منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الإمام ابن باديس ومواقفه من الاندماج (فترة مُهمة في الصِراع مع المحتل)
عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-10-20, 14:31   رقم المشاركة : 72
معلومات العضو
طاهر القلب
مراقب مُنتديـات الأدَب والتّاريـخ
 
الصورة الرمزية طاهر القلب
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل خاطرة المرتبة  الأولى عضو متميّز 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة امير حريش مشاهدة المشاركة
السلام عليكم وتحية للمشرف على خيمة الجلفة واهلا بك في هذا الموضوع
الجواب على استفسارات الاخ المشرف على خيمة الجلفة
سؤال
قلت أن الجمعية هدفت بمطالبها إلى [ الإندماج ] ومن جهة تقول [ الحفاظ على الشخصية الإسلامية و الوطنية ] .... ونحن نعلم أن [ الاندماج ] يقتضي التخلي عن الأحوال الشخصية و الانصهار في مقومات و قيم المجتمع المستضيف ! ..
والأمر -لا اظن انه خفي او يخفى على مناضلي وعلماء الجمعية انذاك-
ألا يبدو لكم في الأمر بعض التناقض؟؟



الجواب لا :
لا يوجد تناقض انها حقيقة الواقع وحال الفكر لدى الجزائريين بعد 100 سنة من الاحتلال هؤلاء الجزائريين كلهم يوم فتحوا اعينهم للدنيا لم يروا ولم يعرفوا الا الدولة الفرنسية وطال بهم الزمن حتى حسبوا انه قدرهم الابدي فراحوا يبحثون على وضعية تسمح لهم ان يكونوا فرنسيين مع الابقاء على حالتهم الثقافية والدينية

وللعلم كان هناك عدة اصناف وعدة مشاريع تسمى (الاندماج ) بعضها قبل وبعضها رفض من الجزائريين

مثال على ذلك جمعية العلماء كانت تحارب مشروع فرنسي قديم يدعو الجزائريين الى الاندماج في الامة الفرنسية مع الامضاء على التخلي عن التشريع الاسلامي و الاحتكام الى القانون الفرنسي العلماني وهذا المشروع يعود الى سنة 1865م ولقي معارضة شعبية ومن كل الاطياف الجزائرية ومن قبل جمعية العلماء وافتت بتكفير كل من يوافق عليه
لكن في سنة 1936م ومع قدوم الحكومة الاشتراكية الفرنسية طرح مشروع جديد لادماج الجزائريين مع حفاضهم على التحكيم وفق القانون الاسلامي و السماح لهم بانتخاب الممثلين في البرلمان والحاق الجزائر بفرنسا رئسا والى الابد داخل ما يسمى الامة الفرنسية هذا المشروع بادر به الحاكم الفرنسي (بلوم) والحاكم الجزائري الفرنسي فيولات واصبح يسمى مشروع بلوم فيوليت
و لقي قبول من قبل تيارات عديدة من الجزائريين ومنهم جمعية العلماء الجزائريين التي دعت كل اتباعها و تيارات وطنية اخرى لاجتماع (مؤتمر اسلامي في جوان 1936م بقاعة سنما الترقي بالعاصمة
ومما اتفق عليه هو الحاق الجزائر بفرنسا رئسا

طيب أخي أمير حريش ... ومن نصك هذا كان الرد عليك
كيف يعقل عقلا ومنطقا وبعيدا عن التجاذب والإنتماءات مهما كانت
كيف يمكن لشخص أن يحارب مشروعا يراه شرا وهذه المحاربة تستمر لوقت طويل وشاق ثم يتوجه بإصدار فتوى صريحة صريحة وأنت تعرف معنى أن تصدر فتوى صريحة ومن نفس الشخص ... حول هذا الأمر
ثمّ يتحول بقدرة قادر إلى نقيض ذلك وفعل ذلك الأمر الذي نهى عنه وأدانه وحاربه وأصدر حوله الفتوى الصريحة ...
ثمّ ألم تعرف ما قاله الشيخ بن باديس فيما بعد
بعد رجوع الوفد واللقاء المشهور والخطاب المشهور
والذي أخذت منه ما يناسبك وتركت الباقي ...
ثمّ ألم تعلم ما حدث فيما بعد وما صرح به الفرنسيون على لسان أعتقد وزيرهم أو رئيس وزارئهم بعد حملات وحملات من المستمعرين والمعمرين والناقمين ...
ألم يقل لهم بأن نظام الأحوال الشخصية الإسلامي لا يتناسب مع الجنسية الفرنسية أو أن يكونوا فرنسيين ..." أو كما قال
هل فهمت الهدف والحنكة والذكاء السياسي للشيخ عبد الحميد بن باديس الذي يعلم جيدا ذلك
ولم يخفى عليه وهو الذي حارب هذا الفكر من قبل ...
وهل علمت أن ابن باديس يسمى "الوطن الجزائري" و "الأمة الجزائرية"
ويمعن في ذلك بأن يربط ذلك بـ "التاريخ" و "التراث" و"اللغة" و"الدين" ويضعها بلفظها وإسمها

بل إنه يقولها صراحة
بأنه ليس فرنسا ولا يريد أن يكون فرنسا ولا يمكن له أن يكون فرنسا
وهل إتضح لك من الشعارات التي يرفعها مع كل مرحلة للصراع السياسي مع المحتل
وكيف أنه مرن ومتعاطي مع الوضع لكل مرحلة
وهل لاحظت تغير الشعار من قبل ومن بعد؟؟؟
وهو بعد كل هذا يؤكد الحقيقة التي ينطلق منها في فهمه السياسي للوضع وللمرحلة
والواجب أن يكون كذلك، لأنه مواطن وعالم ومصلح وسياسي ...
فهل بعد هذا هناك من يقول أن هذا متهم بسعيه للإندماج ... والذوبان في فرنسا ... يا سبحان الله
وهل من يقول : "....... أقول لكم كما أصرح دائما : إننا عرب مائة في المائة و مسلمون مائة في المائة، لا نتنازل عن شيء من ذلك....." متهم بالسعي للإندماج ...

بل هل تعرفون السياسة أصلا، وهل تدركون معنى أن تكون سياسي ... وهل تعلمون معاني لفظة سياسة

" مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ(36) أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ (37) إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ "


أفلا تعقلون .. أفلا تعقلون .. أفلا تعقلون









آخر تعديل طاهر القلب 2018-10-20 في 14:34.
رد مع اقتباس