اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السيد زغلول
حاكم المسلمين إمّا أن يكون مسلما وإمّا أن يكون كافرا
والحكم على حاكم المسلمين لا يكون إلاّ على هذا الأساس
ولا يوجد بين الحاكم المسلم وبين الحاكم الكافر عند الحكم عليهما صنف ثالث من الحكام
وأهل السنّة والجماعة لا يكفّرون مرتكب المعاصي وإن كانت من الكبائر ما لم يستحلّها
فإذا كان الحاكم مسلما فلا يجوز الخروج عليه بأي حال من الأحوال وإن كان فاسقا وظالما و فاسدا حتّى لو ملكنا القدرة على إزالته ..
وإن كان كافرا فيجب الخروج عليه واستبداله بمسلم إذا توفّرت القدرة على ذلك
أمّا أن يقول قائل عن حاكم ما أنّه للكفر أقرب فهذا كلام لم يقل به أحد من أهل العلم
وإلاّ .. فكيف يكون الحكم على هذا الصنف من الحكام ؟
يجب على صاحب هذا الكلام أن لا يتكلّم في هذه المسائل الخطيرة من كيسه وبدون دليل
|
نعم هو اما مسلم و اما كافر و الاصل فيه الاسلام حتى يثبت كفره .......هذا امر متفق عليه ...و لكن هب انه خرج عن الاسلام و اصبح كافرا هل يجوز الخروج عليه هل يجوز تحريض الناس للخروج عليه ...اعطنا اقوال العلماء في هذا الباب و ما سمعنا احدا منهم يحرض على القذافي و لا على الاسد و لا على الخميني الى يوم الناس هذا .....
و السبب هو عدم المقدرة هذا هو الاصل ......
و اما من استطاع او قدر على على تغيير الحاكم بدون فتن او اراقة للدماء فهذا لا يقال عنه انه خروج بل هو عزل و خلع .....هذا عزل لهذا الحاكم .....
تخيل مثلا ان الجنرالات في الجزائر يتفقون في ما بينهم على تنظيم انقلاب للاطاحة ببوتفليقة هل يقال لهم انتم خوارج يجب قتالكم .......لا يقال لانهم اصلا هم الذين بايعوه و اتو به .....فكما كان لهم القدرة و الاختيار في تعيينه لهم لهم ايضا القدرة و الاختيار في عزله او استبداله ......و ما ذلك الا لان لهم القوة و الكلمة .......
فهؤولاء لا يقال عنهم خوارج و لا تنطبق عليهم صفة الخوارج هذا لو كانوا اهل ظلم و فساد و افساد فكيف لو كان غرضهم تطهير البلاد من الفساد الذي تعيش فيه و اعادة الحق لكل ذي حق .....
ثم هب ان المهدي الذي بشر به النبي صلى الله عليه و سلم خرج على الناس و امر بقتال هؤولاء الحكام الذين يحكمون بغير ما انزل الله كما جاء و قد جاء في بعض الاحاديث ان اهل الشام يبعثون له جيشا .....فهل يقال عن الذين يقاتلون مع المهدي انهم خوارج على ائمة المسلمين .......
و اما قولك لا يكفّرون مرتكب المعاصي وإن كانت من الكبائر ما لم يستحلّها فهذا مقيد بان تكون هذه الاعمال خالية من الشرك و الكفر اما اذا فعل الكفر فهو كافر سواء استحل ام لم يستحل ........ و من الاعمال التي جعلها بعض العلماء كفرا تبديل القوانين الشرعية بقوانين الكفر ...و منها ايضا موالاة الكافر ضد المسلم ..... و منها بعض الاقوال و الافعال كسب الله عز وجل او سب الاسلام او عبادة الاولياء و الاضرحة .......فمثل هذه الامور تقام فيها الحجة من باب العلم المنافي للجهل او العقل المنافي للاغلاق و الجنون او القصد اي قصد المعنى المكفر لا نقس الكفر ......
اتما الاستحلال فلا ينظر اليه في هذه المسائل الا على مذهب اهل الارجاء الذين يخرجون العمل من مسمى الايمان ....
و المقصود بالاستحلال هنا اي ان يقر و يعترف ان الله حرم هذا على وجه الخضوع و الذل و انما غلبته شهوته في ذلك اما ان كان المراد من قولها ان يتحدى الله و رسوله فلا شك ان مثل هذا التحدي هو في نفسه كفر اكبر و العياذ بالله ....