بعد إجتماع النقب المحتل الذي جمع وزراء خارجية المغرب، مصر، الإمارات والبحرين تحت رئاسة وزير خارجية إسرائيل بحضور وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، الذي يعد خرقا دبلوماسيا لا مثيل لم تكن إسرائيل تنتظره أو حتى تحلم به خاصة أن حضور البحرين(الحديقة الخلفية للسعوديين) لا يكون إلا بإذن من السعودية وما تمثله من ثقل عربي وإسلامي، وهو بمثابة حضور السعودية بالوكالة.
ولا يضاهي هذا الخرق الدبلوماسي إلا الزيارة التاريخية السادات.
إن إجتماع الذل والمهانة تفننت إسرائيل حتي في إظهاره للخارج من حيث طريقة تصوير وزراء خارجية العرب، بالتعمد الزج بهم في ممر ضيق، ما جعلهم يتزاحمون فيما بينهم بمن يكون وراء وزيري الخارجية الإسرائيلي والأمريكي.
ها هي العصابات الإسرائيلية تكافئهم وعرب التطبيع بطريقتها الخاصة، ويتجلى ذلك في الضغط الرهيب الذي تمارسه على الفلسطينيين بإستعمال السلاح الحي ما أدى إلى وقوع إصابات وحتى حالات إغتيال، وحالات حصار شديد وإغلاق تام.
وإقتحام القوات الأمنية الصهونية بأقدامهم الدانئة باحات المسجد الأقصى المبارك (مسرى النبي الكريم ومنه عرج إلى السماء) أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين في هذا الشهر الفضيل.
وكل هذا أتى إنتقاما من العمليات الفدائية بل الإستشهادية التي عرفتها كل الأراضي الفلسطينية التي نفذها جيل الغضب الفلسطيني.
مما أوقع الرباعي النقب في حرح كبير إزاء شعوبهم من الذي يصنعه حليفهم الجديد بإخوانهم في قبلة الصلاة.
أنظروا وتمعنوا، فخارجية الإمارات العربية المتحدة زعيمة التطبيع العربي أصدرت بيانا تدعوا فيه إلى: ضبط النفس وحرية ممارسة الفلسطينيين لشعائرهم الدينية، تنتقي حتى المفردات الواردة في البيان حتى لا تغضب الحليف الإسرائيلي، أبو ظبي التي تأسف وزير خارجيتها في إجتماع النقب عن سنوات العداء لإسرائيل.
إنه زمن الذل والمهانة، زمن الإرتماء في الحضن الأمريكي والإسرائيلي الدافيء.
بقلم الأستاذ/ محند زكريني