عندما تأبى الأنظمة في التقارب والإتحاد، وقد يسود فيما بينها التنافر والعداء، كحال البلدين الجارين والشقيقين تركيا وسوريا.
تأتي الإشارة من القدر، وبقدرته الجبارة ليوحد بين سوريا وتركيا بزلرال مدمر يضرب البلدين الجارين والشقيقين فجر هذا اليوم، ويخلف ألاف القتلى والجرحى ومأساة تحت الأنقاض، وكارثة في العمران.
زلزال يقع مركزه بكهرمان مرعش بقوة 7.8 درجة على سلم رشتر وبعمق 17 ألف كلم، بقطر نشاط حيوي يمتد على 150 كلم (مخترقا أراضي تركية وسوريا)، لم تعرف تركيا في حجم دماره مثيلا منذ سنة 1939 حسب الرئيس التركي أردوغان.
وقد مس في الإقليم التركي كل المناطق الجنوبية بل إمتدى إلى مناطق التماس من غازي عنتاب إلى ديار بكر، أضنة، أريامان، ملاطة، شانلي أورفا ...
وقد أودى إلى حد هذه الساعة حسب وزير الصحة التركي إلى 1651 قتيل، 11119 من الجرحى، إضافة إلى أعداد هائلة تحت الأنقاض، وقد تمكنت فرق الإنقاذ من إنتشال أكثر من 6000 شخص.
أما في الإقليم السوري فقد مس شمال وغرب سوريا بل إمتدى إلى مناطق التماس من حلب إلى إدلب، حماة، اللذقية، طرطوس...
وقد اودى إلى حد هذه الأونة حسب التقارير التي تريد من هناك إلى 1020 قتيل، 2426 من الجرحى، إضافة إلى أعداد هائلة تحت الأنقاض.
إن الفاجعة التي مست سوريا لم تفرق بين المناطق التي تسيطر عليها الحكومة المركزية بدمشق والمناطق التي تسيطر عليها المعارضة تحت امرة الجيش الحر، بل كل سواسية.
-إعتبروا يا أولي الضغائن والبغضاء-
مع العلم أن الإقليم التركي لا سيما حدوده مع سوريا وبالتالي حدود القارتين الأوربية والأسيوية يشهد نشاطا زلزاليا كثيفا.
الناتحة عن حركة التقارب والتباعد واحتكاك الصفائح التكتونية
لا سيما الصفيحة الأوراسية بالصفيحة العربية من القارة الأسيوية والصفيحة الإفريقية، هذه الحركة التي تولد شحنات هائلة من الطاقة.
أما عن حجم الدمار الذي تولده زلازل حوض المتوسط وإمتدادته على خلاف زلازل المناطق الأخرى، فهو ناتج عن كونها زلازل سطحية لا يتعدى عمق مراكزها 20 كلم.
بقلم الأستاذ محند زكريني.