منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - فهرس الحديث والأحاديث الضعيفة و الموضوعة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-07-04, 16:41   رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ثانيا :

متى يقال هذا الذكر – على فرض صحته - ؟

اختلف أهل العلم في موضع الإتيان بالذكر :

فمنهم من يرى أنه من الأذكار المتعلقة بالوضوء ، إما في أوله عند التسمية ، وإما بعد الفراغ منه.

ومن هؤلاء النسائي حيث بوب عليه في "عمل اليوم والليلة" فقال :" ما يقول إذا توضأ " ، وابن الجزري حيث جعله في "عدة الحصن الحصين" (ص70) بعد التسمية في أول الوضوء .

ومن هؤلاء الهيثمي حيث بوب عليه في "إتحاف الخيرة المهرة" (1/341)

فقال :" باب ما يقال بعد الوضوء "

وجعله ابن حجر الهيتمي في "تحفة المحتاج" (239)

والرملي في "نهاية المحتاج" (1/196)

والمناوي في "فتح القدير" (2/139)

مما يقال بعد الوضوء .

وأشار عبد الحق الإشبيلي إلى أنه يحتمل الأمرين : عند الوضوء ، أو بعد الفراغ منه . فقد بوب عليه في "الأحكام الكبرى" (3/513) ف

قال :" بَاب مَا يَقُول عِنْد الْوضُوء وَإِذا فرغ مِنْهُ ". انتهى

والزرقاني حيث قال في "شرح مختصر خليل" (1/131) :

" الأولى قوله فيه وبعده ". انتهى

ومن أهل العلم من يرى أنه مما يقال بعد الصلاة .

ومن هؤلاء الطبراني حيث بوب عليه فقال :" باب جَامِعُ أَبْوَابِ الْقَوْلِ فِي أَدْبَارِ الصَّلَوَاتِ ".

وسبب الخلاف ، اختلاف الرواة في ضبط لفظ الحديث :

فرواه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (29391)

ومسدد كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (581)

ومحمد بن أبي بكر المقدمي وعارم أبو النعمان كما عند الطبراني في "الدعاء" (656)

بلفظ :" عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ:" أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِوَضُوءٍ ، فَتَوَضَّأَ ، وَصَلَّى ، وَقَالَ .." .

وخالفهم محمد بن عبد الأعلى ، كما عند النسائي في "عمل اليوم والليلة" (80)

فرواه بلفظ :" قَالَ أَبُو مُوسَى: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَوَضَّأَ ، فَسَمِعْتُهُ يَدْعُو .. ".

قال ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/263)

:" وروينا هذه الزيادة في الطبراني الكبير من رواية مسدد وعارم والمقدمي كلهم عن معتمر ، ووقع في روايتهم فتوضأ ثم صلى .. " .

ثم قال :" وهذا يدفع ترجمة ابن السني حيث قال:( باب ما يقول بين ظهراني وضوئه ) لتصريحه بأنه قاله بعد الصلاة ، ويدفع احتمال كونه بين الوضوء والصلاة ". انتهى

ومن أهل العلم من جمع بين الأمرين ، فقرر أنه من أذكار الوضوء ، والصلاة أيضا .

وذلك لورود نفس الذكر من طريق أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَجُلاً قَالَ:( يَا رَسُولَ اللهِ سَمِعْتُ دُعَاءَكَ اللَّيْلَةَ ، فَكَانَ الَّذِي وَصَلَ إِلَيَّ مِنْهُ أَنَّكَ تَقُولُ:" اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي ، وَوَسِّعْ لِي فِي دَارِي ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا رَزَقْتَنِي " قَالَ: فَهَلْ تَرَاهُنَّ تَرَكْنَ شَيْئًا ) .

أخرجه الترمذي في "سننه" (3500)

وضعفه الشيخ الألباني في "ضعيف سنن الترمذي" (3748) .

ومن هؤلاء ابن القيم حيث وضعه في "زاد المعاد" (2/353)

تحت فصل " فِي هَدْيِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَذْكَارِ الْوُضُوءِ " .

ووضعه كذلك في هديه في الصلاة (1/254)

فقال :" وَكَانَ يَقُولُ فِي صَلَاتِهِ أَيْضًا: ( اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي ، وَوَسِّعْ لِي فِي دَارِي ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا رَزَقْتَنِي ). انتهى ، وكذلك الإمام الشوكاني حيث قال في "تحفة الذاكرين" (ص182) بعد ذكره الروايتين :" فالحديث من أذكار الصلاة ، ومن أذكار الوضوء باعتبار مجموع الروايات ". انتهى

والراجح أنه مما يقال بعد الصلاة ، أو في الصلاة ، وليس من أذكار الوضوء ، وذلك لما يلي :

أولا : أن أكثر رواة الحديث ذكروا الصلاة ، بعد الوضوء ، كما تقدم .

ثانيا : أنه قد ورد عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أنه قال يقول هذا الذكر بعد الصلاة ، كما في "مصنف ابن أبي شيبة" (3050) من طريق يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ ، قَالَ : كَانَ أَبُو مُوسَى إذَا فَرَغَ مِنْ صَلاَتِهِ ، قَالَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي ، وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي ، وَبَارِكْ لِي فِي رِزْقِي ) . والأثر صحح سنده الشيخ الألباني في "تمام المنة" (ص96) .

ثالثا :

وأما معنى الحديث ، فهو كما يلي :

قال الصنعاني في "التنوير شرح الجامع الصغير" (3/102)

:" ( اللَّهم اغفر لي ذنبي ) أصل الغفر : التغطية والستر ، أي غط ذنبي واستره ، بأن لا تعاقبني عليه ، فلا يظهر أثره ، حتى كأنه غطاء وستر .

فهما كناية عن عدم أثره ومحوه بالكلية.

( ووسع لي في داري ) الدار تعم دار الدنيا والآخرة والبرزخ .

فتوسيع دار الدنيا : الرضى بها ، والقناعة ، واتساعها للضيق .

ويحتمل أن يراد توسيعها حقيقة ، بأن يوسعها تعالى كذلك .

ودار البرزخ يجعلها واسعة برحمته ، وإدخال الروح والريحان ونحوه .

ودار الآخرة كذلك ، وغيره من الزلفى .

( وبارك لي في رزقي ) البركة : الزيادة والنماء ، وهو مطلوب للعبد في أرزاقه وغيرها ، أو بالرضا به والقناعة ". انتهى

والحاصل :

أن الحديث مختلف في صحته ، والراجح ضعفه كما تقدم .
وعلى فرض صحته ، فقد اختلف أهل العلم في موضع الإتيان به ، على ما مر تفصيله .

والله أعلم .









رد مع اقتباس