من رسائلِ التحريرِ و التنوِير 2 :
أخي الحبيب :
بعدَ عِشرينَ سنةٍ من الآن . . ستَشعُرُ بالإحباطِ . . و خيبَةِ الأمَل . . تُجاهَ الأشياءِ التِي لم تفعَلهَا . . أكثَرَ مِمّا تشعُرُ تجاهَ الأشياءِ التِي فعلتَهَا . . !
ليسَ هذا الأمرُ بالفلسَفَةِ ولا بقِراءَة الفنجان . . . اطمَئِن . . إنّهُ الواقِعُ و قوانِينُ الحياة ..!
أتدرِي لماذَا ؟!
و اللهِ أيها الحبيب :
لأنّكَ . . فقط . . لم تكُنْ تمتلِكُ " الشجاعَةَ النفسيّة الكافية " لاتّخاذِ قرارٍ مَا في وقته . . .! و اكتَفيتَ بأن تلزَمَ جِدارَ السّلامَةِ و الطمأنِينَة و الحَذَرِ الأرعَنْ.. ! فوصَلَ غيرُكَ و انقطَعت . . و حصّلَ غيرُكَ و فاتَكَ ما فاتَكَ بسبب الخوفِ و الإحجامِ و التردّد . . !
أفْفْفْ . .إنّهُ التردُّدُ الأرعنُ . . و الإحجامُ البارِد . . قتلَنِي . . !
في ارتباطٍ و زواج . . في فراقٍ و طلاق . . في تحصيل رِزقٍ او استجلابِ منفعَة . . في بيعٍ أو شِراء . . في اقتحامِ فُرصَةٍ معروضَة . . في سلوكِ دربٍ أو اختيار تخصص . . في كلّ شيءٍ في الحياة احتاجَ مِنّي لشجاعَةِ قولِ نعَم . . .فحسب . . !
لا أريدُ أن أفتحَ لكَ بابَ " لو " . .فَما أبعدَ ما فاتْ . . يا لحبِيبْ . . ! ؛ و إنّمَا أريدُ أن أُعلّمَكَ لمَا هو آتْ . . !
يا للأَسَفْ قلنا " لا " أحوجَ ما كُنّا إلى " نعَم " . . بحثًا عن الأمانِ المزعومِ و الرّاحَةِ القريبَة الكاذِبَة . . متهَيّبِين من المخاطَرَة و التحدّي و الاقتِحامْ . . ثُمّ نتعجّبُ من تقسيمِ اللهِ للأرزاقِ ناسِينَ بأنّ للهِ سُنَنًا في سَوقِهَا لا تُحابِي ولا تضطَهِدْ . . منها " الإقتِحامْ " !
أيها الحبيب :
لا أريدُكَ أن تندَمَ على خطإِ اجتهادِكْ . . و إنّما أريدُكَ أن تُقلِعَ عن التردّدِ و الخوفِ و الإحجامِ البارِد . .فكثيرٌ من الأرزاقِ الطيّبَةِ و النهاياتِ السعيدَةِ تحتاجُ مِنكَ إلى الشجاعَة . . فحسب . . !
المخاطَرَةُ الكبيرةُ هي الحياةُ بلا مخاطَرَة . . ! فهيّا اقتَحِم ولا تعجَزْ . . !
باركَ اللهُ لكم في القرارات و الخطوات . .
و في أمانِ الله . .