منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - العدل و المساواة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-04-10, 16:54   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

غياب العدل في آخر الزمان

عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلا من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي، يملأ الأرض قسطا وعدلا، كما ملئت ظلما وجورا» رواه أبو داود والترمذي.

صور مشرقة

عن عائشة رضي الله عنها: أن قريشا أهمتهم المرأة المخزومية التي سرقت فقالوا: من يكلم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ومن يجترئ عليه إلا أسامة حب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «أتشفع في حدٍّ من حدودِ الله»؟ ثم قام فخطب فقال: «يا أيها الناس، إنما ضل من كان قبلكم أنهم كانوا إذا سرق الشريف تركوه، وإذا سرق الضعيف فيهم أقاموا عليه الحد، وايم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها» رواه البخاري ومسلم.

وانظر كيف أنصف النبي صلى الله عليه وسلم كافراً لما قال: «أصدق كلمة قالها شاعر كلمة لبيد: ألا كل شيء ما خلا اللهَ باطل» متفق عليه.

ولما ولي أبو بكر رضي الله عنه الخلافة قال: "الصدق أمانة، والكذب خيانة، والضعيف فيكم قوي عندي حتى أرجع عليه حقه إن شاء الله، والقوي فيكم ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه إن شاء الله" رواه عبد الرزَّاق في مصنفه.
وعن أبي عثمان قال: كتب إلينا عمر رضي الله عنه ونحن بأذربيجان: "يا عتبةَ بنَ فَرْقَد إنه ليس من كدك، ولا كد أبيك، ولا كد أمك، فأشبع المسلمين في رحالهم مما تشبع منه في رحلك، وإياكم والتنعم وزي أهل الشرك ولبوس الحرير" رواه مسلم.

وفي كنز العمال عن أنس: أن رجلاً من أهل مصر أتى عمر بن الخطاب فقال: يا أمير المؤمنين عائذ بك من الظلم، قال: عذت معاذاً، قال: سابقت ابن عمرو بن العاص فسبقته فجعل يضربني بالسوط ويقول: أنا ابن الأكرمين! فكتب عمر إلى عمرو يأمره بالقدوم ويقدم بابنه معه، فقدم، فقال عمر: أين المصري؟ خذ السوط فاضرب، فجعل يضربه بالسوط ويقول عمر: اضرب ابن الأكرمين

. قال أنس: فضرب فو الله لقد ضربه ونحن نحب ضربه، فما أقلع عنه حتى تمنينا أنه يرفع عنه، ثم قال عمر للمصري: ضع السوط على صلعة عمرو. فقال: يا أمير المؤمنين إنما ابنه الذي ضربني وقد استقدت منه. فقال عمر لعمرو: مذ كم تعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً؟ قال: يا أمير المؤمنين لم أعلم ولم يأتني.

وأُثر عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه افتقد درعا كانت عزيزة عنده، فوجدها عند يهودي فقاضاه إلى قاضيه شريح، وعلي يومئذ هو أمير المؤمنين، فسأل شريح أمير المؤمنين عن قضيته فقال: الدرع درعي، ولم أبع ولم أهب. فسأل شريح اليهودي: ما تقول فيما يقول أمير المؤمنين؟ فرد: الدرع درعي! فيلتفت شريح إلى أمير المؤمنين، هل من بينة؟! قال: مالي بينة! فقضى لليهودي بها، فحمله هذا العدل على أن أعلن إسلامه.

ولما سئل رضي الله عنه عن الخوارج: أمشركون هم؟ قال: هم من الشرك فروا. قيل: أفمنافقون هم؟ قال: إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلاً. قيل: فما هم يا أمير المؤمنين؟ قال: هم إخواننا بغوا علينا فقاتلناهم ببغيهم.
وفي سنن البيهقي، لما ذهب عبد الله بن رواحة رضي الله عنه إلى اليهود لأخذ ما صالحوا عليه نبينا صلى الله عليه وسلم في خيبر وأرادوا أن يرشوه فقال لهم: "تطعموني السحت؟ والله لقد جئتكم من عند أحب الناس إلي، ولأنتم أبغض إلي من عدتكم من القردة والخنازير، ولا يحملني بغضي لكم وحبي إياه على أن لا أعدل بينكم" فقالوا له: بهذا قامت السماوات والأرض. أي: لو كان ركن من الأركان الأربعة في العالم زائدا على الآخر أو ناقصا عنه لم يكن العالم منتظما.

أسأل الله أن يوفقنا لنعدل في حكمنا، وأهلينا، وما ولينا.

رب صلِّ وسلِّم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.


د. مهران ماهر عثمان









رد مع اقتباس