منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - موضوع مميز انحراف الأجداد --و تميع الأحفاد.
الموضوع: موضوع مميز انحراف الأجداد --و تميع الأحفاد.
عرض مشاركة واحدة
قديم 2020-06-13, 01:48   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
يوسف زكي
مشرف سابق
 
إحصائية العضو










افتراضي انحراف الأجداد --و تميع الأحفاد.

انحراف الأجداد و تميع الأحفاد.

بقلم : يوسف زكرياء ...

شتان بين الانحرافين.

أبو عثمان الخياط و زمن الانحراف الجميل إن صح التعبير ....
أبو عثمان الخياط من أشهر لصوص بغداد في العصر العباسي و قد ترك مقولة شهيرة قال فيها (( ما سرقت جارا و إن كان عدوا لي و لا سرقت كريما و لا امرأة و لا بيتا ليس فيه رجل و لا قابلت غادرا بغدره .

ومن أشهر تلامذته في اللصوصية ابن حمدي العيّار و قد كان هذا الأخير لا يسرق أصحاب البضائع الصغيرة التي تكون قيمتها دون الألف درهم .

و لسنوات خلت كان الشاب منا إذا سلك طريق الانحراف توجه للسرقة أو تعاطي الدخان و المخدرات و غيرها من البوائق ، عافانا الله و شبابنا. و يبقى محتفظا برجولته و شهامته.

فما بال الانحراف اليوم انحرف و انجرف

إنه -------- التخنث ------- يا أحبتي

فالشاب اليوم إذا أراد الانحراف .--- تخنث ---- .

انحراف لم نعهده من ذي قبل و لا دُوّن بين دفتي الكتب..

و العجيب الغريب صار التخنث موضة و بالجملة و الشاب الملتزم هو من يصنع الاستثناء .ويٌُشار إليه بالبنان، و الله المستعان .

ما يحز في نفسي و من منظور لغوي أولا و أنا المتيم بالضاد و فنونها ، كيف ينسب هؤلاء المخنثون إلى جمع المذكر السالم .
لـماذا لا يُقِرّ مجمع اللغة العربية بالقاهرة - وهو أعلى هيئة وصية – على اللغة العربية ، إضافة نوع رابع من الجموع (( جمع المخنث السالم)).
و لا إشكال في إعرابه.

فهو جمعَ شتاتٍ أَفْرَغَ من قَصَبٍ ، ضعيف السبب ، سيء المنقلب ، مالت عنده قواعد الملة و صار إلى جمع القلة ، و اجتمعت لديه جميع حروف العلة ، و صار و بالا على الأمة ، ذهبت علامة رفعه ، وحذفت حروف تعريفه ، و فقدت سلامة جمعه . و صار جمعا مظطربا متأنثا .
و لعلي قد أخذني الرفق في تسميتهم ، فقد أحسن أحد الأدباء في وصفهم : بالمجدّدينات .بألف و تاء التأنيث .


عجبت أيّما عجب من هذه الظاهرة الغريبة العجيبة التي ضربت أطنابها وسط فئة من شباب اليوم ، ضربت مقومات الأمة الإسلامية في صميمها ، ظاهرة تمثل حافة الانهيار المجتمعي و قد تفشت و تعاظمت لأنها أفضت الى انحطاط رهيب في القيم والمبادئ التي جاء بها ديننا الحنيف . سلوكيات دنيئة أفرزتها العولمة المقيتة ، وركوب الموجة الغربية اللعينة ، شباب يتجاذبه الإعلام الفضائي الوارد لينقل له عادات وتقاليد غربية غريبة على مجتمعاتنا المحافظة ، أردت به إلى مهالك الردى ، فصار على شفا حفرة الهاوية ، يعتنقها الشباب بتقليد أعمى دون تمحص أو تفحص ، فانفلتت الأمور من عقالها و أضحت هذه الظاهرة سمة طاغية باغية في مجتمعاتنا، لها معتنقين و مناصرين ومدافعين .
حينما أترجل في شوارع بلدي ، أتذكر أستاذ الجغرافيا كيف كان يتفاعل و تنتفخ أوداجه و علامات السرور تعتلي محياه فترتفع نبرة صوته : 75 بالمئة من سكان بلدنا شباب .و الشباب أمثالكم يا أبنائي عماد الأمة و طاقة فعالة وعنصر منتج ....
حينها تختلجنا سَورَة من مشاعر العزة و الافتخار .

أستاذي الحبيب ماذا لو رأيت شباب اليوم أوَ تبقى مصرا على أن الشباب عماد الأمة و رفعتها .

ماذا لو رأيت برنامجا لشاب في هيئة امرأة يتفنن في التغنج ، و قنوات الصرف الصحي و العهر الإعلامي أصبحت منبرا لهؤلاء الذين كنت تعقد عليهم أمالا كبيرة.

شباب اليوم أستاذي كسر كل قواعد الحياء و خرج عن المألوف و ضرب بالقيم عرض الحائط ، شباب اليوم أستاذي : مُيُوعَة و مشية تضاهي تغنج العذراء في خدرها ، و ملابس ضيقة مثيرة تظهر المفاتن ، فإذا ولجت محل لمواد التجميل ألفت الشباب أكثر من الفتيات ، فالوجه تعتليه طبقات و طبقات من مساحيق التجميل و بكل ألوان الطيف ، كريمات و مرطبات و إنزيمات قد صففت و تدرجت ألوانها ، نمص للحاجبين و كيراتين يصقل شعر الرأس صقلا ، و قد زينت الأذن بأقراط من شتى الأشكال و الألوان ، ومعصم في اليد ، قلادة تحيط بالعنق و تتسربل يأسا على صدر مفتوح ، إطالة الشعر و تسريحة أمضى ساعات في دعكها و فركها ، تَشَبُّه بالنساء في الابتسامة و الضحك و طريقة المشي و حتى طريقة الكلام ومستوى الصوت ونبرته فإذا تكلم أو ضحك ترى التغنج و النعومة المفرطة في كلامه قد لا تجدها في الجنس اللطيف ، صار الاهتمام مفرطا بالشكل و الجسد تضاهي وأحيانا تتجاوز اهتمام الفتاة بمظهرها ، حتى يتراءى لك أنه فتاة أو جنس ثالث ما عهدنا أن نراه من ذي قبل لتغض بصرك عنه حياء و مخافة أن تقع في محظور النظر .

و يا أسفاه ... عوض أن تستغل هده الطاقة المفعمة بالحيوية و النشاط في التنافس على أعمال الخير و الدراسة صارت و بالا و عدوى تضرب أطنابها و تشرذم صفوف شبابنا و يتباهون بها .

فشتان بين انحراف الأجداد و تَمَيُّع الأحفاد .

و لا نملك إلا أن ندعو لشبابنا ، فاللهم يا حي يا قيوم ياذا الجلال و الإكرام اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى و صفاتك العلا ، أن تردّ شبا بنا إلى طريق الحق ردا جميلا ، اللهم زيِّن شبابنا ديناً وأخلاقاً .. وزد بناتنا حِشمةً وحياءاً .. اللهم وفقهم لكل خير وافتح لهم أبواب التيسير ، اللهم اكفهم شر الأشرار ، واصرف عنهم كيد الفجار ، واقهم عذاب النار ، وأدخلهم الجنة مع الأبرار ، برحمتك وفضلك يا عزيز يا غفار ... اللهم وفق أبناءنا وبناتنا في دراستهم ، واجعل التوفيق والنجاح حليفهم ورفيقهم ... وأسعدهم في حياتهم يارب العالمين ...

أقول قولي هذا و أستغفر الله لي و لكم
طابت ليلتكم .....









 


آخر تعديل غصن البآن 2020-06-14 في 23:03.
رد مع اقتباس