منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - جواهِر جواهر من قصائد أبو العتاهية
عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-03-13, 14:36   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
sticoeur
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية sticoeur
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي جواهر من قصائد أبو العتاهية

أبو العتاهية

الـدَهرُ ذو دُوَلٍ وَالمَوتُ ذو عِلَلٍ * * * وَالـمَرءُ ذو أَمَـلٍ وَالـناسُ أَشباهُ
وَلَـم تَـزَل عِـبَرٌ فـيهِنَّ مُعتَبَرٌ* * * يَـجري بِـها قَـدَرٌ وَاللَهُ أَجراهُ
يَـبكي وَيَضحَكُ ذو نَفسٍ مُصَرَّفَةٍ * * *وَالـلَهُ أَضـحَكَهُ وَالـلَهُ أَبـكاهُ
وَالـمُبتَلى فَـهُوَ الـمَهجورُ جانِبُهُ * * *وَالـناسُ حَيثُ يَكونُ المالُ وَالجاهُ
وَالـخَلقُ مِن خَلقِ رَبّي قَد يُدَبِّرُهُ * * * كُـلٌّ فَـمُستَعبَدٌ وَالـلَهُ مَـولاهُ
طـوبـى لِـعَبدٍ لِـمَولاهُ إِنـابَتُهُ * * * قَـد فـازَ عَبدٌ مُنيبُ القَلبِ أَوّاهُ
يـا بـائِعَ الدينِ بِالدُنيا وَباطِلِها * * * تَـرضى بِدينِكَ شَيئاً لَيسَ يَسواهُ
حَـتّى مَتى أَنتَ في لَهوٍ وَفي لَعِبٍ * * * وَالـمَوتُ نَحوَكَ يَهوي فاغِراً فاهُ
مـا كُـلُّ مـا يَتَمَنّى المَرءُ يُدرِكُهُ * * * رُبَّ اِمـرِئٍ حَـتفُهُ فـيما تَمَنّاهُ
إِنَّ الـمُنى لَـغُرورٌ ضِـلَّةً وَهَوىً * * * لَـعَلَّ حَتفَ اِمرِئٍ في الشَيءِ يَهواهُ
تَـغتَرُّ لِـلجَهلِ بِالدُنيا وَزُخرُفِها * * * إِنَّ الـشَقِيَّ لَـمَن غَـرَّتهُ دُنـياهُ
كَـأَنَّ حَـيّاً وَقَـد طالَت سَلامَتُهُ * * * قَد صارَ في سَكَراتِ المَوتِ تَغشاهُ
وَالـناسُ فـي رَقدَةٍ عَمّا يُرادُ بِهِم * * * وَلِـلحَوادِثِ تَـحريكٌ وَإِنـباهُ
أَنصِف هُديتَ إِذا ما كُنتَ مُنتَصِفاً * * * لا تَرضَ لِلناسِ شَيئاً لَستَ تَرضاهُ
يـا رُبَّ يَـومٍ أَتَت بُشراهُ مُقبِلَةً * * * ثُمَّ اِستَحالَت بِصَوتِ النَعيِ بُشراهُ
لا تَـحقِرَنَّ مِـنَ المَعروفِ أَصغَرَهُ * * * أَحـسِن فَـعاقِبَةُ الإِحسانِ حُسناهُ
وَكُـلُّ أَمـرٍ لَـهُ لا بُـدَّ عاقِبَةٌ * * * وَخَـيرُ أَمـرِكَ مـا أَحمَدتَ عُقباهُ
تَـلهو وَلِلمَوتِ مُمسانا وَمُصبِحُنا * * * مَـن لَم يُصَبِّحهُ وَجهُ المَوتِ مَسّاهُ
كَم مِن فَتىً قَد دَنَت لِلمَوتِ رِحلَتَهُ * * * وَخَـيرُ زادِ الـفَتى لِلمَوتِ تَقواهُ
ما أَقرَبَ المَوتَ في الدُنيا وَأَفظَعَهُ * * * وَمـا أَمَـرَّ جَـنى الدُنيا وَأَحلاهُ
كَم نافَسَ المَرءُ في شَيءٍ وَكايَدَ في * * * هِ الـناسَ ثُـمَّ مَضى عَنهُ وَخَلّاهُ
بَـينا الـشَفيقُ عَلى إِلفٍ يُسَرُّ بِهِ * * * إِذ صـارَ أَغـمَضَهُ يَوماً وَسَجّاهُ
يَـبكي عَـلَيهِ قَـليلاً ثُمَّ يُخرِجُهُ * * * فَـيُمكِنُ الأَرضَ مِـنهُ ثُمَّ يَنساهُ
وَكُـلُّ ذي أَجَـلٍ يَـوماً سَيَبلُغُهُ * * * وَكُـلُّ ذي عَـمَلٍ يَـوماً سَيَلقاهُ









 


رد مع اقتباس