تمخض من زيارة كاتب الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن إلى بيكين إبرام صفقة غير معلنة بين الدولتين الولايات المتحدة الأمريكية (القوة العظمى بدون منازع) والصين (القوة التي على قاب قوسين من التوالي الريادة العالمية).
الصفقة تتمثل
-من جانب الصين:
تعهد بكين بعدم تسليح
روسيا أو التخندق بجانبها في حرب أوكرانيا،
وبعدم غزو تايوان عسكريا وإلحاقها بالقوة
بالصين الشعبية (البلد الأم).
-من جانب الولايات المتحدة الأمريكية:
تعهد واشنطن بعدم تفعيل الإعتراف
بتايوان كدولة مستقلة، والسعي إلى حشد
التأييد على ذلك، إضافة إلى مسائل
إقتصادية.
بإبرام هذه الصفقة فإن كلا القوتين قد
وجدتا ضالتهما.
فالصين كانت قد مارست صغطا راهبا
على الولايات المتحدة الأمريكية بالتخندق
علنا إلى جانب روسيا وزيارة شي جينبينغ
إلى موسكو برهان على ذلك، وتزويد
روسيا بمكونات تفتقر إليها الصناعة
العسكرية الروسية، وإجراء مناورات
عسكرية إستراتيجية مع الجانب الروسي.
وبإجرائها مناورات عسكرية ضخمة ببحر
الصين حول جزيرة تايوان تحاكي غزوا
عسكريا صينيا للجزيرة.
ما جعل الولايات المتحدة الأمريكية
تقدم تنازلات للجانب الصيني من خلال
التفاهمات التي توصل إليها الجانبين
في إطار هذه الصفقة.
خاصة أن البنتاغون إعترف صراحة أن
الولايات المتحدة الأمريكية ليس
بمقدورها خوض حربا في نفس الوقت
بكل من روسيا والصين، وأن خبراء
عسكريين دقوا نقوس الخطر بأن
الأسطول البحري الصيني يتفوق على
الأسطول البحري الأمريكي كما وكيفا.
ولذا سعت واشنطن لإستمالة الصين
للوقوف على الحياد الإيجابي مقابل
قضية تايوان.
مقابل أن تستفرد أمريكا والغرب بروسيا
أين تجري بأوكرانيا حربا بالوكالة لإذلال
بوتين وروسيا.
بقلم الأسناذ محند زكريني