منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - حقوق الأبناء على الوالدين
عرض مشاركة واحدة
قديم 2022-09-24, 12:38   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

حقوق الأولاد بعد وجودهم

قرَّرتِ الشريعة الإسلامية أن من ضمن حقوقِ الطفل

عقب ولادته من الرعاية والاعتناء به

حقُّ التحنيك، والرضاعة، وحلق الرأس، والختان

وتفصيلها كما في التالي:

(أ) التحنيك:

ومن الحقوق التي شَرَعها الإسلام من أجلِ العناية

بالمولود وتكريمه: تحنيكُه عقب الولادة

والتحنيك هو: "وضع التمرِ ودَلْك حَنَك المولود به

وذلك بوضع جزءٍ من التمر الممضوغِ على الإصبع

وإدخاله في فم المولود، ثم القيام بتحريكه

يمنة ويسرة بحركة لطيفة"


وذلك تطبيقًا للسنة المطهرة

واقتداءً بفعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

ولعلَّ الحكمة من ذلك تقويةُ عضلات الفمِ

بحركة اللسان مع الحنك مع الفكين

حتى يتهيَّأ المولود لعمليةِ الرضاعة

وامتصاص اللبن بكلِّ قوة، وبحالة طبيعية.


ومن الأفضل أن يقومَ بعملية التحنيكِ

مَن يتَّصِف بالتقوى والورع والصلاح

تبركًا وتفاؤلاً بصلاحِ المولود وتقواه

وكان الرسول - صلى الله عليه وسلم -

يحنِّك كلَّ مَن أتى عنده من الأطفال

كما جاء في حديث عائشة - رضي الله عنها -

أنها قالت: "إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

كان يؤتى بالصِّبْيان فيبَرِّك عليهم ويحنِّكهم"

[صحيح مسلم، كتاب الأدب

باب استحباب تحنيك المولود عند ولادته

وحمله إلى صالح، رقم الحديث: 4000.


وجاء في حديث أبي بردة عن أبي موسى -

رضي الله عنهما - قال: "وُلِد لي غلامٌ

فأتيتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - فسمَّاه إبراهيم

فحنَّكه بتمرة ودعا له بالبركة ودفعه إليَّ"

صحيح البخاري، كتاب العقيقة

باب استحباب تحنيك المولود عند ولادته

وحمله إلى صالح، رقم الحديث: 5045.


وجاء في حديثٍ آخرَ عن أسماء - رضي الله عنها -

أنها حملتْ بعبدالله بن الزبير - رضي الله عنهما -

قالت: "خرجتُ وأنا مُتِمٌّ، فأتيتُ المدينة

فنزلتُ بقُبَاء، فولدتُه بقُبَاء، ثم أتيتُ به النبيَّ -

صلى الله عليه وسلم - فوضعتُه في حجرِه

ثم دعا بتمرةٍ فمضغها ثم تَفَل في فِيه

فكان أولَ شيءٍ دخل جوفَه ريقُ رسول الله

- صلى الله عليه وسلم - ثم حنَّكه بتمرةٍ

ثم دعا له وبرَّك عليه"

صحيح البخاري، كتاب العقيقة

باب تسمية المولود غداة يولد لمن لم

يعقَّ عنه وتحنيكه، رقم الحديث: 5047.


(ب) الرضاعة:

عملية الرضاعة عمليةٌ جسمية ونفسية

لها أثرها البعيد في التكوين الجسدي والانفعالي

والاجتماعي في حياة الإنسان - وليدًا ثم طفلاً

- ولقد أدركتِ الشريعة الإسلامية ما لعمليةِ الرضاعة

من أهميةٍ للطفل

حيث يكون بمَأْمَن من الأمراض الجسمية

والجدب النفسي التي يتعرض لها الطفل

الذي يتغذَّى بجرعات من الحليب الصناعي.


فقد فرض المولى الكريم على الأم أن تُرضِع طفلها

وجعل حدَّها حولينِ كاملينِ إن أرادتْ

وجعله حقًّا من حقوق الطفل

يقول - عز وجل -: ﴿ وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ

حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ... ﴾ [البقرة: 233].

أما الفوائد النفسية والاجتماعية من هذه العملية

فتنعكس على الوليد في شعورِه بالدفء

والحنان والأمان، وهو ملتصق بوالدته

يحس نبضات قلبها

ولقد أكَّد علماء النفس أن الرضاعة "ليستْ مجرد

إشباع حاجة عضوية، إنما هو موقف

نفسي اجتماعي شامل، يشمل الرضيع والأم

وهو أول فرصة للتفاعل الاجتماعي"


لجنة الموسوعة، موسوعة للأم والطفل

بيروت: مكتبة لبنان، 1996م)، ص 90 - 93؛


(ج) حلق الرأس:

ومن حقوق الطفل في الإسلام

أن يُحلَق رأسُه يوم السابع من ولادته

والتصدق بوزن شعره - إن أمكن -

ذهبًا أو فِضَّة؛ امتثالاً لفعل الرسول

- صلى الله عليه وسلم - كما جاء في حديث

عن علي - رضي الله عنه -

قال: "عقَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

عن الحسَن بشاةٍ، فقال: ((يا فاطمةُ

احلِقِي رأسَه، وتصدَّقي بزنة شعرِه فِضَّة))


سنن الترمذي، كتاب الأضاحي عن رسول الله

باب العقيقة بشاة، رقم الحديث: 1439.


وفي حلق رأس المولود عدَّة حِكَم

منها إماطة الأذى عنه

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

((مع الغلام عقيقة، فأهريقوا عنه دمًا

وأميطوا عنه الأذى))

وقد سُئِل الحسن عن قولِه:

((أَمِيطُوا عنه الأذى))، فقال: "بحلقِ الرأس..."

سنن الترمذي، كتاب الأضاحي

عن رسول الله، باب العقيقة بشاة


وحلق شعر رأس المولود أنفعُ لرأسه

ففيه إزالةٌ للشعرِ الخفيف الضعيف

ليخلفه شعر أقوى، وفيه فتحٌ لمسامِّ الرأس

وتقوية لحاسَّة البصر والشم والسمع"


محيي الدين عبدالحميد

كيف نربِّي أولادنا إسلاميًّا، ص 55.


(د) الختان:

الختان هو قطع القُلْفَة

أي: الجلدة التي على رأس الذَّكَر

وهو رأس الفِطْرة

كما جاء في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه

- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

((الفطرةُ خمسٌ: الختان، والاستحداد

وقصُّ الشارب، وتقليم الأظفار، ونَتْف الإبط))

صحيح البخاري، كتاب اللباس

باب تقليم الأظفار، رقم الحديث: 5449.


والختان هو شعار الإسلام لعبادِه

مما يميِّز المسلمَ عن غيره

من أتباع الديانات الأخرى

وهو واجبٌ في حق الذكور


لأنه ثابتٌ من فعل الرسول - صلى الله عليه وسلم

- كما جاء في حديث جابر - رضي الله عنه -

قال: "عقَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم

- عن الحسن والحسين، وختنهما لسبعةِ أيامٍ)

سنن البيهقي، كتاب شُعَب الإيمان

باب حقوق الأولاد، رقم الحديث: 8269.


وقد شدَّد الإمام مالك في أمر الختان

حتى قال: "مَن لم يَخْتَتِن لم تَجُزْ إمامتُه، ولم تُقْبَل شهادته"

عبدالله ناصح علوان، تربية الأولاد في الإسلام ص 103.

ورُوِي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

أنه قال للرجل الذي قال: قد أسلمتُ:

((أَلْقِ عنك شعرَ الكفر واختَتِنْ))

سنن أبي داود، كتاب الطهارة

باب في الرجل يسلم فيؤمر بالغسل، رقم الحديث: 302.


وللختان فوائد كثيرة؛ منها:

أنه يجلب الطهارة، والنظافة، والتزيين

وتحسين الخلقة، وتعديل الشهوة

كما يقول الدكتور صبري القباني:

"يتخلَّص المَرْءُ بقطع القُلْفَة من المفرزات الدهنية

والسيلان الشحمي المقزِّز للنفس

ويُحول دون إمكان التفسخ والإنتان

كما يتخلَّص المرءُ من خطر انحباس الحَشَفة أثناء التمدُّد".


ومنها: أنه يمنع حدوثَ ورمٍ سرطاني بعضوِ الذُّكور

وهذا راجعٌ إلى تراكمِ الإفرازات

والموادِّ التي يُمكِن أن يُحدِث احتكاكُها أورامًا سرطانية

محيي الدين عبدالحميد

كيف نربِّي أولادنا إسلاميًّا، ص 62-63


و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء










رد مع اقتباس