منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الإمام ابن باديس ومواقفه من الاندماج (فترة مُهمة في الصِراع مع المحتل)
عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-10-20, 20:56   رقم المشاركة : 77
معلومات العضو
امير حريش
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
شكرا للأخ أمير حريش على التعقيب والتوضيح ..

فهمنا [ حسب ما نقلته ] أن الشيخ ابن باديس -كانت له بعض المواقف الموالية لسلطة فرنسا انذاك-

لكن ( حتى نكون حياديين ) ليس ذاك مشمولا في [ كل مسيرته النضالية على رأس الجمعية ] & ..


يجب يا اخي ان نضبط المصطلحات لان كلمة موالات في مضمونها تعني الخيانة والولاء للكفار وهذا لا ينطبق لا على ابن باديس رحمه الله ولا على شيوخ الجمعية ولا على فرحات عباس الذي قال في احد المراة انه بحث على الجزائر في التاريخ وفي كل مكان فلم يجد لها اثر وقال ايضا فرنسا هي انا
فيما يخص مطلب الاندماج مع الحفاظ على الخصوصية الاسلامية فبالنظر الى الظروف في تلك الفترة التي وصل فيها الشعب الجزائري الى الحضيض سياسيا وعقائديا وثقافيا واجتماعيا وفي كل شيئ وصدق من قال اننا في تلك الفترة كنا نعيش عيشة البهائم (حشاكم )


وهذا المفهوم الاندماجي الذي يوالي الكفار كليا لم ينادي به الامام عبد الحميد ابن باديس ابدا بل حاربه كما حارب مشروع الاندماج مع التخلي عن التشريع الاسلامي الذي اقترحته فرنسا على الجزائريين سنة 1865م
لكن كما قلنا اغلب الجزائريين قبل سنة 1945م كانوا مقتنعين بان فرنسا قدر محتوم الى الابد خاصة مع انتشار الاستيطان الاروبي في الجزائر

فكان العلماء يبحثون كاخر حل واقعي على فكر الاندماج ( التجنيس بالجنسية الفرنسية) والتمثيل البرلماني لكن بشرط ان يكون للجزائريين تشريع اسلامي وتعليم حكومي رسمي للغة العربية موازات مع اللغة الفرنسية

لهذا نقول ان جمعية العلماء كانت تحمل فكر اندماجي خاص ولا يمكن تفسيره بالخيانة او الموالاة للفرنسيين

لم تكن جمعية العلماء وحدها تؤمن بفكرة الاندماج بل اغلب الشعب الجزائري تم تخديره وتنمويمه بهذه الفكرة و امن بها ودعم وفد المؤتمر الاسلامي بقيادة العلماء في سفرهم الى باريس في جويلية 1936م لعرض مطالبهم على الحكومة الفرنسية
حيث قال في ذلك ابن باديس


وفيما يخص ابن باديس رحمه الله فقد تاكد اواخر سنة 1937م ان مشروع فيوليت ( الاندماج مع الحفاظ على الخصوصية الاسلامية) قد فشل وعارضته مجموعة المستوطنيين الاروبيين في الجزائر والعسكر الفرنسي ايضا

وقد توفي رحمة الله في افريل 1940م وهو يائس من اي حل اندماجي واعتبر ان الفرنسيين كطذبوا عليهم واوهموهم الاكاذيب وقد صرح بهذا كما سنبينه لا حقا

المهم عليكم ان تعلموا ان فكرة الاندماج بكل انواعها تغلغلت في عقول الجزائريين عامة الا من رحم ربك مثل مصالي الحاج و مبالك ابن نبي الذين عارضوها جملة وتفصيلا
رغم ذلك فقد كان صوتهم ضعيف جدا بين دعاة الاندماج والطامة الكبرى ان هذا الفكر اتبعه شيوخ جمعية العلماء و تمكن من عقولهم ولم يعد لهم اي رؤية سياسية لحل مشكلة الاحتلال الفرنسي الا الاندماج مع الاحتفاظ على التشريع الاسلامي والتمثيل البرلماني للمسلمين سواسية مع الفرنسيين

وقد وصل الامر بابن باديس ان يتحمس الى هذا المشروع الى درجة انه قال مباشرة بعد عودته من زيارة باريس (جويلية1936م )


ايها الشعب الكريم كن كلك مع الحكومة الفرنسية
نعم لا تندهش اخي القارئ هذا نداء جمعية العلماء المسلمين للجزائريين في اوت 1936م صدر من الامام عبد الحميد ابن باديس رحمه الله
وختمها الامام ابن باديس رحمه الله بالطامة الكبرى ! قائلا:

" ناد من كل قلبك: لتحي الجزائر! لتحي فرنسا الشعبية!ليسقط الظلم و الاستعباد! ليسقط أضداد الأجناس و حرية الأديان و الأفكار!

عن الجمعية الرئيس: عبد الحميد بن باديس"

[المصدر: جريدة البصائر السنة الاولى العدد رقم (32) الصفحة 08 الصادرة يوم الجمعة 15 جمادى الثانية 1355هـ المصادف لـ:28 أوت 1936م]
رابط المقال
https://ia802704.us.archive.org/7/it...ir/bassair.pdf

او من الرابط
https://ia601402.us.archive.org/15/i...Z_Part_1-1.pdf





وهذا نفس المقال منشور في كتاب (اثار ابن باديس) للكاتب عمار طالبي وهو نائب رئيس جمعية العلماء الجزء 02 المجلد02 صفحة 120

حيث جمع في هذا الكتاب كل المقالات المنشورة للامام ابن باديس رحمه الله




فشل مشروع الاندماج مع الحفاظ على الخصوصية الاسلامية للجزائر


لعلمكم بعد عودة الوفد الجزائري من باريس في جويلية 1936م بعد تقديمهم تلك المطالب الاندماجية فايام قليلة فقط بعد عودتهم حدثت وقائع جعلت جمعية العلماء تدخل في دوامة من المشاكل منها اتهامها بقتل مفتي الجزائر العاصمة ( كحول) زيادة على قيام معارضة كبيرة من المستوطنين الاروبيين والعسكر الفرنسي في الجزائر لذلك المشروع وتماطل الحكومة الفرنسية في باريس لتحقيق مطالب الجزائريين حيث قال ابن باديس في احداث اعتقال زميله الطيب العقبي واخرين من العلماء بعد عودتهم من اجتماع باريس 1936م مايلي





تماطلت الحكومة الفرنسية في تجسيد مطالب المؤتمر الاسلامي التي وافقت عليها مبدئيا في باريس ولكن التماطل من هذه الاخيرة جعل جمعية العلماء تحتج على ذلك و تعلن في جرائدها ان الفرنسيين خدعوهم ولم يوفوا بوعودهم وطاب من رئيس المؤتمر الاسلامي الجزائري الذي تنتمي اليه جمعية العلماء الاجتماء لمناقشة تعنت الفرنسيين في تحقيق مطالبهم الاندماجية مع الحفاظ على الخصوصية الاسلامية
حيث كتب ابن باديس في ذلك في شهر اوت 1937 م مايلي




وبعد كل تلك المحاولات من جمعية العلماء لبعث مشروع الاندماج مع الحفاظ على الخصوصية الاسلامية ياس ابن باديس ومن معه من العلماء من هذا المشروع او لنقل الاوهام الفرنسية وتاكدوا ان الفرنسيين لن يقبلوا الا بجزائر فرنسية لغة و تشريعا وارضا
فكتب عبد الحميد بن باديس في هذا الخصوص مايلي




تكملة الصفحة السابقة




بقي عبد الحميد ابن باديس من سنة 1938م معتزلا الامور السياسية وتفرغ لامور الدين والاصلاح الاجتماعي و طلف فكر المطالبة بالاندماج الذي نادى به من قبل وجمعيته وكل النخب الجزائرية واعتبر انه لا حل مع الفرنسيين وبدات تتغلغل في عقولهم فكرة المغامرة والتضحية كما كتبه في المقال السابق
وتوفي رحمة الله عليه في سنة 1940م وانقسمت بعده الجمعية في صراعات داخلية منهم من بقي يؤمن بالحل السياسي البعيد عن الثورات المسلحة ومنهم من بقي يؤمن بفكرة الدعوة الى الاندماج مع الحفاظ على الخصوصية الاسلامية ومنهم من تحول الى داعي للثورات وهكذا استمر الحال الى غاية مجازر 1945م حيث تاكد اغلب النخب الجزائرية ان لا حل مع الفرنسيين سوى الحرب المسلحة

نكتفي بهذا ولنا عودة للتدقيق في بعض الوقائع والسلام عليكم ورحمة الله












رد مع اقتباس