شهدت استيتن تعميرا بشريا اخر بعد الذي شهدته منذ قدوم نجوع بني عامر اليها ولم تتبين صورة الوافدين الجدد الى استيتن الا بعد رحيل جموع كبيرة من وبني عامر منها ومن المنطقة ككل متوجهين شمالا الى نواحي سيدي بلعباس وجنوب وهران وتموشنت ولم يطل القرن الحادي عشر الهجري على المنطقة الا والنزر اليسير من هؤلاء القبائل الهلالية آثر البقاء فيها وفي المنطقة بشكل عام
كان حلول هؤلاء الوافدين من كل الجهات وكثير منهم قدم من الناحية الغربية خاصة بعد سقوط الدولة الادارسة وما عانه الاشراف من سلالة ادريس وغيرهم من ملاحقات وتنكيل على يد ابو موسى الجالوتي فعبر هؤلاء التلال والصحاري هروبا من هذه الملاحقات
حتى حلت الدولة السعدية التي ظهر فيها الاشراف من خلال زوايا نشر العلم الديني واستنهاض الهمم لمحاربة التحرشات الاسبانية على شمال الافريقي وملأ للفراغ الديني الذي عانت منه المنطقة ككل والذي امتد بداية من حلول بني عامر في المنطقة فظهر توافد الاشراف الذين آلوا على انفسهم حمل رسالة الدعوة ونشر الدين عبر هذه الربوع الشاسعة فكانت وجهتهم الى مراكز التجمعات البشرية ومنها حاضرة المنطقة استيتن
لم يعرف اول الوافدين من هؤلاء الاشراف الى استيتن لكن من خلال ما تم الوقوف عنده من بعض ما تم استخلاصه من الوثائق والمعلومات ان سيدي سعيد لخضر يعتبر من اوائل الاشراف القادمين اليها وهذه المعلومات تقول ان كثيرا من الاشراف الذين عرفوا بعد ذالك باولياء الله صاهروا الولي الصالح سيدي سعيد لخضر وهو دليل على اسبقيته في القدوم الى استيتن
الا اننا سنبدأ بالولي الصالح سيدي عبد الهادي الذي يعتبر احد ذرية سيدي بوزيد العرش الاكبر تعدادا في الجزائر والذي يفصله عن جده سيدي بوزيد اثنتى عشر جدا مما يعني ان الفارق الزمني بين سيدي عبد الهادي دفين استيتن وجده سيدي بوزيد اكثر من اربعة قرون من الزمن وهو ما يتناسب مع ما تم استخلاصه من وثيقة تاريخية قيمة تضم نسب سيدي عبد الهادي دفين استيتن والوثيقة تضم ثمانى حلقات الى سيدي عبد الهادي كتبها احد لبنائه الى احدهم وتعود اهميتها انها ساعدتنى لمعرفة الفترة التى عاش فيها سيدي عبد الهادي فهذه الوثيقة تحتوى على تاريخ كتابتها مما بسمح بالتعرف على عمرها الزمنى الذى يظهر من خلال هذه العملية وهي على الشكل التالى (1442هـ – 1332 هـ) و تاريخ 1332 هـ الذي يظهر في الوثيقة وهو تاريخ تدوينها وتاريخ 1442هـ هو تاريخ الهجرى الحالى والحاصل هذه العملية 110عام اي اكثر من ثلاث اجيال او ثلاث اجداد اي اكثر من قرنا من الزمن ثم تضاف اليها عدد الحلقات التى تفصل كاتب الوثيقة بجده سيدي عبد الهادى والتى تقدر بثمانى حلقات مما يعنى ثمانى اجداد اي تقريبا ثلاثة قرون والناتح هو ان الفارق الزمنى بين زمننا الى زمن سيدي عبد الهادى هو اكثر من احدى عشر جيالا اى اربع قرون من الزمن واذا ما رجعنا اربع قرون الى الخلف نجد ان سيدي عبد الهادى عاش في الفترة 1000 هـ اى 1600 م مع الاخذ بعين الاعتبار فترة التسامح المسموح بها لدى علماء النسب الشريف وهو ما نتطبق مع تاريخ اولاد سيدي على الخليفة لما كانوا في استيتن وكانت علاقتهم طيبة جدا مع اولاد سيدي عبد الهادي الذين ما لبثوا ان تركوا استيتن هم كذالك بفترة قليلة من خروج اولاد سيدي على الخليفة بن سيدي على بن يحي منها
فاذا ما وقفنا عند بعض المؤلفات الحديثة التي جعلت الفارق الزمني بين سيدي عبد الهادي وجده سيدي بوزيد اقل من قرنين من الزمن فاننا من خلال هذا الاسقاط الزمني نجد ان سيدي عبد الهادي يكون قد عاش في القرن السابع الهجري وحينها نجد انفسنا امام خلل تاريخي في عدم التطابق مع وقائع تاريخية في استيتن كان لسيدي عبد الهادي دور كبير فيها جرت وقائعها في القرن الحادي عشر الهجري
نسبه: هو سيدي عبدالهادي(دفين ستيتن-البيض) بن سعد بن محمد بن أحمد بن سليمان بن عبدالهادي(دفين المطمر-غيلزان) بن إبراهيم بن الطيب بن سليمان بن سعيد بن محمد بن عبدالله بن سيدي أبوزيد بن علي بن موسى بن علي بن المهدي بن صفوان بن ياسر بن موسى بن سليمان بن يحي بن موسى بن عيسى بن إدريس الأصغر بن إدريس الأكبر بن عبدالله الكامل بن الحسن المثنى بن حسن السبط بن الإمام سيدنا علي وبن فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
أنجب اثنا عشر من الولد من عدة نساء وأغلبية أحفاده في الوقت الحاضر موجودون في بلدية زمالة الأمير عبدالقادر -طاقين- ولاية تيارت
أولاده: البشير(وهو أكبرهم) - طيفور- القندوز- الزبير- النوار- الحاج- عمر- التونسي- الخثير- أحمد- محمد- بوعزة وهو أصغرهم و يقال ان له له اخ اسمه سيدي محمد بن سعد بنواحي الهامل الا ان الرابط العائلي بينه وبين سيدي عبد الرزاق في المشرية الصغرى بالبيض اين يتواجد ضريحه ببقة والملقب بسيدي عبد الرزاق الغريب يكتنفها كثير من الغموض للعلم فانه يوجد فرع نسبي يقال لهم الرزازقة في منطقة طاقين ينتسبون الى سيدي عبد الزراق دفين المشرية الصغرى بولاية البيض يقولون ان سيدى عبد الهادي مات ابوه ورباه عمه سيد عبد الرزاق الذي هو جدهم كما توجد رواية تقول ان سيدي عبد الرزاق اخو سيدي عبد الهادي بل جاء في مضمونها ان سيدي عبد الرزاق قال كلمته المشهورة (الشعبة والواد قاع لسيدي عبد الهادي واحنا غير قليلون بضة وبيضتين) وهذا سيدي عبد الزراق هو الذي تبرع بكامل المال من غنم وابل الى سيدي عبد الهادي لان ولاد سيدي عبد الهادي كانو بزاف اعطاه 2000راس من الغنم و100بقرة وعدد كبير من الابل لا يعرف عددها ويخلص صاحب الرواية بالقول ان هذا هو سبب الاحترام الكبير الذي يكنه اولاد سيدي عبد الهادي لاولاد سيدي عبد الزراق عبر التاريخ " انتهي الاقتباس
وفي سياق الحديث عن تاريخه حيث جاء في بعض الرويات شفهية المتدوالة في الابيض سيدي الشيخ انه التقى مع سيدي الحاج بحوص في مكان يسمى المنحر وسمى هذا المكان بهذا الاسم لان سيدي عبدالهادي نحر فيه ناقة تكريما له كما له فيها خلوة توجد في وسط الوادي
عاش سيدي عبد الهادي كما جاء في هذه الرويات 90 او85 عاما وكان عالما والشيخ مربي علي الطريقة القادرية كما تواصل الروية انه هو اول من ادخل الحضرة الي استيتن وكان يرقي السموم ويداوي الكلب وقد ذكر انه تنقل كثيرا بين توات وتمنراست وعين صالح وقيل انه درس في الابيض سيدي الشيخ وقد ذكر ان بعضا من حياته وسيرته في تميمون وقد ذكر مع عرب بني هلال وقد لقب بالشيخ حتي ان ذريته في طاقين يعرفون باولاد الشيخ وقد ترك تلميذا و له اسمه سيدي محمد الغريسي
ومن اقواله " شتتكم تشتات بعر وقستكم في البر والبحر" وهو القائل استيتن "درتها خبزة في قلمونتي ولي راجل يدي منها فوم " ومن اقواله "طاقين للطايقين"
كان خروج ذريته من استيتن الى طاقين بعد الفتنة التي حدثت في استيتن مع ذرية سيدي على بن يحي اذ كانت علاقة هذه القبيلة وطيدة مع قبيلة اولاد سيدي على بن يحي ولم يبقى في منطقة البيض من ذريته من هم معروفون اليوم بعائلة بن عمر وقندوزي وبن دحمان لكحل عاشوا جميعهم مع عرش اولاد زياد في الرقاصة بولاية البيض ومعظم ذريته اليوم يتواجدون في منطقة طاقين ولاية تيارت