منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - فتوى الأمير عبد القادر في وجوب الهجرة إلى دار الإسلام
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-01-05, 00:52   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
أبو إدريس
كبار الشخصيات
 
الأوسمة
وسام الشرف 
إحصائية العضو










Lightbulb جواب

الأخ الكريم (أصيل12) السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
1ـ رسالة (حسام الدين لقطع شبه المرتدين) مطبوعة في الجزائر سنة 1981م، بواسطة الشركة الوطنية للنشر والتوزيع.
فحبَّذا لو تستطيع الحصول عليها. وأنا أملك النسخة المطبوعة، وليت أحد الإخوة يساعدنا في تنضيدها على الحاسوب. ليسهل نشرها على الشابكة.

2ـ الذي بيَّنه الأمير في رسالته أنَّ دار الكفر هي الدار التي لا يمكن للمسلم أن يقيم شعائر دينه فيها، ويجبر فيها على العمل بتعاليم معارضة لدينه ، ويُعتدى عليه وعلى عرضه فيها، وهو لم يذكر ذلك على أنَّه فقهه الخاص، وإنما استدلَّ بكلام الأئمة المالكية وغيرهم واعتمد على فتاويهم، وبخاصَّة رسالة الونشريسي.

3ـ لا أدري يا أخي أين وجدتَ في كلام الأمير أنّه يطلب من الجزائريين الهجرة من أرض الجزائر إلى بلاد الإسلام الأخرى؟!

إنَّ صلب الموضوع الذي يعالجه الأمير في رسالته هو مسألة التحاق بعض القبائل الجزائرية، وبعض الأعيان، بالمحتلّ الفرنسي وموالاتهم له، ونزولهم تحت أحكامه ورضاهم بدينه، وتوددهم إليه وتقديم المعونة لجيشه وعساكره، ومشاركتهم لجيوش الفرنسيس في قتال وقتل المسلمين الجزائريين المجاهدين! هذا هو صلب الموضوع!

والأمير يطلب من هؤلاء أن ينضموا إلى صفوف المجاهدين الجزائريين، ويهاجروا إلى الدولة الجزائرية المسلمة التي يحكمها حاكمٌ مسلم، فيعينوا إخوانهم على قتال العدو!

والأمير كتب رسالته وهو مرابطٌ مجاهد وعلى رأس دولته، فمن أين فهمت يا أخي أنه يطلب منهم أن يهاجروا من الجزائر؟!
وكيف يطلب منهم أن يُهاجروا منها وهو باق فيها يجاهد مع إخوانه وشعبه؟!
أخي الكريم : أرجو أن تعيد قراءة البحث المنشور بإمعان فإنَّ النصوص الموجودة فيه فيها الكفاية في الدلالة على خلاف ما فهمتَ.
وسأنقل لك الآن بعض الفقرات الإضافية من الرسالة:
جاء في مقدمتها بعد حمد الله والصلاة على رسول الله : ((..وبعد ـ يا أخي ـ فإنِّي رأيتك متعطِّشًا لسماع كلام سادتنا في هؤلاء الذين ركنوا إلى الكافر، ودخلوا تحت ذمَّته: شعوبًا وقبائل، أصاغر وأكابر))
وقال : ((.. فاحذر من مخالطة الكفّار وموالاتهم وموادتهم....))

وقال : ((ومِنْ شنيع حمق هؤلاء وضعف عقولهم أنهم يسمُّون طاعتَهم للكفَّار مهادنة! وهل يسوغ لمن له أدنى عقل أن يتلفَّظ بذلك؟! كيف؟ وأحكام الكافر وشرائعه وتصرّفاته جاريةٌ على شريفهم ووضيعهم، ويؤدُّون إليه المغارم، ويحملون أثقاله إذا أراد الغزو على المسلمين، ويقاتلونهم معه. هذا ـ والله ـ لهذيان لا يُعقل))

وقال : ((وهؤلاء المعتضدون بالنصارى الداخلون تحت ذمَّتهم يُحبُّون نُصْرَةَ النصارى على المسلمين، ويفرحون كلهم بها: رجالاً ونساء، وهذا كفرٌ ـ نسأل الله السلامة))

وقال في خاتمة الرسالة : ((تمَّ ـ بحمد الله وحُسن عونه ـ ما قصدناه جوابًا لسؤال بعض المحبّين، وقطعًا لشبه المرتدين، ونحن مرابطون ولا كتاب معنا إذ ذاك...)).

ولا داعي للتوسع في مسألة التولي من الزَّحف، ووجوب مجاهدة جيوش الكافرين الغاصبين فهي من مسلَّمات دين الإسلام، ولا تخفى على صغار المسلمين فكيف بعلمائهم وقادتهم.
والأمير عبد القادر هو من أبرز المجاهدين في ذلك القرن، وهو رأس المحرِّضين على مجاهدة الفرنسيين المحتلين ووجوب إخراجهم من الجزائر، وكاد هذا الأمر أن يتحقق لولا دخول أعداد من القبائل الجزائرية، وبعض الطرق الصوفية، تحت لواء المحتل الفرنسي، وقاتلوا الأمير وجيشه المسلم وأسقطوا دولته!
وقد بحثنا هذا الموضوع بالتفصيل مع ذكر الأسماء في سلسلة (رد الشبهات المثارة حول الأمير عبد القادر) في هذا المنتدى الطيّب.
أتمنى أخي (أصيل 12) أن يكون كلامي جوابًا كافيًا لسؤالك.
والسلام عليكم









رد مع اقتباس