منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الى متى حوادث المرور
عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-01-22, 19:17   رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
leprence30
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

"قل لي كيف تقود سيارتك أقل لك من أنت".

تعتبر حوادث السير من أهم الاسباب التي تؤدي الى استنزاف العنصر البشري والمادي فهي مشكلة قديمة حديثة مرتبطة بشكل أساسي بمستوى وعي الاردنيين وكيفية تعاملهم مع المركبة والشارع لأن العناصر الأساسية التي تؤدي الى وقوع الحوادث هي الانسان والطريق والمركبة مع ان العنصر البشري وهو الانسان يتسبب في أكثر من %90 من حوادث السير.

ففي الفترة الاخيرة أصبحت حوادث السير تشكل ظاهرة لافتة للانتباه مما حدا بالارادة السياسية أن توجه اكثر من رسالة الى الحكومة والجهات ذات العلاقة للوقوف على تداعيات هذه الظاهرة وأسبابها لا بل والبحث عن الحلول المناسبة لها حتى لا نجعل من الاردن أرضا خصبة لحوادث السيرالتي غدت تزهق أرواح ابنائنا وتهدد مستقبل أجيال الوطن.

واذا ما نظرنا الى الاردن فانه يعتبر من الدول ذات المعدلات المرتفعة في حوادث السير حيث تشير الاحصائيات الى أن معظم الوفيات التي تتسبب بها حوادث السير هي من فئة الشباب حيث تقع حالة وفاة كل عشر ساعات في حادث مروري يقع كل خمس دقائق اذا ما علمنا بأن حوادث السير تكلف الاردن 700 ألف دينار يوميا الأمر الذي يدعونا الى أن نفكر قليلا بضخامة هذه الأرقام وان نضع هذه الظاهرة على سلم أولوياتنا وان نحاول أن نعدل اخطاءنا ونستمر في تعزيزها نحو الأفضل باعتبار أن الخطأ من عناصر النجاح.

فمشكلة حوادث السير في الأردن أعتقد بأنها ليست فنية بقدر ما هي ناتجة عن تصرف الانسان في الشوارع وعدم الالتزام بقواعد المرور فيجب علينا أن نستفيد من التجرية النرويجية ولكن النرويج تغلبت على حوادث السيرمن خلال تغيير القوانين وتشديد العقوبات ومتابعة المخالفين.

فلو دققنا النظر في حوادث السير لوجدنا ان معظم مرتكبيها هم من الشباب لذلك لا بد من توعية الشباب وصغار السن بهذا الخطر الداهم الذي يعرضهم لفقد أحد اعضائهم أو تدمير حياتهم وحياة الآخرين ومن هنا تبرز أهمية دور الأسرة والمدرسة في غرس المفاهيم الصالحة وتنمية الوعي المروري وتنبيههم الى المخاطر الناتجة عن عدم التقيد بالأنظمة المرورية التي تصل في حد الوفاة والاعاقة في معظم الأحيان وكذلك تقع على عاتق وسائل الاعلام المسؤولية الكبرى لايصال المفهوم المروري للسلامة والأمن مع الجهات المعنية.

فما أحوجنا الى خلق ثقافة مرورية تعلم الناس احترام القانون بالاضافة الى وضع المواطن تحت هاجس المخالفة الدائمة وتوليد قناعة لديه بأنه مراقب فاذا لم يتعود مواطننا المحافظة على أنظمة وقوانبن السير في الشوارع ويتصرف بوعي فاننا سنبقى نسير في ركاب الشعوب المتخلفة لأن القيادة هي سلوك حضاري وثقافة اجتماعية.

فالثقافة المرورية مطلب ضروري وذلك لجهل الكثيرين بالحقوق والواجبات وأولويات الالتزام بالسير وحق الطريق وحق المشاة فحوادث السير تعني أننا نفتقد بالتأكيد الى ثقافة مرورية حقيقية تعمل على تخفيف الحوادث وما ينتج عنها من اضرار جسيمة تكلفنا وتكلف الوطن الكثير الكثير.










رد مع اقتباس