منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - •°• اللمسات البيانية لسور القرآن الكريم •°•
عرض مشاركة واحدة
قديم 2021-05-24, 05:28   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
BFATIHA
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية BFATIHA
 

 

 
إحصائية العضو










Post

✍ لماذا سورة الاخلاص تعادل ثلث القران؟ 📔



(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4))

وسبب نزولها أن فريقاً من المشركين سألوا الرسول صلى الله عليه وسلم أن يصف لهم ربه أمن ذهب هو أم من فضة أم من زبرجد أم من ياقوت؟ فنزلت الآية (قل هو الله أحد* الله الصمد* لم يلد ولم يولد* ولم يكن له كفواً أحد*)

وسِرُ سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن وذلك لأن علوم القرآن ثلاثة:قسم توحيد وقسم الأحكام وقسم الإخبار وقصص.
وقد اشتملت هذه السورة على قسم التوحيد فهي ثلث القرآن بهذا الاعتبار لأنها أساس وحدانية الله تعالى وإفراده بالعبادة دون شريك ولا ولد سبحانه عما يقولون ويفترون.

في حين قال بعض العلماء إنّ المقصودَ بذلك مساواتُها ثلثَ القرآن في الأجر والثواب.

تبدأ الصورة بقول (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) وهو أمر للرسول بأن يعلن هذا الأمر فقال له (قُلْ) ولم يقل (هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) علي طريق الإخبار المجرد. بل طلب منه إعلان هذه العقيدة و تبليغها و ذالك لأهمية هذا الأمر.

و جاء في كتاب (تفسير الكشاف 3/ 367) للزمخشري : (هُوَ) ضمير الشأن يؤتي به في مواطن التفخيم و التعظيم فدل ذلك علي جلالة ما بعده و فخامته.

ما الفرق بينها وبين الله أحد أو الله واحد؟

ربنا سبحانه وتعالى جمع لنفسه الأمرين مرة يقول أحد ومرة يقول واحد بحسب السياق. كما سمى نفسه مرة يقول عالم ومرة يقول عليم، مرة يقول غافر ومرة يقول غفور

أحياناً إذا اقتضى الرد على من يقول اثنين أو ثلاثة يقول واحد
(لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ (73) المائدة) لأن واحد لا تدل بالضرورة على العلم و الحياة.

وإذا أراد الثبوت ،قلت (هو أحد) لا تقال إلا لله، وإذا قالوا (وإن أحد) يعني أحد من الناس (وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ (6) التوبة) يعني إذا قلت فلان لا يقاومه واحد يحتمل أنه يقاومه اثنان. إذا قلت لا يقاومه أحد لا ينصرف الذهن إلى اثنين أبداً.

ما معنى صمد في اللغة؟

الصمد هو الذي يكفي، المصمود إليه الخلق يعني الخلق يحتاجون إليه ويكفيهم. المصمود إليه يعني المطلوب الذي تصمد إليه الخلائق والذي يكفي من يقصده.

و جاء في كتاب (تفسير الكشاف 3/ 367) للزمخشري : الصمد هو السيد المصمود إله في الحوائج أي المقصود.

لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3)

هذا رد على ما قاله أهل الكتاب وغيرهم أن لله ولداً (وَلَدَ اللَّهُ (152) الصافات) (وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ (30) التوبة) فهو رد على ما قالوا لم يقولوا ربنا سيلد وإنما قالوا له ولد (وَلَدَ اللَّهُ) و أن الملائكة بناته سبحانه قال تعالى (وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ، وَلَهُم مَّا يَشْتَهُونَ (57)سورة النحل)

و يعني أنه (لَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ) أي ليس له نظير بخلاف العباد. و لأنه ليس له نظير أو مكافئ لم تكن له صاحبة لأنها لو كانت صاحبة لكانت مكافئة له.

و قوله (لَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ) معناه (هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ)، وأنه الصمد فليس له نظير أو مكافئ لم تكن له صاحبة لأنها لو كانت له صاحبة لكانت مكافئة لأنه هو المقصود و كل الخلق محتاجون إليه.

ومعناه أنه( لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ) وهذا معني نفي النظير.

لما قال (لَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ) معناها نفى المستقبل. إذا كان في الماضي ليس له كفو فمن أين سيأتي الكفؤ؟ ثم إذا لم يكن له صاحبة كيف سيأتي؟ (أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ (101) الأنعام) لما لم يكن له كفواً أحد يعني ليس له صاحبة فكيف سيلد في المستقبل؟

وفي الخاتمة إن السورة الإخلاص فيها إثبات صفات الكمال و نفي صفات النقص.

فصفات الكمال هي الوحدانية وأنه القائم بحاجات خلقه فهو إلههم وربهم.

ونفي صفات النقص من كونه والدا أو مولود نفي أن له نظيرا.

و الله أعلى و أعلم

المصدر كتاب على طريق التفسير البياني ص 59-74
للمؤلف فاضل صالح السامرائي
وكذالك كتاب تفسير الكشاف للزمخشري









رد مع اقتباس