ثانياً:
أما ما ورد من رؤية المؤمنين ربَّهم تعالى كل يوم مرتين : فلم يثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو من الغيب الذي لا يُقبل من أحد إلا بوحي .
وقد ورد ذلك في عدة روايات ، وكلها من حديث عن ابْنِ عُمَرَ يقول : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً لَمَنْ يَنْظُرُ إِلَى جِنَانِهِ وَأَزْوَاجِهِ وَنَعِيمِهِ وَخَدَمِهِ وَسُرُرِهِ مَسِيرَةَ أَلْفِ سَنَةٍ ، وَأَكْرَمَهُمْ عَلَى اللَّهِ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى وَجْهِهِ غَدْوَةً وَعَشِيَّةً ) ، ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ )
رواه الترمذي ( 2553 ) .
وقال :
" وقد روي هذا الحديث عن غير وجه عن إسرائيل عن ثوير عن ابن عمر مرفوعا .
ورواه عبد الملك بن أبجر عن ثوير عن ابن عمر موقوفا .
وروى عبيد الله الأشجعي عن سفيان عن ثوير عن مجاهد عن ابن عمر قوله ، ولم يرفعه .
حدثنا بذلك أبو كريب محمد بن العلاء حدثنا عبيد الله الأشجعي عن سفيان عن ثوير عن مجاهد عن بن عمر نحوه ولم يرفعه " انتهى .
والحديث لا يصح مرفوعاً ، ولا موقوفاً ، وعلة المرفوع والموقوف : ثوير بن أبي فاختة .
قال الذهبي – رحمه الله - : " واهي الحديث " انتهى من " مستدرك الحاكم " ( 2 / 553 ) .
وقال الحافظ ابن حجر – رحمه الله - :
" لا أعلم أحداً صرح بتوثيقه ، بل أطبقوا على تضعيفه ، وقال ابن عدي : الضعف على أحاديثه بيِّن
" انتهى من " فتح الباري " ( 13 / 419 ) .
وقال الهيثمي – رحمه الله - :
" في أسانيدهم – أي : أحمد وأبو يعلى والطبراني - : ثوير بن أبى فاختة ، وهو مجمع على ضعفه " من " مجمع الزوائد " ( 10 / 401 ) .
قال الشيخ الألباني – رحمه الله - :
" فلا يصح الحديث لا مرفوعاً ولا موقوفاً "
انتهى من " سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة " ( 4 / 451 ) .