منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - حقيقة الأعور الدجال وحماره، قواعد مهمة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2020-05-27, 02:00   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
alharbe12
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

.

تابع :

ــــــ


أغلب من ينقل مثل هذه التحريفات بل ربما المحرف نفسه ، لا يقصد الطعن في النبي عليه الصلاة والسلام ولا الطعن في الصحابة رضي الله عنهم ولكن لأن عقله لم يتقبل الخبر أو لم يتحمل تصديق وقوع الخبر على حقيقته لجأ إلى التأويل ليقنع نفسه بصدق وقوع الخبر ، ولكن علينا نحن أن نبين له أن هذا يؤدي إلى الطعن ، حتى يترك نشر مثل هذه المواضيع .

تحت غطاء إظهار الإعجاز العلمي في آيات القرآن المبين ، وفي أحاديث النبي الأمين ، وإظهار صدق النبي عليه الصلاة والسلام ، وأنه أخبر بأمور لم تكن في عصره ، انتشرت مثل هذه التحريفات وتقبلها البعض من باب صدق نبوة النبي عليه الصلاة والسلام وتعظيمه والإيمان به ! .

قبل سنوات قرأت تحريفًا لحديث نبوي ، ولم أكن أعلم أن هذا التحريف سينتشر ويتقبله الناس على أنه أمر معقول ! والحديث هو :

( عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى تكلم السباع الإنس وحتى تكلم الرجل عذبة سوطه وشراك نعله ويخبره فخذه بما أحدث أهله بعده " . رواه الترمذي )

يقول المحرف كنت أفكر وأتعجب كيف تخبر فخذ الرجل الرجل بما أحدث أهله بعده !! ، ولكن عندما جاءت تقنية الجوال ورأيت الناس يضعون الجوال في جيوبهم ، قرب أفخاذهم ، ويُخبرون بما يحدث لأهلهم . زال عجبي فقد تحققت هذه العلامة !

ويضيف بعضهم البيجر !


سبحان الله ! أنا أتساءل الذي أخبر الرجل الآن بما حدث هل هو الفخذ ؟ أم أنه إنسان آخر ؟ وربما يكون من أهله !

طبعاً الإجابة التي لا توجد غيرها، أنه شخص آخر هو الذي أخبر هذا الرجل ، وليس الفخذ، ولو قال لك شخص أن الفخذ هي التي أخبرتك لربما ستتهمه بالجنون، مع يقينك بأنه يكذب !

فهل كان النبي عليه الصلاة والسلام وهو أفصح العرب عييًا لهذه الدرجة ، بحيث يعجز أن يصف مهمة الجوال ؟! فيقول أن الفخذ تخبر الرجل ، وهو يقصد أن الذي يخبره إنسان آخر ، فهل النبي عليه الصلاة والسلام عجز أن يفصح عن مقصده ، وعجز أن يبين عما في نفسه إلا بهذا الأسلوب المضلل الذي يحمل الكذب ؟ !

إن لم يكن هذا طعن في فصاحة النبي عليه الصلاة والسلام ، فلا أدري ماذا أسميه .

طبعاً المحرف لا يقصد الطعن أبدًا ، ولكنه عجز أن يتصور حدوث هذا الأمر فأخذ يتعسف لتحريفه ، قاصدًا بهذا إظهار معجزة للنبي عليه الصلاة والسلام قد تحققت .


ثم أن الصحابة رضي الله عنهم فهموا من النبي عليه الصلاة و السلام أن الفخذ هي التي تخبر الرجل ثم جاء التابعين وتابعيهم ، وتوالت القرون وبها خلق كثير من العلماء كلهم يفهمون هذا الحديث على حقيقته ، حتى جاء صاحب هذا التأويل فقال : إن جميع هذه القرون لم تفهم مقصد النبي عليه الصلاة و السلام !! .ولنا هنا اعتراضات ، فهنا لبس :

إما أن يكون عدم الفهم هو بسبب عدم فصاحة النبي عليه الصلاة و السلام ، وهذا باطل ففيه الطعن في فصاحته عليه السلام .

وإما أن يكون النبي عليه الصلاة والسلام تكلم في أمر غيبي لا يفهم هو معناه ، وهذا باطل لأنه طعن في نبوته عليه الصلاة و السلام .

وإما أن يكون النبي عليه الصلاة و السلام يعلم حقيقة المعنى ، ولكنه أوهمهم بخلاف الحقيقة ، وهذا كذب لا يقع منه عليه الصلاة والسلام .

وسيأتي بمشيئة الله مزيد بيان لهذه النقطة الثالثة وبيان خطورتها .


والعجب أن من يسير على هذا النهج عندما تسأله لماذا لم يبين النبي عليه الصلاة والسلام الأمر ببيان أوضح من هذا ، يلجأ إلى أمر خطير جدًا وهو الطعن في الصحابة رضي الله عنهم و في قوة إيمانهم !

فيقول مثلًا : أن الصحابة رضي الله عنهم ربما لا تتحمل عقولهم تصديق مثل هذا الأمر ، أن يُخبر رجل في المدينة بما أحدث أهله في مكة في نفس اليوم . فربما يؤدي هذا الأمر إلى شكهم في صدق النبي عليه الصلاة والسلام ويتركون الدين .

سبحان الله ! الصحابة رضي الله عنهم آمنوا وصدقوا في أمور أعظم من هذا . الإسراء و المعراج في ليلة واحدة .، القبر الضيق يُقعد فيه الإنسان ويأتيه ملكان يسألانه ، وغير هذا من الأمور العظيمة .

ثم يأتي رجل ويقول : لو أن النبي عليه السلام أخبرهم أنه سيأتي زمن يُخبر فيه الرجل في المدينة بما أحدث أهله في مكة في نفس اليوم ، فإن إيمانهم ربما يتزعزع !!

أيهما الآن يُحدث تشكك وزعزعة ( على فرض وقوعها تنزلًا مع صاحب التحريف ) أن يقول لهم : أن الفخذ تخبر الرجل ، أم يقول لهم : أن الرجل في المدينة يُخبر بما أحدث أهله في مكة في نفس اليوم ؟؟

الأمر الأول أقرب إلى حصول التشكك، أما الثاني ففيه عموم فهو بعيد عن وقوع الشكك .

وحجتي في هذا صاحب التحريف نفسه ، فهو لو لم يتشكك في وقوع الخبر على حقيقته لما لجأ إلى تحريفه .

ولكن الصحابة رضي الله عنهم لم يقع منهم أي شك ، بل نقلوا الحديث وهم مقرون بأنه سيقع كما أخبر به النبي عليه الصلاة و السلام .




لماذا لم ينصرف ذهن هذا المحرف إلى أنه ربما يتطور الطب فيكتشف أن في الفخذ خصيصة تتعلق بالبيت ، أو بالأهل على وجه الخصوص، تسترجع ما حدث لأهله خلال غيابه .

لماذا لم يقل هذا المحرف أن هذا ربما يكون في زمن عيسى عليه السلام ، وتتحقق على يديه معجزات ، وكرامات للمؤمنين !



لأن عقله لم يتحمل وقوع هذا الخبر على حقيقته أخذ يطعن في عقول الصحابة وإيمانهم ! وهذا يدل على ضعف إيمانه وضعف عقله ، فكيف يأتي لخبر النبي الصادق ، ثم يتوقف في تصديق وقوعه ؟!

أخبرنا النبي عليه الصلاة و السلام بأمر نقول : آمنا وصدقنا ، لا نشك و لا نتوقف ولا نتردد في التصديق .






لنا لقاء بمشيئة الله .




<



.