منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - حقيقة الأعور الدجال وحماره، قواعد مهمة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2020-05-27, 07:26   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
alharbe12
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

.


تابع :


في حديث مصالحة الروم ثم قتالهم قال بعض المحرفين : أن المقصود بالخيل هو الدبابة ! وفي حديث إخبار الفخذ الرجل بما أحدث أهله بعده ، قالوا أن المقصود هو الجوال كما سبق ! وفي الحديث الذي ذكر حمار الدجال ، قال بعض من صحح الحديث أن المقصود هو الطائرة .

ولعلي هنا أخص الأمر الأخير بالذكر ، لأطبق عليه تلك القواعد لبيان خطورة مثل هذا التحريف ، وهذه القواعد يمكن تطبيقها على بقية الأمور الأخرى ، وعلى أي تحريف تجده .

فكلامي هذا وإن كان عن حمار الدجال ( على افتراض صحة الحديث ، وهو لا يصح ) إلا أنه قاعدة عامة لكل خبر غيبي يحاول البعض تأويله خلاف ظاهره فأقول :


إما أن النبي عليه الصلاة والسلام يعلم حقيقة معنى حمار الدجال ، وإما لا !

فإن كان لا يعلمها ، فهذا قدح في النبوة إذ تكلم في أمر غيبي وهو لا يعلم حقيقة الأمر، فهذا الاحتمال باطل لقدحه في النبوة ، ويترتب عليه تجهيل النبي عليه الصلاة و السلام .

وإن كان يعلمها فهو : إما أنه يعجز عن وصف دقيق لهذه الحقيقة ، وإما أنه قادر على الوصف !

فإن كان يعجز عن الوصف، فهذا قدح في بلاغته وفصاحته عليه الصلاة والسلام، فهذا الاحتمال ظاهر البطلان ولا يقول به أحد .

وإن كان قادراً على الوصف، فهو إما أنه أظهر هذه الحقيقة ، وإما أنه أخفاها وألغزها !

فإن كان أظهرها فالحمد لله ، فقد بين حمار الدجال وذكر صفته . ( على افتراض صحة الحديث )

أما
إن كان ألغزها وأخفاها ، فهذا ضد النصح والتبليغ المأمور هو به ، وخصوصًا أنه كان في مقام التحذير لأمته والنصح لها ، فلماذا لم يصف لهم مركبة الدجال؟ ولماذا استعمل لفظ ( حمار ) بدلًا من أن يصف هذه المركبة وصفًا دقيقًا ؟!

كما قلنا سابقًا إن غاية ما يستند عليه ويلجأ إليه أصحاب هذه التحريفات هو الطعن في عقول الصحابة وقوة إيمانهم ، ناسين وغافلين أن هذا فيه طعن في فصاحة النبي عليه الصلاة و السلام ، وصدقه فيما يخبر به، كما سيأتي بيانه بمشيئة الله .

نحن نؤمن بأن النبي عليه الصلاة و السلام إذا أخبر بأمر فإنه يقع كما أخبر، لا نشك ولا نتردد في تصديق وقوع هذا الخبر على حقيقته .

والحديث الذي ذُكر فيه ( حمار الدجال ) غير صحيح ولكن لو صح فعلينا الإيمان بوقوع الخبر على حقيقته، ولا نحرفه ونقول أن المقصود به ( الطائرة ) إذ يترتب على هذا أمر خطير جداً سأذكره في لقاء قادم بمشيئة الله .


نحن لا نقول أن ( الدجال ) إذا خرج لن يستعمل الطائرة ، بل نقول : أن ( الدجال ) إذا خرج فإنه سيستعمل الوسائل المتوفرة التي ستكون في العصر الذي سيخرج فيه ، سواءً كانت طائرة أم غيرها ، وقد يعطيه الله وسيلة لا تكون مع غيره .

ونقول أيضًا : من صحح الحديث الذي فيه ( حمار الدجال ) فعليه أن يؤمن بأن ( الدجال ) سيخرج بمثل هذا الحمار وهذه المواصفات .

أما أن يصحح الحديث وهو يعلم صدق النبي عليه الصلاة و السلام ، ويؤمن بقدرة الله ، ثم يتشكك في الخبر فهذا يدل على ضعف الإيمان والتصديق .

فلو قلنا له : هل تؤمن بقدرة الله على خلق مثل هذا الحمار ؟ سيقول : نعم أُومن بهذا .

فنقول له : إذًا ما لذي يمنعك من الإيمان بوقوع هذا الخبر ( الذي صححته ) على حقيقته ؟ ولن نجد منه جوابًا .

أما إن قال : لا ، لا أًومن بقدرة الله على خلق مثل هذا ، فهذا لا كلام لنا معه لجحده وعناده .


يقول ابن كثير رحمه الله عن سليمان عليه السلام : ( وذلك أنه كان له بساط من خشب، يوضع عليه كل ما يحتاج إليه من أمور المملكة، والخيل والجمال والخيام والجند، ثم يأمر الريح أن تحمله فتدخل تحته، ثم تحمله فترفعه وتسير به، وتظله الطير من الحر، إلى حيث يشاء من الأرض، فينزل وتوضع آلاته وخشبه )


وفي قصص الأنبياء يقول : ( كان له بساط مركب من أخشاب بحيث يسع جميع ما يحتاج إليه من الدور المبنية والقصور والخيام والأمتعة ............ إلخ ) وصفًا مطابق للطائرة !

وقد ذكر الطبري رحمه الله نحوه ، وأورد خبرًا عن ابن عباس رضي الله عنهما مقارب له .

فهذا وصف مقارب للطائرة في هذا العصر ، ومع هذا فالعقول استوعبته، وتخيلته وفكرت فيه ، قبل ظهور الثورة الصناعية هذه . التي يزعم البعض أن عقول الصحابة رضي الله عنهم لا تستوعبها !


لنا لقاء بمشيئة الله .



<




.