمومه من خصوم أمريكا أو حتى من أتباع أمريكا أو حتى من حلفاء أمريكا والّذين ضاقوا ذرعا بها نتيجة سياسة الهيمنة والإملاءات والتعالي والغطرسة ما إذا كانت تُريد فعلاً نظاماً دولياً جديداً على أساس التعدُدية القُطبية أو أنّها تُريد الحفاظ على النّظام الدولي الحالي المبني على الأحادية القطبية مع ضرورة تحملها التبعات التي قد تنجرّ على قيامها بهذا الخيار.


في حالة رغبة هذه الشّعوب والدّول المُتضررة من الأحادية القطبية وسياسة الهيمنة الأمريكية في التغيير فإنّ هذه الدّول والشّعوب مُطالبةٌ بالتعبير عن ذلك صراحةً في ظلّ وُجود وسائل لبعث تلك الرسائل والتعبير على تلك الرغبة على وسائل الإعلام والتواصل وما أكثرها وأسهلها، وأنْ تُعبر عن تضامنها صراحةً مع روسيا التي هي اليوم بعسكرييها واقتصادها وتاريخها وحضارتها في الخطوط الأمامية لوحدها على جبهات القتال لقتال ومقارعة الأحادية القطبية الأمريكية الغربية، تُصارع لوحدها على مُستقبل أفضل لنا ولأبنائنا وأحفادنا أساسه التنوع والقدرة على الاختيار بين نماذج سياسية واقتصادية عديدة، وقبل ذلك أساسه العدل والمساواة بين الدّول والشّعوب والمحافظة على الخُصوصية وعلى سيادة القرار واستقلال البلدان والدول وعدم التدخل في شؤونها.



بقلم: الحاج بوكليبات (ناشط سياسي عربي من منطقة المغرب العربي الكبير)








 


رد مع اقتباس