منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - حقوق الأبناء على الوالدين
عرض مشاركة واحدة
قديم 2022-10-04, 12:28   رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

صفات المربِّي الناجح

لا شك أن التربية هي من أهم المتطلبات

في بناء جيل جديد

تُعلق عليه بعد ربهِ الآمالُ والطموحات

في إعادة بناء الأمة

والسعي للتمكين الذي هو وسيلة

لإقامة العبودية على الأرض.

وإن كنا نسعى لإيجاد جيل جديد

ينصر دين الله عز وجل فهو يحتاج إلى جيش من المربين

وكلما كان هذا الجيش ذا همة وكفاءة

وخلا من الأخطاء

كان نجاحنا في هذه المهمة أكبر وأسرع.


سواء كنت يا أخي في البيت أبًا

أو مُعلِّمًا في المدرسة، أو مُحفِّظًا في المسجد

وسواء كنتِ يا أُختي أُمًّا، أو مُعلِّمةً، أو مُحَفِّظةً


لكم جميعًا نُوَجِّه حديثنا

من أجل تربية إسلامية صحيحة لأبنائنا

نتحدث معًا وبإجمال أقربَ منه إلى التفصيل

عن صفات المربِّي الناجح

وما يجب عليه أن يتحلَّى به

وما يجب عليه أن يتخلى عنه

ومن تلك الصفات:

1 – القدوة:

وهي عُمدة الصفات كلِّها

بل تَنبني عليها جميعُ صِفات المُربِّي


إنَّ موضوع القدوة من المواضيع المهمة جدًّا في حياة البشرية

فالقدوة الحسنة هي الركيزة في المجتمع

وهي عامل التحوُّل السريع الفعَّال

فالقدوة عنصر مهم في كلِّ مجتمع

فمهما كان أفراده صالحين

فهم في أمَسِّ الحاجة للاقتداء بالنماذج الحيَّة

كيف لا وقد أمرَ الله نبيَّه صلَّى الله عليه وسلَّم

بالاقتداء، فقال:

﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ

عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنعام: 90].


وتشتدُّ الحاجة إلى القدوة الحسنة

كلَّما بَعُد الناس عن الالتزام بقِيَم الإسلام

وأخلاقه وأحكامه

كما أنَّ الله - عزَّ وجل - حذَّر من مخالفة القول

الفعلَ الذي ينفي كون الإنسان قدوة بين الناس، فقال:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ *

كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ﴾ [الصف: 2 - 3].

وقد عُرِّفت القدوة بأنها:

"إحداث تغيير في سُلُوك الفرد

في الاتجاه المرغوب فيه

عن طريق القدوة الصالحة

وذلك بأن يتَّخذ شخصًا أو أكثر يتحقَّق فيهم الصلاح

ليتشبَّه به، ويُصبح ما يطلب من السلوك المثالي

أمرًا واقعيًّا ممكنَ التطبيق"


أصول التربية الإسلامية وأساليبها؛ للنحلاوي، ص (257).

ودين الإسلام دين القدوة، وأصحاب الهِمم العالية

هم الذين يسعون ليكونوا قدوة حسنة

اذن من صفات المربِّي الناجح

يكون قدوةً في سُلوكه، قدوةً في مَلْبَسِه

قدوة في حديثه، قدوة في عبادته

قدوة في أخلاقه وآدابه، قدوة في حياته كلها.

لأن الطفل إذا ما افتقد القُدوة فيمَنْ يُرَبِّيهِ

فسوف يفتَقِدُ إلى كلِّ شيء

ولن يُفلِح معه وَعْظ، ولا عقاب، ولا ثواب

كيف لا وقد رأى الكبير يفْعَلُ ما يَنهاهُ عنه؟!


لأن عَيْنَ الطفل لكَ كالميكروسكوب ترى فيه الشيء

الصغير واضحًا تمامًا

فالنظرة الحرام التي تختلسها

والكلمة القصيرة السريعة الَّتي تنطِقُ بِها وغيرُها

يستقبلها الصغير فيُخَزِّنها

ويفعل مثلها إن لم يكن أسوأَ

ولا تستطيع أن تنهاه

وإلا قال لك: أنتَ فَعَلْتَ ذلِك

وأنا أفْعَلُ مِثْلَك!! طبعًا هو لا يعانِد – غالبًا –


في مثل هذه المواقف؛ ولكنه يُقلِّدُكَ

فأنت الكبير وهو يُحِبِّكَ

ويحب أن يفعل مثلما تفعل ليتشبَّهَ بكَ.

فإن غضبتَ فشتمتَ فإنَّه سيشتُمُ عندما يغضَب

وإن طلبت منه شراء الدخان أو رَمْيَ باقي السيجارة

فسيشرب منها بعد ذلك ولو خِلْسَةً

حتَّى يتمكَّن مِن شُرْبِها بِحُرِّيَّة في أقربِ فرصة

فَهُو يُقَلِّدك وأنت الكبير

وإن خرجتِ الأمُّ مُتَبرِّجَةً فلن تستطيعَ

إقناعَ ابْنَتِها بعد ذلك بارْتِداء الحجاب


وإن نادى المؤذِّن للصلاة وصلَّيْتَ

في البيت فسيصلي في البيت

وإن ذهبت إلى المسجد فسوف

يُحِبُّ الذَّهاب إلى المسجد

وإن غَفَلْتَ عنِ الصلاة ساهيًا أو عامدًا

فسوف يقلِّدُكَ؛ فأنت القدوة.

وهكذا إن طلبت منه أن يخبِرَكَ بسِرِّ أحد

أو لعبت أمامه بدون حذاء أو بغير الملابس الرياضية

وكذا إن رآك (تُبَحْلِقُ) في صور العاريات

أو فِي الفيديو، أوِ التليفزيون

أو عاكستَ أحدًا في الهاتف... إلخ.

الخلاصة

فالقدوة لها دورٌ كبير في إعلاء الهِمم

وإصلاح المسلمين، فمَن كان عالي الهِمَّة

اقتَدى به غيره، فأصلَح نفسه وأصلَح غيره.



يقول تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا

وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ﴾ [الفرقان: 74]

ففي هذه الآية يريد الله عز وجل من المسلمين

التطلُّع للأفضل وإلى أعلى المقامات

وانظر لَم يقل سبحانه: واجعَلنا في المتقين

ولكنَّها تربية للمؤمنين على الهِمَّة العالية

وأن يكونوا مثل إبراهيم عليه السلام

يطلب إمامةَ المتقين؛ يقول شيخ الإسلام:

"أي: فاجْعَلنا أئمَّة لِمَن يَقتدي بنا ويأْتَمُّ

ولا تَجعلنا فتنة لمن يضلُّ بنا ويشقى"


مجموع الفتاوى؛ لابن تيميَّة، (3 /91).

و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء










رد مع اقتباس