من تبعات الحرب الروسية على أوكرانيا، حظر الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا ودول أخرى توريد الغاز الروسي، ولذلك تمارس ضغطا على دول أوروبية من أجل الإستغناء على البترول والغاز الروسيين، وعلى المدى القريب حظر التزود منه.
ما جعل أمريكا بمعية البلدان الأوروبية في رحلة البحث عن البدائل للمحروقات الروسية.
وما دام أن الظرف الدولي مواتيا، وأوروبا في حاجة للتزود بالغاز، ولهذا الغرض حشد الإتحاد الأوروبي مبالغ مالية ضخمة.
على الجزائر التي حباها الله بموقع جغرافي تحسد عليه في وسط المعمورة، ومن بوابات إفريقيا المفتوحة، وبلد بحجم قارة مترامي الأطراف تنتصب شمالا على المتوسط شامخة الهمة قبالة أوروبا وتمتد جنوبا بعمق الصحراء الكبرى، أن تجعل من نفسها فاعلا محوريا ولاعبا إقليميا، لا أن تنأى بنفسها داخل قوقعة وتحجم عن لعب دورها في محيطها والعالم.
والتحرك فورا بعرض على الأوروبيين والمرافعة أمامهم عن مزايا الغاز النيجيري المار عبر الأراضي الجزائرية، الذي قد يرقى أن يكون من بدائل للغاز الروسي، خاصة أن هناك منافسين جاهزين ومتربصين للإجهاز على المشروع.
وبدون إضاعة للوقت، على الجزائر ونيجيريا وبمعية الإتحاد الإفريقي، التحرك سريعا لدى بروكسيل، والدخول في مفاوضات مع الإتحاد الأوروبي، والظفر من الأوروبيين بتمويل مشروع الأنبوب المزدوج لنقل الغاز النيجيري إلى أوروبا، خاصة وأن كل الدراسات والترتيبات قد تم إستكمالها لإنطلاق المشروع، ولم يقف في طريقه حجر عثرة إلا التمويل.
خاصة أن المشروع المنشود الرابط بين نيجيريا والجزائر يجتاز حدود عدة بلدان وبالتالي إفريقيا من جهة وأوروبا من جهة أخرى، يعد مشروعا متكاملا يتكون من من أنبوب مزدوج لنقل الغاز، ولما لا البترول أيضا، وطريق سيار وألياف بصرية، ويمكن إضافة سكة حديدية.
ومن بين المشروعات التي رافعت من أجله النيباد، ويعود بالفائدة على جل البلدان الإفريقية وبدرجة أولى الجزائر، إنه مشروع القرن بالنسبة للجزائر ونيجيريا وإفريقيا قاطبة، ولبنة أساسية في الإندماج الإفريقي.
بقلم الأستاذ/ محند زكريني