منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - مساوئ الأخلاق ومذمومها
عرض مشاركة واحدة
قديم 2022-02-07, 14:45   رقم المشاركة : 127
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الإسلام

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ


الوسائل المعينة على ترك العُجْب

يصف ابن حزم علاج العُجْب، ويجعل له علاجًا عامًّا

يتداوى به كلُّ من أصيب بهذا الداء العضال، والآفة القاتلة

وهذا العلاج يكمن في التفكر في عيوب النفس

والنظر إلى نقصها وضعفها فيقول: (من امتحن بالعُجْب

فليفكِّر في عيوبه، فإن أعجب بفضائله، فليفتش ما فيه

من الأخلاق الدنية، فإن خفيت عليه عيوبه جملة حتى يظن

أنَّه لا عيب فيه، فليعلم أنَّه مصيبة للأبد

وأنَّه أتمُّ الناس نقصًا، وأعظمهم عيوبًا

وأضعفهم تمييزًا... فليتدارك نفسه بالبحث عن عيوبه

والاشتغال بذلك عن الإعجاب بها، وعن عيوب

غيره التي لا تضره لا في الدنيا ولا في الآخرة...


ثم تقول للمعجب: ارجع إلى نفسك

فإذا ميَّزت عيوبها فقد داويت عجبك، ولا تميل


التمييل بين الشيئين: كالترجيح بينهما

((الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية)) للجوهري (5/1823).


بين نفسك وبين من هو أكثر منها عيوبًا

فتستسهل الرذائل، وتكون مقلدًا لأهل الشرِّ)


((رسائل ابن حزم)) (1/387).

ثم يتكلم ابن حزم عن علاج لبعض الحالات

الخاصة من حالات العُجْب ننقلها هنا بتصرف يسير:


- علاج من أعجب بعقله:

(فإن أعجبت بعقلك، ففكر في كلِّ فكرة سوء

تمرُّ بخاطرك، وفي أضاليل الأماني الطائفة بك

فإنَّك تعلم نقص عقلك حينئذ.


- علاج من أعجب برأيه:

وإن أعجبت بآرائك، فتفكَّر في سقطاتك

واحفظها ولا تنسها، وفي كلِّ رأي قدرته صوابًا

فخرج بخلاف تقديرك، وأصاب غيرك وأخطأت أنت

فإنَّك إن فعلت ذلك فأقل أحوالك أن يوازن سقوط

رأيك صوابه، فتخرج لا لك ولا عليك

والأغلب أن خطأك أكثر من صوابك.

وهكذا كلُّ أحد من الناس بعد النبيين صلوات الله عليهم.


- علاج من أعجب بما يقدمه من الخير:

وإن أعجبت بخيرك، فتفكَّر في معاصيك

وتقصيرك، وفي معايبك ووجوهها

فوالله لتجدنَّ من ذلك ما يغلب على خيرك

ويعفي على حسناتك، فليطل همك حينئذ من ذلك

وأبدل من العُجْب تنقيصًا لنفسك.


- علاج من أعجب بعلمه:

وإن أعجبت بعلمك، فاعلم أنه لا خصلة لك فيه

وأنه موهبة من الله مجردة، وهبك إياها ربك تعالى

فلا تقابلها بما يسخطه، فلعله ينسيك ذلك بعلة

يمتحنك بها، تولد عليك نسيان ما علمت وحفظت...


واعلم أنَّ كثيرًا من أهل الحرص على العلم

يجدون في القراءة، والإكباب على الدرس والطلب

ثم لا يرزقون منه حظًّا، فليعلم ذو العلم أنه لو كان

بالإكباب وحده لكان غيره فوقه، فصحَّ أنه موهبة

من الله تعالى، فأي مكان للعجب ها هنا!

ما هذا إلا موضع تواضع، وشكر لله تعالى

واستزادة من نعمه، واستعاذة من سلبها.


ثم تفكر أيضًا، في أنَّ ما خفي عليك وجهلته

من أنواع العلم الذي تختص به، والذي أعجبت

بنفاذك فيه، أكثر مما تعلم من ذلك

فاجعل مكان العُجْب استنقاصًا لنفسك واستقصارًا لها

فهو أولى، وتفكر فيمن كان أعلم منك تجدهم

كثيرًا، فلتهن نفسك عندك حينئذ.


وتفكر في إخلالك بعلمك

فإنك لا تعمل بما علمت منه، فعلمك عليك

حجة حينئذ، لقد كان أسلم لك لو لم تكن عالـمًا

واعلم أنَّ الجاهل حينئذ أعقل منك وأحسن

حالًا وأعذر، فليسقط عجبك بالكلية.


ثم لعل علمك الذي تعجب بنفاذك فيه

من العلوم المتأخرة التي لا كبير خصلة فيها

كالشعر، وما جرى مجراه، فانظر حينئذ

إلى من علمه أجل من علمك في مراتب الدنيا

والآخرة، فتهون نفسك عليك.


- علاج من أعجب بشجاعته:

وإن أعجبت بشجاعتك

فتفكر فيمن هو أشجع منك

ثم انظر في تلك النجدة التي منحك الله تعالى

فيما صرفتها، فإن كنت صرفتها في معصية

فأنت أحمق، لأنك بذلت نفسك فيما ليس بثمن لها

وإن كنت صرفتها في طاعة فقد أفسدتها بعجبك

ثم تفكر في زوالها عنك بالشيخ

وإنك إن عشت فستصير في عداد العيال وكالصبي ضعفًا...


و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُق العُجْب









آخر تعديل *عبدالرحمن* 2022-02-07 في 14:46.
رد مع اقتباس