[زمن الغربة]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .....
من خلال تجربتي واستقرائي لبعض تجارب الناس خلصت إلى أنّه ينبغي أن نربي أنفسنا ومَن حولنا مِن الناس على أربعة أمورٍ فيها خيرٌ عظيم:
1.العاطفة.
2.والعقل.
3.والعلم.
4.والعدل.
فالعاطفة الرشيدة مطلوبة، واليُبوس في العاطفة لا يأتي بخير، ولا ينبغي على المربّي سواء كان أبًا أو معلِّمًا أو زوجا أن يُجفِّف العاطفة في قلب مَن يربيه ومن يعيش معه ؛ بل ينبغي أن يُنمِّيها مرشَّدة.
والعقل كُرِّم به الإنسان، فتَنمِيةُ العقل والحرصُ على المحافظة عليه أمرٌ مطلوب.
والعاطفة -كما يقول العلماء- فيها إدراك الحالِ الموجود؛ استجابةٌ للحال الآن، والعقل فيه إدراكُ المآل، فمَن جمع بين العاطفة والعقل يَحصل له رُشْدٌ في أمره.
يعني مثلًا لو أنّ رجلًا دخل فإذا بامرأته تسبّ أمّه! –يا له من أمر عظيم؛ فإنّ عاطفته لأمّه تدعوه لأن يطلّقها انتصارًا لأمّه، لكن إذا فكّر بعقله مع عاطفته فإنه يجد الأمر يدعوه قائلا : أدّبها ولا تكسرها، لأنك لو طلقتها يترتّب على هٰذا كذا وكذا وكذا.
ولذلك لمّا تعطّل هٰذا الأمر كثر الطلاق بين الناس، لأن أكثر الأزواج اليوم يتصرّفون بالعاطفة فيستجيبون للحال ويُعطّلون العقل. .... أصبح الرجل يطلّق على ثوبه إذا لَمْ يُغسَل، وعلى الشاي إذا لَمْ يُعدّ! لأنّ الناس عطّلتْ العقل مع العاطفة فِيْ أكثر الأحوال
والعلمَ سراجٌ يُضيء للعقلِ والعاطفةِ الظلمات.
ثم لابدّ مع هٰذا مِن العدل، فيأخذُ نفسَه بالعدل مع القريب والبعيد والمُحِبّ والمبغِض، فيعيش بخير، ويُعلِّم الناسَ الخير؛ ملتزِمًا السنة، مِن غير إفراط ولا تفريط

هذه أربعة أمور إن تربى عليها الزوجين تخطيا بإذن الله كل عويص في حياتهما الزوجية

تقريرات وفوائد ولطائف مستفادة من مدارسة لمتن الوصية الصغرى لشيخ الإسلام رحمه الله تعالى